ورشة حول التنمر الالكتروني في مركز العالم العربي للتنمية الديمقراطية

الأنباط -

قال الدكتور هيثم الطعاني المتخصص في العنف المجتمعي والتكنولوجي أن التنمر هو سلوك عدواني متكرر يهدف الى إيذاء شخص آخر جسديا أو معنويا أو لفظيا من قبل شخص واحد أو عدة أشخاص، وذلك بالقول أو الفعل للسيطرة على الضحية وإذلالها ونيل مكتسبات غير شرعية منها.
وأضاف خلال ورشه عقدها مركز العالم العربي للتنمية الديمقراطية وحقوق الانسان وبالتعاون مع مؤسسة هانز زايدل الألمانية بعنوان " التنمر الالكتروني "، عبر تقنية الاتصال المرئي، وبحضور شباب وشابات من مختلف محافظات المملكة اليوم، أن التنمر الالكتروني لا يشمل الإيذاء الجسدي ولكن قد يؤدي اليه، وغير محدد بزمان أو مكان، وليس بالضرورة معرفة مرتكب التنمر ومن الصعب تحديد وقت الانتهاء وعادة تحدث عملية التنمر دون تخطيط ولا يشترط فيها التكرار.
وبين أن الجريمة الالكترونية هي سلوك إجرامي يأتيه الجاني عن عمد بإستخدام الوسائل الالكترونية أو هي إجراء أو فعل اجرامي يعاقب عليه القانون نتيجة الحاقه الضرر بالاخرين ويجب أن يعاقب فاعلها.
وحول أشكال التنمر بين الطعاني انها عديدة ومنها رسائل التهديد التي تصل من مصدر مجهول الى البريد أو الحسابات الشخصية، وتعليقات غير لائقة إجتماعياُ واخلاقيا، أو مقال أو فيديو منشور على الانترنت وتداوله بين أوساط المجتمع، والتصوير من غير علم الطرف الاخر ونشر صوره على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهدف الحاق الايذاء به، ونشر شائعة أو معلومات عن الطرف الاخر بهدف الاساءة أو تشوية السمعة، وغيرها من الاشكال.
وأوضح أن التنمر ينقسم الى قسمين قسم مباشر وآخر غير مباشر، والغير مباشر هو الاخطر لأن المتنمر يقوم بإيذاء الضحية في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو سريع وواسع الانتشار ويصعب السيطرة عليه.
كما تطرق الطعاني الى وسائل التنمر الالكتروني ومنها البريد الالكتروني، والتراسل النصي، ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي، وغرف المحادثات " الدردشة " ، والمدونات المختلفة، والعاب الانترنت، وهناك اضرار عديدة للتنمر الالكتروني ومنها فقدان المعلومات والبيانات الهامة، ويؤدي الى تفكير الضحية المستمر في المشكلة مما يسبب له التشتت والتأخر الدراسي أو فقدان العمل أو العلاقات الاجتماعية والعزلة عن المجتمع المحيط به، مستعرضا العديد من القصص والدراسات التي أجريت حول التنمر الالكتروني.
وفي نهاية الجلسة ذكر الطعاني مجموعة من الحلول العلمية للمساعدة في الحماية من التنمر الالكتروني وأبرزها تدريب الكوادر المدرسية المختلفة على الحالات التي قد تنجم عن حدوث التنمر الالكتروني، والاستفادة من البرنامج الصباحي " الاذاعة المدرسية " في تعريف الطلبة بالتنمر الالكتروني، ووضع قوانين أسرية يمكن من خلالها الحد من حدوث حالات التنمر الإلكتروني، إضافة الى تحديد أوقات لإستخدام الاجهزة الالكترونية وبرامج التواصل الاجتماعي والتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل المعاهد المتخصصة والجامعات في إقامة الندوات والمحاضرات التي تبين مخاطر عملية التنمر الإلكتروني على الفرد.