الأردن عضيد فلسطين
الأنباط -قبل أيام فقط تم العثور في قرية عين عريك قرب رام الله على رفات لشخص مجهول الهوية ووجد أيضا في قبره على أزرار بزّة عسكرية ولم يتبادر في ذهن من وجد هذا الرفات من المواطنين والأجهزة الأمنية الفلسطينية إلا أن يكون هذا المجهول هو جندي أردني ممن قضوا على أرض فلسطين الطاهرة رحمهم الله جميعا .
هنا تظهر العلاقة الوجدانية الحقيقية التي لا تشوبها المظاهر والبطولات الزائفة بين الشعبين الأردني والفلسطيني وتتجلى على الملأ صور التضحيات الأردنية التى لم تنقطع في سبيل الحفاظ على كل ذرة تراب فلسطينية.
إن الأردن ارتبط تاريخيا بفلسطين كتوأم حتى أصبح النضال الاردني لأجل الشعب الفلسطيني جزء يتشرف به الأردن قيادة وشعبا ولا ينظرون إليه إلا أنه اضافةً وتشريفاً عظيماً لكيان هذه الدولة ولم يكن يوماً إلا نابعاً من وجدانها الذي لم ينقطع تناغمه يوما بتلك البقعة الطاهرة وبين ثناياها مسرى نبي الله محمد صل الله عليه وسلم وميلاد رسوله عيسى بن مريم عليه السلام .
إن الأردن والأردنيين قيادةً وشعباً لطالما كانوا في صف العرب عموما مناصرين داعمين يقفون وقفة العز والشهامة دون كلل ولا ملل، تجدهم السبّاقين للخير آخر المغادرين بعد الإطمئنان على أشقاءهم رغم ضعف إمكانياتهم ومواردهم المادية إلا أن هذا البلد هو كبير بالفعل ويتمتع بما ينقص الكثيرين رغم عظم مواردهم وامكانياتهم ، وهو الإدارة الأردنية العظيمة وصلابة الموقف ورسوخ الثوابت.
مع بزوغ كل فجر، ومغيب شمس كل يوم، يترسخ في وجدان الأردنيين حبهم وقربهم ووقوفهم مع فلسطين أكثر، وتسندهم في مهمتهم عوامل وروابط ووشائج دينية وتاريخية وسياسية مظلتها قيادة هاشمية فذّة حملت دوما شرف الذود عن الحمى العربي الفلسطيني ومقدساته ورعايتها .
ويتيقن الفلسطينيون ذاتهم أن جوار الأردن لهم ليس جغرافيا سياسية فحسب، بل هي وحدة التاريخ والمصير والمستقبل، فلا يتقدم صوت على الأردن في قضية فلسطين الا الفلسطينيين انفسهم ولا يجاري تضحيات الأردن أيا كان بعدهم، حتى لو ارتفعت الأصوات وسنت الأقلام فالحقيقة واضحة لم تُكتب في يوم وليلة إنما خطتها دماء الشهداء وسطرتها المحافل والجهود الدولية على مدى عشرات السنين
صوت المجد