الحكومة تكبح التكهنات...التعليم وجاهيا.. والأهالي يرحبون

"كورونا" كشفت الوجه الآخر لمدارس خاصة هدفها تحقيق المنفعة على حساب الطالب
الحكومة تكبح التكهنات...التعليم وجاهيا.. والأهالي يرحبون
الانتقال من "الخاصة" الى "الحكومية" فرض على الحكومة التعجيل باتخاذ القرار

عمان - الأنباط - فرح شلباية
حسمت الحكومة ،اليومالثلاثاء، الجدل القائم منذ فترة والمتعلق بآلية استقبال الطلبة لعامهم الدراسي الجديد 2020-2021، بعد غياب يعد الاطول في تاريخ التعليم الأردني والذي امتد قرابة الـ5 شهور،وذلك بسبب فايروس كورونا المستجد.
وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي، أكد خلال مؤتمر صحافي، عقد في رئاسة الوزراء، على ان الطلبة سيستقبلون عامهم الجديد على مقاعدهم الدراسية وفي الموعد المعلن ،أي في الاول من أيلول، وبطريقة وجاهية مباشرة كما في السنوات السابقة ولكن ضمن بروتوكولات صحية متفق عليها من قبل وزارتي التربية والصحة، بالشكل الذي يضمن ويحقق سلامة الطلاب، وأعضاء الهيئات التدريسيّة والإداريّة.
أولياء أمور وفي أحاديث مع "الأنباط"، رحبوا بما أعلنت عنه الحكومة، مشيرين إلى أن القرارات تصب بشكل كامل في مصلحة الطالب سيما أن التعليم عن بعد لم يحقق الغاية المرجوة منه ،على حد قولهم.
وأضافوا ان التعليم عبارة عن عملية متكاملة وفي حال غياب أي عنصر لن يتحقق الهدف، مشيرين إلى أن الفترة الماضية كانت الأصعب عليهم سواء من الناحية النفسية والاجتماعية والاقتصادية، في حين أن أزمة كورونا كشفت الوجه الآخر للكثير من المدراس الخاصة والتي هدفها الاول هو تحقيق المنفعة الاقتصادية على حساب مصلحة الطالب.
وتابعوا إن أزمة كورونا من الممكن أن تمتد خلال الفترة القادمة فمن غير المعقول أن يتم إيقاف العملية التعليمية لحين إنتهاء الأزمة العالمية،"فمن واجبنا نحن كأولياء أمور هو التذكير المستمر بضرورة الالتزام باجراءات السلامة العامة وإرسال المعقمات مع الطلاب والتوعية المتكررة حول خطورة الفايروس".
وأشاروا إلى أن عودة الطلبة لمقاعدهم خطوة في الاتجاه الصحيح، فوجود الطالب بين أقرانه داخل الغرفة الصفية وتلقيه المعلومة من الأستاذ بالطريقة الصحيحة هو السبيل الوحيد لبناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة.
الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، قال إن قرار الوزارة بعودة الطلبة إلى مدارسهم خطوة مباركة، ولكن يجب دراسة آلية تنظيم فتح المدارس والجامعات ومعرفة الغاية الحقيقة من ذلك، سيما ان الأردن يعيش وضعا وبائيا متقلبا. وأكد على ضرورة توظيف أزمة كورونا في تطوير المنظومة التعليمية في المرحلة القادمة، حيث يرى أن شكل التعليم في المستقبل سيتجه إلى التعليم الذاتي، سواء عن قرب أو بعد، فمن المتوقع أن تختفي الحاجة الملحة الحالية لذهاب الطالب إلى المدرسة أو الجامعة، لذلك يجب الاستفادة من أزمة كورونا داعيا لضرورة ربط عودة الطلبة لمدارسهم بتطوير التعليم والمدارس.
منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر الدعاس، قال أن الوضع الحالي لم يخلق حلولا كثيرة أمام وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، ويرى أن قرار العودة هو الحل الوحيد في ظل غياب الحلول الأخرى، تحديدا بعد توصية لجنة الأوبئة بذلك.
