مشكلات المرارة وإجراءات المحافظة على صحتها


تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، المشكلات التي تتأثر بها المرارة في جسم الإنسان، من تكون الحصوات الصفراوية، والالتهاب الناتج عن انسداد القناة، إلى الاستئصال بإجراء طبي، عبر الفتح أو من خلال تنظير البطن.
وتوضح نشرة المعهد الدور المهم الذي تلعبه المرارة في الأمعاء، حين تُطلق العصارة الصفراوية المُنتجة من الكبد، للمساعدة في هضم الدهون.

المَرارَة (Gallbladder)
هي عضو صغيرٌ مُجوَف، تتركزُ فيهِ العصارة الصفراوية قبل إطلاقها في الأمعاء الدقيقة بجسم الإنسان.
وتقعُ المرارة كُمثرية الشكل أسفل الكبد، وتستقبلُ وتُخزن العصارة الصفراوية المُنتجة من القناة الكبدية المشتركة ثُم تطلقها عبرالقناة الصفراوية نحو الإثني عشر، حيثُ تعمل العصارة على المُساعدة في هضم الدهون.
يُعد تخزين العصارة الصفراوية الوظيفة الأساسية للمرارة، حيثُ تساهم في هضم الدهون. تُنتج العصارة في الكبد، ثم تتدفق عبر أوعية صغيرة إلى قنواتٍ كبدية كبيرة، ونهايةً تتدفق عبر قناة المرارة لتصل إلى المرارة، حيثُ تخزن فيها. في أي وقت، يُخزنُ ما بين 30 إلى 60 ملليلتر من العصارة داخل المرارة.
عندَ دخول الطعام المُحتوي على الدهون إلى القناة الهضمية، فإنهُ يحفز إفراز الكوليسيستوكينين (CCK)، واستجابةً لهذا الهرمون، تنقبض المرارة بشكلٍ متوازن وتُطلق محتوياتها في القناة الصفراوية المشتركة، والتي تصُب في الاثني عشر.
وتعمل العصارة الصفراوية على استحلاب الدهون في الطعام المهضوم جزئيًا، مما يُساعد على امتصاصه.
وتتكون العصارة الصفراوية بشكلٍ أساسي من الماء والأملاح الصفراوية، كما تعمل العصارة على إزالة البيليروبين من الجسم، حيثُ ينتج البيليروبين من عملية أيض الهيموغلوبين.


الحصوات:
قد تتأثر المرارة بتكون الحصوات الصفراوية، التي تتكونُ من مادة غير ذائبة من الكولسترول أو البيليروبين الناتج عن تكسرِ هيموغلوبين الدم.
ومُعظم الحصوات الصفراوية لا تُسبب أعراضًا، حيثُ تبقى هذه الحصوات إما في المرارة أو قد تنتقل إلى أجزاء أخرى كالقناة المرارية، أو القناة الصفراوية، أو قناة البنكرياس.
عندما تظهر الأعراض فإنَّ ألمًا شديدًا عادةً ما يحدثُ في الجزء العلوي الأيمن من البطن وقد يصاحبه شعور بالغثيان والقيء كما قد يحدث التهابٌ في حال سدَّت الحصوةُ المرارةَ، أما إذا استقرت الحصوة في القناة الصفراوية وأدت إلى انسدادها، فإنهُ قد يحدث يرقان (اصفرار البشرة وبياض العينين).
تُشخص الحصوات الصفراوية باستخدام الموجات فوق الصوتية. وعند حدوث أعراض الحصوات الصفراوية، فإنه عادةً ما يتم التعامل معها بالانتظار حتى تمُر طبيعيًا، ولكن نظرًا لاحتمال الإصابة المتكررة بالحصوات، فإنها غالبًا ما تُعالج بالإزالة الجراحية للمرارة. يمكن أيضا تفتيت الحصوات بالموجات الصادمة (Extracorporeal Shock Wave Lithotripsy) أو عن طريق تناول بعض الأدوية مثل حمض يوروديوكسي كوليك الذي يعمل على إذابتها.


التهاب المرارة (Cholecystitis):
‏يحدثُ عادةً بسبب انسداد القناة بالحصوات الصفراوية، نتيجةً لهذا الانسداد تتجمع العصارة الصفراوية وتضغطُ على جدار المرارة، مما يؤدي إلى إطلاق المواد المُسببة للالتهاب مثل الفوسفوليباز، كما أنَّ الانسداد قد يزيد من خطر حدوث العدوى البكتيرية. عادةً ما تؤدي المرارة المُلتهبة إلى حُمى وألمٍ في الزاوية العلوية اليمنى للبطن، ويتم التعامل مع التهاب المرارة بتوصية المريض بالراحة واستعمال المضادات الحيوية.
تُستخدم عدةُ فحوصات للبحث عن أمراض المرارة، ومنها اختبارات الدم وتقنيات التصوير الطبي خصوصًا التصوير بالموجات فوق الصوتية.

استئصال المرارة (Cholecystectomy):
هو إجراءٌ طبي يتم فيه إزالة المرارة بسبب تكرار تكونِ الحصوات الصفراوية، قد يتم الاستئصال عبر الفتح أو من خلال تنظير البطن. قد يُعاني حوالي 30% من المرضى من عسر الهضم بدرجاتٍ مُتفاوتةٍ بعد العملية، ونادرًا ما تحدثُ مضاعفاتٌ شديدة، و تؤدي حوالي 10% من الجراحات إلى متلازمة ما بعد استئصال المرارة ((Postcholycystectomy syndrome وهي حالة مزمنة
من ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن مع مجموعة من أعراض الجهاز الهضمي، والتي تشبه الأعراض قبل استئصال المرارة.

صحة المرارة:
وللحافظ على صحة المرارة علينا تناول غذاء متوازن وشرب الكثير من الماء.
ومن الأمثلة على الأغذية المفيدة لصحة المرارة: العدس والبقدونس والدجاج والشوفان وزيت الزيتون واللبن والبابونج.