شباب وقادة أحزاب يدعون لترجمة الأوراق النقاشية الملكية، وإلى ائتلافات انتخابية وتعزيز الحريات العامة

الأنباط -
 

الأنباط 

شدّد مشاركون في حوارية بين قادة أحزاب وشباب على أهمية المشاركة في الانتخابات وضرورة الحوار مع مؤسسات صنع القرار لمتابعة سير تنفيذ ما جاء في الأوراق النقاشية الملكية، وأوصوا بتمكين الشباب من جانب الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، وضرورة عمل الأحزاب والحراكات السياسية بصورة مشتركة ومنظمة لزيادة الضغط لإصلاح التشريعات الناظمة للعمل السياسي.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز القدس للدراسات السياسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور عبر تقنيات الاتصال عن بُعد Zoom Meeting، بعنوان: "الإنصات لصوت الشباب: حوارية بين قادة الأحزاب السياسية والشباب".
أدار أعمال هذه الورشة الأستاذ عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية الذي أشار إلى ضعف مكون المشاركة السياسية في الاستراتيجية الوطنية للشباب، داعياً إلى تطوير هذا الجانب، وتعزيز مشاركة الشباب في الانتخابات العامة.
تحدث في هذه الورشة الدكتور صالح ارشيدات أمين عام حزب التيار الوطني، والأستاذ سالم الفلاحات نائب الأمين العام لحزب الشراكة والإنقاذ، والأستاذ جميل النمري الأمين العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي،
ارشيدات تطرق في مداخلته إلى أسباب تراجع الحماس لدى الشباب فيما يخص المشاركة السياسية والحزبية، لافتاً إلى أن هناك أسباباً تشريعية تتعلق بقوانين الانتخاب والأحزاب وحاجة هذه القوانين للتعديل، إضافة إلى عدم تقديم حوافز للشباب مادية ومعنوية، والمزيد من الانفتاح على الشباب من جانب مؤسسات صنع القرار، منوهاً إلى عدم الأخذ بتوصيات اللقاءات والحوارات التي تدعو لتعزيز دور الشباب.
كما أشار ارشيدات إلى جملة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الأردن داخلياً وخارجياً وما خلفته جائحة كورونا من ضغوط تستدعي المشاركة في الانتخابات وانتخاب مجلس نيابي قادر على القيام بأدواره. وأعاد ارشيدات التأكيد على فتح قنوات حوار، وعقد لقاءات مع مؤسسات الدولة للضغط من أجل تطبيق ما جاء بالأوراق النقاشية الملكية.
الفلاحات من جانبه تحدث عن أسباب ضعف مشاركة الشباب في العمل الحزبي والسياسي، والتي من أبرزها الثقافة الاجتماعية السائدة والتي تقوم على الوصاية، إضافة إلى الهواجس الأمنية والظروف الاقتصادية والمعيشية التي تقف عائقاً أمام تعزيز مشاركة الشباب، خاصة عندما يتم ربط فرص العمل بالابتعاد عن العمل السياسي والحزبي.
من جهة أخرى، تحدث الفلاحات عن تجربة حزبه في تأطير الشباب وتعزيز مشاركتهم، موضحاً أن لدى الحزب دائرة خاصة بالشباب تضم عدداً واسعاً من الشباب وتُعنى بالتركيز على قضايا الشباب، والمشاركة في تنفيذ برامج الحزب. وأعرب الفلاحات عن عدم تأييده لوجود كوتا شبابية داخل الأحزاب وفي مؤسساتها القيادية، معتبراً أن الكوتا هي أداة مساعدة، لكن ينبغي على الشباب أن ينتزعوا مواقع متقدمة من خلال عملهم وفاعليتهم.
النمري بدوره تحدث عن تجربة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في دعم الشباب، وتأسيس منتدى الشباب الديمقراطي الاجتماعي، والذي يضم شباباً من داخل الحزب وخارجه، منوهاً إلى أهمية التواصل بين الشباب، كما أشار إلى ضرورة العمل لتشكيل ضغط فعّال يؤدي إلى إحداث الإصلاحات المطلوبة على قانون الانتخاب، والعمل على تشكيل ائتلافات، وخوض الانتخابات، والعمل من أجل انتخابات برامجية، والتحرك فيما هو مُتاح للتغيير نحو الأفضل.
ودعا النمري إلى تدريب الكوادر الحزبية الشابة على إعداد الحملات الانتخابية وإدارتها، خاصة مع تكثيف الاستعدادات للانتخابات النيابية لمساعدة الشباب في ترك بصمة في هذه الانتخابات.
بدورها عقّبت مجموعة من الشباب الناشط سياسياً أو حزبياً على مداخلات المتحدثين، حيث شارك في التعقيب السادة: أحمد سميح عضو مجلس محافظة الطفيلة، سلطان الخلايلة رئيس جمعية سند للفكر والعمل الشبابي، محمد القاسم عضو حزب التحالف المدني، عيسى ملو العين عضو حزب الشراكة والإنقاذ، سليم دوابشة المفوض العام للشباب الديمقراطي الاجتماعي، محمد عوض عضو حزب التيار الوطني، وراشد أبو راشد عضو الحزب الشيوعي.
ركز الشباب في تعقيباتهم، على عدة عناصر تتعلق بالمشاركة السياسية والحزبية، حيث تم التطرق إلى ضرورة تعزيز الثقافة الانتخابية لدى الشباب لما لها من أثر في عملية الاختيار، إضافة إلى ضرورة تطوير برامج وأدوات الأحزاب في مخاطبة الشباب، واستخدام الوسائل الحديثة في ذلك.
كما تطرقت مداخلات الشباب إلى أهمية السماح بالعمل السياسي للشباب داخل الجامعات، ومنحهم المزيد من الفرص في انتخابات مجالس الطلبة، لإكسابهم الخبرة اللازمة لدخول معترك العمل السياسي فيما بعد، كذلك أشارت التعقيبات إلى أهمية توفر الإرادة الحقيقية لدى صانع القرار لتعزيز حضور الشباب، والسماح بمزيد من حرية الرأي والتعبير ليتخلص الشباب من الهواجس الأمنية، كما تم التأكيد على ضرورة تمكين الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة في مختلف جوانب ومتطلبات العمل السياسي. وأخيراً استعرض عدد من الشباب تجربتهم في بناء قواعد شابة لأحزابهم لتوسيع نفوذها، وزيادة فاعليتها.