وقال إن أزمة كورونا كشفت وجود ضعف حقيقي في البنية التحتية في المدارس،علاوة عن وجود مخالفات في معايير ترخيصها أهمها وجود مسافة متر بين الطلاب إلا أن أزمة كورونا كشفت غياب وجود هذا الشرط في معظم المدارس الحكومية، ويعتقد الدعاس ان سبب تسريع الحكومة باتخاذ قرار العودة للمدارس هو عدم وجود قدرة استيعابية في المدارس الحكومية لاستقبال المنتقلين من القطاع الخاص إلى الحكومي وبالتالي هذا الامر فرض على الحكومة التعجيل باتخاذ قرار العودة.
وأضاف:"كان على الحكومة كما اتخذت قرار العودة للمدراس وهي خطوة إيجابية، أن تتخذ قرارا بمعالجة نقاط الخلاف بين أولياء الأمور والمدارس الخاصة عن طريق إصدار امر دفاع ينظم الخلافات القائمة بين الطرفين.
الأستاذ سائد دهيمش قال، إن إتخاذ قرار العودة للمدارس جاء متأخرا، سيما أن المدارس على الأبواب، والمعلم على أرض الواقع يقع على عاتقه الكثير من المسؤولية بما يتعلق بضرورة تقديم أفضل تعليم في ظل بروتوكولات أمنية وصحية مشددة.
وقال:"إن التعليم عن بعد، ووفقا لما يصله من أولياء الأمور،اثبت فشله في الفصل الدراسي الماضي، وعودة الطلبة للمدارس هو الحل الانجع، لكن على الوزارة إتخاذ إجراءات أكثر حزما وصرامة كفتح مدارس جديدة وغرفة صفية جديدة وتزويد المدارس بمعلمين بحيث يقسم عدد الطلبة بين المعلمين لتحقيق فكرة التباعد الجسدي والتخلص من مشكلة الاكتظاظ داخل الغرفة الصفية.
ودعا وزارة التربية لتشكيل لجنة من المعلمين لتكون حلقة وصل ما بين الوزارة والمعلمين على أرض الواقع لوضع الوزارة أمام أي مشكلات تواجه القطاع في ظل ان المرحلة القادمة صعبة جدا تدمج بين كورونا وبين تحديات التعليم بعد غياب طويل .
يذكر أن الحكومة اتخذت عدة إجراءات تتعلق بقطاع التعليم، حيث أكد الوزير النعيمي انه تم إنجاز تدريب كافة المعلمين والإداريين على البروتروكول الصحي وعودة الحياة للمدارس والمؤسسات التعليمية أمر مطلوب ومبرر، وأضاف انه تم تجهيز المدارس بالمعقمات وبما يلزم، حيث سيتم تثقيف الطلاب صحيا بشأن إجراءات التباعد الاجتماعي، واستخدام المرافق الصحية وتخصيص الأسبوع الأول لتنفيذ برنامج تعزيز المهارات الأساسية لمعالجة فجوات التعلم.
ودعا إلى عدم إرسال الطلبة للمدارس في حال ظهور أي أعراض مرضية عليهم، مضيفا أن الذين يعانون من أمراض مزمنة وربو لا داعي لقدومهم للمدارس في المناطق التي تشهد حالات إصابة، ولهم أن يتعلموا عن بُعد في منازلهم، على أن يتقدموا للاختبارات المدرسية في مدارسهم لاحقا.
وتابع النعيمي:"سيتم تعليق بعض العمليات والخدمات المدرسية من أنشطة رياضية وثقافية وفنية، وتقنين الاجتماعات وستوقف خدمات المقصف المدرسي وستكون الاستراحة قصيرة بفترات متباعدة بين الصفوف وقدوم الطلبة ومغادرتهم سيتم بفواصل زمنية لا تقل عن 10 دقائٔق".
وأضاف: وفي حال ظهور حالة على مستوى المدرسة سيُعلَّق الدوام فيها، ويطبَّق التعليم عن بُعد، ويطبَّق الحجر المنزلي على كل مرتادي المدرسة، وبين أن الدوام المدرسي سيبقى خاضعا إلى الدراسة والتقييم، وفقا للوضع الوبائي في كل منطقة وحي وبناء عليه تم تطوير سيناريوهات العودة للمدارس ، مؤكدا أن المدارس التي لا تحقق شروط التباعد سيكون التعليم بالتناوب بين الأيام على أن يمزج بين التعليم المدرسي المباشر والتعليم عن بُعد.
