الدكتور عصام الغزاوي يكتب:فزعة سلاح الجو الملكي الأردني ورد الجميل لباكستان عام 1971.
الأنباط -
منذ الستينات كان هنالك تعاون عسكري تدريبي وعملياتي متبادل بين القوات المسلحة الاردنية والباكستانية، وتقديراً لمواقف باكستان الداعمة للاردن في حروبه مع العدو الصهيوني، قرر الاردن دعمها ومساندتها اثناء حربها مع الهند، وارسل في نهاية عام 1971 سرب من طائرات سلاحه الجوي من طراز ستارفايتر F104 كمساعدة عسكرية عاجلة بعد ان فقدت باكستان معظم طائرات سلاحها الجوي، انطلقت طائرات السرب الأردني رقم 9 يقودها طيارون اردنيون برئاسة الطيار احسان شردم ترافقها طائرة C130 محملة بالسيدواندر والمعدات الاخرى من قاعدة الامير حسن في الاردن، تزودت الطائرات بالوقود في مطارات الحبانية والكويت وايران، كونها لم تكن مزودة بتجهيزات التزود بالوقود جواً، بتاريخ 71/12/13 وصلت الطائرات الى باكستان وعندما اصبحت على بعد حوالي 200 ميل من كراتشي رافقها تشكيل جوي من الطائرات المقاتلة الباكستانية بقيادة الطيار أمان الله إلى قاعدة مسرور (موريبور) الجوية لحمايتها حيث لم تكن الطائرات الاردنية مذخرة بالاسلحة، ما ان هبطت الطائرات سارع الفنيون بتغيير اشاراتها وطلائها بعلامات سلاح الجو الباكستاني، قاد تلك الطائرات طيارون اردنيون وباكستانيون في طلعات طيران اعتراضية للدفاع الجوي داخل المجال الجوي الباكستاني، حيث لم تسمح القوات الجوية الباكستانية لهم بالتحليق في مهام هجومية عبر الحدود فوق الأراضي الهندية، وقد سقطت احدى الطائرات الاردنية في اشتباك جوي مع الطائرات الهندية وانفجرت بالجو وقتل طيارها الباكستاني واسمه Samad Changezi، بعد توقف القتال وانتهاء الحرب عادت الطائرات الاردنية وطياريها الى الاردن، بقي الامر سراً الى ان كشفت الوثائق الأمريكية التي رفعت عنها السرية عملية النقل، والتي اعترفت بها باكستان في النهاية..
د. عصام الغزاوي.