كُوني كَوني
الأنباط -
رحل.. ولكن ليس بعيدًا عنها.. فقط على بعد امتارٍ معدودة عنه.. ولكنها أحست بفراغٍ قاتلٍ مكانه.. أحست بوطأة ثقيلة على قلبها.. لم تدرك معناها ولا مغزاها..
تمالكت نفسها بالرغم من عيونها المرهقة النائمه.. وبقيت واقفة بالرغم من الآهات التي تصدر عن قدميها.. وأصرت على المتابعة في المسير.. فلا بد ان ترى بصيصًا للنور بعد طول الطريق الليلي ..
جرت الدموع من عينيها دونما استئذان.. وعلى خديها.. وارادت المزيد..
ولكن عينيها مرهقتان.. وصارت انفاسها حارّة وآهاتها ثقيلة عصية على الخروج.. فاستقرت في مكانها.. فلا مأوى لها بعد ان هرمت..
غاليتي..
ربنا تختبئين بين اسطر هذه الكلمات.. ولكنّي اراكِ في عيون الكثيرين حولي..
تجولين وتفطعين آلاف الاميال لتحاصري الجميع بآلامك..
يرحل الكثير.. الى عوالم لا نراها.. ونودّعهم.. منهم بدموعٍ جارحة لصمتنا.. ومنهم بأفراح مسكونة بآهات تقتلنا.. ولكن عقارب الساعة تجري وتسير.. وأحيانًا تلهث.. ولكنها لا تتوقف او تنتهي..
عقارب الساعة.. تزيدنا ثوانٍ .. في ميزان الاقدار.. وتزيدنا دقائق في شوارع الروح..
منّا من يرسخ في مكانها.. ولا يتنازل عن كينونته فيه.. فيصدأ عمره .. ثم ما يلبث ان يجد روحه رمادًا..
منّا من يصرّ على كسر حواجز الريح.. ورفعِها جدارًا.. لصعود الاماني وما تحمله من أحزان درجاً بسهل الوصول به للنجاح..
غاليتي ..
كلنا يتمنى وكلنا يحلم وكلنا يرغب بالمزيد دومًا..
ولمن قلّما ترين من يسير.. بخطواتٍ ثابتة في طريق طموحه..
غاليتي..
الفشل سلم للسقوط في الهاويه.. والانكسار في ازمنة خطواتها متباعدة..
كوني الفرح بعينه.. والامل بروحه..
كوني النجاح بذاته.. والامني بهويتها..
كوني الرسالة نحو العلا.. فتدفّق الحياه لن ينتهي عند سقوطك بل سيرميك بكل فشل ويأس في الكون.. ان انتظرت طويلًا ليد تُمدُّ لك ..
غاليتي..
ذهب الامتحان لا بأس.. لديك فرص كثيره.. قفي من جديد واثقه من انك تستطيعين قطف نجوم الطموح واستمري..
لا بأس من سقوط صغير ان اتبعناه بنهوض عظيم ..