خبراء: الشطرنج الأردني يتحدى أزمة كورونا بمواصلة بطولاته عن بعد
الأنباط -واصلت بطولات الشطرنج في الأردن تألقها بتحقيق إنجازات، عبر مشاركات دولية عن بعد، رغم التحديات التي فرضتها ظروف كورونا على الكثير من الألعاب الرياضية، حسب خبراء ومختصين.
رئيس الاتحاد الملكي الأردني للشطرنج، المهندس نواف ارشيدات، قال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) وبمناسبة اليوم العالمي للشطرنج الذي يصادف اليوم الاثنين، إن الاتحاد اعتمد آلية تعليم هذه الرياضة العقلية عن بعد بواسطة برامج متخصصة، إضافة إلى إقامة بطولات عبر مواقع معتمدة لذلك على شبكة الإنترنت، والذي يأتي في سياق تحديث الخطط وتطويرها بما يتماشى مع المستجدات الحالية، مشيرا إلى قيام الاتحاد بعقد بطولتين عن بعد، خلال فترة الحظر، بمشاركة عدد كبير من اللاعبين.وأوضح أن الاتحاد يمتلك كادراً تدريبياً يتكون من خمسة مدربين لمنتخباته الوطنية، جميعهم يحملون الشهادة الدولية في التدريب ( FT، مدرب شطرنج دولي)، بالإضافة إلى عشرات المدربين المحليين الحاصلين على شهادات دولية ( FI، محاضر وطني)، ويعملون في أكاديميات محلية متخصصة بتدريب الشطرنج، معتبرا أن أعداد المدربين المتصاعدة يأتي تتويجا لجهود الاتحاد في رفع سوية اللعبة وتمكين المدربين وتعزيز كفاءاتهم.
وأشار إلى أن عدد لاعبي الشطرنج في الأردن لا بأس به، إلا أن عدد المسجلين في الاتحاد الدولي للشطرنج هو 1601 لاعبا ولاعبة، منهم 565 لاعبا مصنفا حسب الدرجات المعتمدة.
وقال ارشيدات: يوجد في الأردن نحو عشرة أندية شطرنج درجة أولى، وعشرة أندية درجة ثانية مسجلة في قيود الاتحاد، تنافس سنويا على بطولتي دوري الأندية وكأس الأردن ضمن بطولات الاتحاد الرسمية، كما يوجد ستة فرق أندية شطرنج للسيدات تشارك في دوري أندية السيدات، ويتأهل سنويا بطلا الدوري والكأس للعب في بطولة الأندية العربية ( أبطال الدوري للشطرنج)، حيث كان الأردن قد شارك فيها بواسطة نادي الشطرنج الملكي في تونس، بداية العام الحالي.
وأضاف أن فئة كبار السن، يشاركون في بطولتي آسيا والعالم للمخضرمين ( فوق 55 سنة )، مشيرا إلى أن اللاعبين عاهد السقا وصفوان البخاري وحافظ بكر يعدون حاليا من أقدم اللاعبين في لعبة الشطرنج في الأردن، وما زالوا يمارسونها، مشددا على أهمية هذه اللعبة في إشغال أوقات فراغ الشباب فيما يفيدهم. واستعرض ارشيدات أبرز البطولات والميداليات التي حققها الأردن إقليمياً وعالمياً، كفضية بطولة العرب الفردية للرجال في تونس عام 1986 بواسطة اللاعب بهجت الريماوي، وبرونزية أولمبياد الشطرنج العالمي في اليونان عام 1988 بواسطة اللاعب حسين البطيخي، وفضية بطولة العرب للسيدات في البحرين في عام 1990 بواسطة اللاعبة صافيناز العوري، وفضية الدورة العربية ( دورة الحسين ) عام 1999 بواسطة اللاعب مروان العابودي، وذهبية دورة الحسين، بواسطة اللاعبة رنا خماسية، وفضية أولمبياد الشطرنج العالمي للرجال في أذربيجان في عام 2016 بواسطة اللاعب سامي السفاريني، وذهبية أولمبياد الشطرنج العالمي للسيدات في جورجيا عام 2018 بواسطة اللاعبة بشرى الشعيبي، وفضية بطولة العرب للرجال في تونس العام الماضي، بواسطة اللاعب سمير منصور.
