الإخوان المسلمين.... بدّلتم فبدّلت
قلت في مقال سابق أن الدولة الأردنية رعت الإخوان المسلمين فحفظ لها الإخوان الأوائل فضلها، والتزموا بالولاء للعرش الهاشمي، والأدلة على ذلك كثيرة، منها وقائع حفل أقامه الإخوان المسلمين عام 1946 على شرف جلالة الملك المؤسس، تحول إلى مهرجان بيعة لجلالته، فمما جاء في كلمة الجماعة الترحيبية التي ألقاها السكرتير العام للجماعة حينها مايلي
فئة من شباب الإخوان المسلمين ومن غرس يد جلالتكم جعلت من كتاب الله دستوراً ومن جدكم العظيم زعيماً وإماما..جاءت تجدد العهد لحفيده العظيم جلالة مولانا الملك ولمبادئه السامية.
سيدي لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كتاب الله وسنة رسوله صلحت وتصلح وبهذا البيت من قريش اعتزت ولا تزال تعتز.
والعرب والإسلام لا يدينون إلا إليكم ولا ينقادون إلا لزعامتكم فتقبلوا يا صاحب الجلالة آيات شكرنا وولائنا لتنازلكم بتشريف هذه الدار العامرة بعطف جلالتكم والتي تسجل هذه الزيارة الملكية الميمونة مفخرة من مفاخرها أدامكم الله ذخراً وفخراً.
ومما جاء في كلمة شعبة إخوان عمان
ياصاحب الجلالة:
"إننا إذا نحيي جلالتكم فإنما نحيي النور المحمدي والدم العربي، .... ومن كرامة هذه الأمة على الله جل جلاله، أن جعلكم يا مولاي وارث نهضتها، والقّيم الأمين على تراثها ومجدها. وأن جماعة الإخوان المسلمين التي تقدس في جلالتكم صفات النبل والملك والشرف، قد تشكلت في هذه المملكة المباركة تحت رعايتكم وفي ظل جلالتكم لا لتكون حزباً سياسياً، بل لتكون جمعية أخلاقية تسعى جهدها لتحرير الناشئة من العادات السيئة ... وبذلك تكون هذه الجمعية قد نفذت رغبة جلالتكم في نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق .... وأن هذه الجمعية تؤمن كما يؤمن كل مسلم وعربي بأنكم يا مولاي مصدر كل فضل وحكمة وصاحب كل أمر ونهي
ومما جاء في كلمة شعبة إخوان الكرك
مولاي صاحب الجلالة الهاشمية
من دواعي سرور الشاب المسلم أو العربي ومن أحمى أمانيه أن تتاح له الفرصة فيحظى بشرف المثول بين يدي جلالتكم ليعرب عما يجيش في صدره من شعور فياض بالإخلاص والولاء والمحبة لشخصكم كوارث للزعامتين الدينية والقومية اعترافا بما لبيتكم الرفيع من فضائل على المسلمين والعرب. وما لجلالتكم من فضل على القضية العربية عامة وعلى هذا البلد الأمين خاصة.
فحمداً لله على هذه النعمة الجزيل، وشكراً لإخواني أعضاء شعبة الإخوان المسلمين في الكرك على هذا الانتداب المحبب الي: لرفع تحياتهم وتمنياتهم الطيبة وتأكيد ولائهم لجلالتكم كخير مؤتمن على رسالتهم كما كنت ولا تزال خير مؤتمن على أرواحهم وأموالهم وأعراضهم ومستقبلهم ومستقبل بلادهم، فأرجو أن أكون قد توفقت يامولاي لتأدية رسالة إخواني، أمد الله في عمر جلالتكم ذخراً للعروبة والإسلام وصلى الله على نبيه الكريم وسلم.
وبعد فقد كان ذلك قبل أن تؤول أمور الإخوان إلى فئة، صار عندها رفع علم الوطن، وإنفاذ قوانينه، محل نقاش ثم لا تريدون أن تقابل الدولة هذا التبديل والتغير بما يعيدهم إلى جادة الصواب؟.
Bilal.tall@yahoo.com