واكد النعيمي، ان الدوام في المناطق المفتوحة بالكامل سيبقى بحسب البروتوكول الصحي، كاملا في المدارس التي تحقق شروط التباعد الجسدي (متر مربع للطالب داخل الصف، ومترين خارجه)، فيما سيكون الدوام بالتناوب بين الايام (وجاهي وعن بعد)، في التي لا تحقق شروط التباعد الجسدي، بحيث يقسم الصف الى نصفين، يتلقى النصف الأول تعليمه وجاهيًا ايام الاحد والثلاثاء والخميس، فيما يتلقى الاخر تعليمه الاثنين والاربعاء، وأشار الى انه سيتم تخفيض زمن الحصة، بحيث يتلقى النصف المقيم في المنزل تعليمه عن بعد، ويتناوب النصفان أيام الدوام أسبوعيًا.
وفيما يتعلق بالدوام في المناطق المغلقة بحظر شامل، اوضح، ان دوام المدارس فيها سيعلق ويطبَّق التعليم عن بُعد، وان المناطق البينيّة (التي يتم عزلها ولكن لا حظر تجول فيها) انه سيُمنَع الطلبة في البنايات المعزولة، ويطبق نموذج الدوام بالتناوب ضمن نظام المجموعات المنفصلة، وتُقسَّم بحيث يكون نصيب الطالب فيها مترين مربعين داخل غرفة الصف، ويكون نظام التعليم فيها عن بًعد اضافة الى نظام المجموعات المنفصلة، مبينا ان كل مجموعة ستدرس مبحثًا واحدًا أساسيًا في اليوم بواقع ساعتين ثم تغادر المدرسة مباشرةً، وفق الطاقة الاستيعابية بواقع مترين مربعين للطالب، مع التركيز على المواد الأساسية.
وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة قال: إن دوام المدارس والجامعات سيكون فعلياً على المقاعد الدراسية وداخل المباني المدرسية والجامعية، وفي حال تم عزل منطقة لوجود إصابات فيها فيقتصر الدوام في المدارس والجامعات على أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وبشكل مؤقت، لحين تحسن الحالة الوبائية في تلك المناطق.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي محيى الدين توق إن التعليم الجامعي للعام الدراسي الجديد مزيج بين الدوام الفعلي وعن بُعد، و ٕن العام الدراسي الجامعي الجديد 2020/2021، سيبدأ بـ 20 أيلول/سبتمبر المقبل، بدوام أعضاء هيئة التدريس، وبعده بأسبوع دوام الطلبة، مبينا أن دوام الجامعات الخاصّة يبدأ بتاريخ 18/10/2020.
وبين أنه سيتم تدريس جميع متطلبات الجامعة ومتطلبات الكلية الإجبارية والاختيارية عن بُعد، أما تدريس المساقات التي تحتاج إلى مختبرات أو مشاغل أو تطبيقات عملية أو بدنية ولا يمكن تعليمها إلكترونيا عن بُعد، فإنه سيتم تدرسيها في الحرم الجامعي وبالطريقة الاعتيادية، ولفت إلى أنه سيتم تدريس متطلبات التخصص داخل الحرم الجامعي مع مراعاة شروط الصحة والسلامة.
وقال، إن مجالس عمداء الجامعات، يمكنهم اللجوء إلى التعليم المدمج على أن لا تقل نسبة التدريس عن 50% داخل الحرم الجامعي، والباقي عن طريق التعليم الإلكتروني، مشيرا إلى أنه يطبق على طلاب الدبلوم المتوسط في كليات المجتمع، الأسس ذاتها التي سيتم تطبيقها على طلبة البكالوريوس في الجامعات .
وبين أنه سيتم تدريس كافة سنوات كليات الطب البشري وطب الأسنان، في الحرم الجامعي وبالطريقة الاعتيادية، ويمكن لمجالس العمداء تدريس وتقييم بعض المساقات من متطلبات الكلية والتخصص الإجبارية والاختيارية على نظام التعليم المدمج.