وأشار إلى حصول الناشئين والناشئات في الاتحاد على عشرات الميداليات الملونة والألقاب في بطولات العرب الفردية للفئات العمرية والمهرجانات الدولية والآسيوية، خلال الفترة من العام 2000 وحتى 2019، والتي كان آخرها ذهبية فئة 18 سنة ذكور بواسطة اللاعب لؤي سمير الحاصل على لقب أستاذ دولي، والذي يعتبر أصغر لاعب شطرنج محترف في الأردن.
اللاعب مروان العابودي، بطل الاردن في الشطرنج والحاصل على الميدالية الفضية في بطولة غرب آسيا للمخضرين فوق 50 سنة، والتي أقيمت عن بعد أخيرا، اعتبر الفوز تتويجا لاستعداداته المسبقة في فترة الحجر، مشيرا إلى أنه وبالرغم من وجود الأزمة، إلا أن البطولات العالمية للعبة استمرت وازدادت بشكل أكبر عبر الانترنت، كما اكتسبت شعبية أوسع بين الكبار والصغار على حد سواء.
العابودي الذي بدأ ممارسة اللعبة وهو في الصف التاسع منذ عام 1979، بين أهمية اللعبة في رفع مستوى تحصيله الدراسي، إذ ساهمت في زيادة نسبة التركيز لديه في المواد العلمية وقوّت ذاكرته بشكل ملحوظ، إضافة إلى أثرها في تمكينه على استخدام المنهج المنطقي لحلّ معظم المسائل النظرية والعملية، داعيا الآباء إلى تعليم أبنائهم هذه اللعبة لتأثيرها الايجابي على تحصيلهم العلمي وزيادة الثقة بأنفسهم وصقل شخصياتهم وتعزيز اعتمادهم على الذات.
وقال إن جميع لاعبي الشطرنج المحترفين يواظبون على ممارسة الرياضة كالركض والسباحة لان اللعبة تحتاج إلى جسم قوي قادر على تحمل الضغوطات النفسية والجلوس خلف طاولة اللعب احيانا لساعات طويلة.
المهندس حسين البطيخي بطل الاردن في الشطرنج لسنوات عديدة، الذي حصد العديد من الميداليات الفضية والبرونزية عالميا ومحليا، بين أن لعبة الشطرنج أسهمت في تفوقه الأكاديمي، حيث نمّت قدراته ومهاراته في التفكير والتحليل.
البطيخي الذي يمارس اللعبة منذ خمسين عاما، حرص على تعليمها لأبنائه إضافة للعبة كرة السلة، فالاحتراف في اللعبة يحتاج إلى ممارسة يومية تزيد عن الأربع ساعات، كما اوضح.
وقال الأمين العام لجمعية كليات التربية الرياضية العربية الدكتور صادق الحايك: من المفترض أن تعود الانشطة الرياضية الى سابق عهدها، بعد انتهاء الأزمة واكتشاف العلاج الفعال للجائحة، مبينا أن التعليم عن بعد في مجال لعبة الشطرنج قد أخذ مكانه في جميع دول العالم وأصبح جزءا أساسيا من العملية التعليمية التربوية.
استشاري الدماغ والأعصاب الدكتور منير الدحيات، بين أن لعبة الشطرنج، من الألعاب التي تمرن العقل وتحسّن أداء الدماغ في التحليل والتخطيط وتنشّط الذاكرة وتنمي الذكاء والإبداع، وتساعد على التركيز.
وأشار إلى أن الممارسين للعبة وغيرها من الألعاب والأعمال التي تتطلب التفكير، إضافة إلى تعلّم مهارات كاكتساب معرفة بلغة جديدة، هم أقل إصابة بأمراض الذاكرة من غيرهم، وتؤخر إصابتهم بمرض الزهايمر، الذي عادة ما يصيب عددا من كبار السن فوق الـ 65 عاما.
--(بترا)