التل يكتب :الجماعة المختطفة

 
الجماعة المختطفة
بلال حسن التل
تواصل معي خلال الأيام الماضية, عدد من رموز الإخوان المسلمين ممن أخجل من التحدث معهم لإخلاصهم بالبيعة لله ورسوله, من القابضين الآن على الجمر, الصابرين على البلاء, بسبب ما تمر به الجماعة من خلافات وإنشقاقات وإنحرافات, كما تواصل معي عدد من رموز العمل الإسلامي من غير الإخوان المسلمين, لكنهم يعرفون الإخوان المسلمين ممن تربوا على نهج الأوائل من الإخوان المسلمين كعبد اللطيف أبو قورة وممدوح كركر ومحمد سعد الدين خليفة وفارس الصرايرة وممدوح الصرايرة ومحمد عبد الرحمن خليفة رحمهم الله أجمعين.
إتصالات الطرفين تمت بصورة فردية, وكانت تطلب مني أن أتوقف عن الكتابة عن الإخوان المسلمين, رغم موافقتهم على مضامين ما أكتب, أما تبرريهم لطلبهم فمن شقين الأول, هو إيمانهم بأن الكثيرين من محدثي الإخوان المسلمين لايعرفون تاريخ الجماعة في الأردن, أما الثاني فإن الجماعة الآن مختطفه.
وجوابي لمن تواصلوا معي,وهم ممن احبهم واحترمهم أنني متأكد تماما بأن محدثي الإخوان لايعرفون تاريخ الجماعة في الأردن, بل إن هناك من داخل صف الجماعة من حال دون كتابة هذا التاريخ, وعرقل جهوداً بذلت في هذا المجال, بحجة تشكيل لجنة لإنجاز هذه المهمه, التي نعتقد أنها فقدت فرصة ثمينه لإنجازها, بسبب وفاة كل من عاصر المراحل الأولى من تاريخ الجماعة دون أن يتركوا شيئاً مكتوباً, لذلك لم يعد مستغرباً أن يصبح هذا التاريخ ملك أشخاص يظنون أن الجماعة بدأت بهم وتنتهي معهم, حيث زعم أحدهم أنه لم يكن قبل سبعنيات القرن الماضي وجود للجماعة في الأردن, ولعله أراد أن يقول إن الجماعة بدأت به وتنتهي معه وهو نوع من الغرور لم يكن من أخلاقيات الأوائل، مثلما يحاول بعض الصبية أن يختصروا الجماعة بأبائهم دون أن يعرفوا الرأي الحقيقي لمعظم الإخوان بهؤلاء الأباء.
طويل هو الحديث عن كتابة تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في الأردن, ويعرف بعض أشياخ الجماعة وكهولها أنني أعرف تفاصيل كثيرة في هذة القضية.
هذا بالنسبة للجهل بتاريخ الجماعة في الأردن, أما الأخطر والأهم فهي قضية اختطاف الجماعة, وأجزم بأن عدم توثيق تاريخ الجماعة ساهم في تسهيل عملية اختطافها وحرفها عن مسارها، السؤال هو من هي الجهة الخاطفة ولحساب من تعمل, وهل الخاطفون "بعض الطامحين السياسين" كما كتب لي أحدهم, وهل هناك خيط بين هذا الاختطاف وفتنة (نجيب جويفل) الذي قاد أول شق لصف الإخوان المسلمين في الأردن, ولماذا يصمت الذين يتحدثون عن اختطاف الجماعة ولا يتحدثون علانية ويذكروا الخاطفين بالأسماء, كلها أسئله تحتاج إلى إجابات لتحرير الجماعة من مختطفيها, وإعادتها إلى سيرتها الأولى من جهة, ولحماية وطننا من ماقد تدبره الجهة الخاطفه.
Bilal.tall@yahoo.com