"ثالثة عمان".. البقاعي يتنازل عن اجماع الشوام لصالح الصفدي

الانباط-أيمن السواعير
بدأت ملامح المشهد الانتخابي في عمان تتضح في دوائرٍ انتخابيةٍ عدة، أهمها "الدائرة الثالثة" والتي اصطلح على تسميتها في لغة الإعلام بدائرة الحيتان، الدائرة التي أفرزت وعبر محطاتٍ تاريخية عديدة نوابا سياسيين خاضوا غمار المعركة الانتخابية عن قوائم حزبية أو ترشحوا كسياسيين مستقلين في تنافس سياسي بامتياز ودون حضور للتأثيرات العشائرية على اتجاهات الناخبين فيها.
وستشهد "الدائرة الثالثة" اجتماعاتٍ حائرة وتحركات لتوجيه البوصلة لفرز واختيار مرشح اجماع للانتخابات النيابية القادمة عن مقعد "شوام عمان" وذلك يوم الثلاثاء القادم بعد مفاجئة أعلنها البقاعي مرشح الإجماع للشوام الذي كان أول المعلنين عن ترشحه رسميا للانتخابات النيابية القادمة بـ عدم رغبته في خوض عمار المنافسة تاركاً المقعد للمرشح أحمد الصفدي.
ورغم انتقادات وجهها ناشطون حول قرارات "الشوام” تشكيل لجنة لاختيار مرشحهم للانتخابات النيابية، لم يتهاون "شوام الثالثة" يوماً في اقتناص أحد مقاعد الكبار حاسمين أمرهم في غمار معركة العبدلي برقمٍ صعب ومخزن مليء بالأصوات وسط حيتان عمان الثالثة.
وتتميز هذه الدائرة ومرشحيها عن بقية الدوائر الانتخابية في المملكة، وباستعراض محطات عديدة من تاريخها، ان هناك غياب كامل للبرامج الخدمية للمرشحين، حيث تبرز وبشكل واضح في المقام الاول البرامج والقضايا السياسية والاجتماعية بنسيج ديمغرافي يعتمد بنسبة كبيرة على العشائر السلطية وقواعد الاخوة المسيحيين ومجموعات كبيرة من "شوام عمان".
تختلف القراءات من دائرة الى أخرى في عمان، فمعطيات الثالثة، سياسية بامتياز مع عدم تغييب عوامل عشائرية عائلية مؤثرة فيها، بيد أن ذلك لم يمنعها من اكتساب صبغة سياسية، عكس الدوائر الأخرى التي تكتسب صبغة عشائرية أكثر منها سياسية.

 
وتعتبر "ثالثة عمان" قلب العاصمة ومركز الثقل السياسي ومسرحًا للمعارك الانتخابية؛ معارك يتنافس فيها مرشح عشيرة مع مرشح نقابي، وفيها مساحة للأحزاب والقوى السياسية وأخرى لمرشحي «البزنس» والخدمات.
بالإضافة أنها من الدوائر الرئيسية المهمة في الانتخابات البرلمانية، نظرًا لطبيعة تركيبتها وتنوعها، فهي دائرة معقدة ومركبة اجتماعيًا وسياسيًا، إذ تضم مناطق من عمان الغربية وأخرى من عمان الشرقية، ويسكن جزء من أبنائها عبدون وأم أذينة ويسكن الجزء الآخر مخيم الحسين والمهاجرين، وينتمي جزء منهم إلى الطبقات الفقيرة وينتمي الجزء الآخر إلى الطبقات الوسطى بتشعباتها.
وتضم الدائرة مناطق (المدينة، زهران، العبدلي) من أمانة عمان الكبرى. خصص لها في القانون المؤقت للانتخابات العام الحالي، أربعة نواب مسلمين ونائب مسيحي، وتضم أكثر من 180 ألف مواطن، وتبدأ من مخيم الحسين، وتنتهي بحي الديار في عبدون، ومن حي السرور والمهاجرين وسط البلد إلى أم أذينة والشميساني وحي المدينة الرياضية.