محمد حسن التل يكتب: نحن الدولة!!
الأنباط -نحن الدولة .. !!!!
محمد حسن التل ..
من حقنا أن نعرف ماذا قصد نائب نقيب المعلمين عندما وقف خطيبا أمس ، بعدد من المعلمين وقال "نحن الدولة " ، إذا كانوا هم الدولة ، فمن هي الدولة الثانية ، لقد قلنا أن القائمين على مجلس نقابة المعلمين يتعاملون مع الدولة ندا بند ، وهذا أمر لم يمر بتاريخنا أبدا ، حتى إبان زمن عتاولة المعارضة في الخمسينيات من القرن الماضي ، عندما كان العمل الحزبي في أوجه، لقد وقع ما كنا نخشاه ، أن "مجلس نقابة المعلمين " يسير نحو التصعيد مع الحكومة بحجة تعليق العلاوة للمعلمين .
لا أحد يستطيع أن يقنعني أنا وغيري من المراقبين بأن كل المعلمين مع هذا التوجه ، فهناك الكثير منهم من يعترض بشدة على هذا التصعيد ، بدافع خوفه على الوطن واستقراره ثم خوفه على رزقه ،إذا طبقت الحكومة القانون بحذافيره على كل من يخرج عليه من المعلمين ويمتنع عن ممارسة واجبه .
لقد تفضل نائب نقيب المعلمين وقال أن فئة محدودة من الناس والإعلاميين بالذات يحاولون شيطنة مجلس النقابة وأن فئة كبيرة من المواطنين معهم في توجههم ، ونحن نقول للأستاذ الفاضل أنكم لا تتمتعون بموافقة معظم المعلمين على إجراءاتكم كذلك معظم المواطنين الذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفا على مصير العام الدراسي ومستقبل أبنائهم .
مرة أخرى نقول لمجلس نقابة المعلمين أن الدولة والحكومة ليسا خصما للمعلم ، وأن المعلم يحتل مساحة كبيرة من الاحترام والتقدير والحرص على رزقه ومستقبل أبنائه، بل والحرص على تحسين ظروف معيشته ، لأنه يمثل لبنة أساسية في بناء المجتمع الأردني .
إن تعليق العلاوة وتأخير تنفيذ بعض بنود الإتفاقية التي يتحدث عنها القائمون على مجلس النقابة بسبب جائحة كورونا التي أوجدت ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة ، ليست مبررا لكل هذا التصعيد ، وسنظل نكرر أن قدوتنا جميعا في هذا الأمر حملة أرواحهم على أكفهم والسلاح على أكتافهم ، قوات الجيش العربي والأجهزة الأمنية .
إننا نتمنى بل ونطالب مجلس النقابة " أن يأخذوا على رأسها " وأن يتوقفوا عن هذا التصعيد وأن يكفوا أيضا عن اتهام أصحاب الرأي الآخر ، كما أن قصة الذباب الالكتروني التي تنطلق عواصفه على أصحاب الرأي الآخر باتت مكشوفة بأسمائهم المستعارة ، وقد مللنا المسلسل المستمر لقصة الإتهام لكل صاحب رأي مختلف.
إن في الأردن دولة واحدة ، والجميع تحت إمرتها وفي ظل قوانينها ، والحكومة حسب الدستور مكلفة بتنفيذ القوانين وحماية سيادتها ، " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ".