هل فعلاً تراجعت قوّة فيروس كورونا حول العالم؟

الأنباط -وكالات 

تبذل الحكومات في جميع أنحاء العالم قصارى جهدها لاحتواء قوة فيروس كورونا المستجد، ويبدو أن المسؤولين عاجزين عن فعل شيء يذكر للحد من التفشي ومن ارتفاع أعداد الوفيات. ولكن لحسن الحظ، فإن طفرة بيولوجية طبيعية قد تقدم للبشرية خدمة كبيرة وتؤدي إلى تراجع قوة فيروس كورونا مع مرور الوقت.

إذ كشفت دراسة جديدة تم نشرها في مجلة National Science Review أن سلالة أقل عدوانية من Covid-19 تزداد وتيرتها بين الأشخاص المصابين. يعد هذا الامر تطورا كبيرا لأن السلالة المعتدلة الجديدة من الفيروس التاجي ستؤدي إلى وفيات أقل وتعطي المرضى المصابين نوع من المناعة السابقة.

 

أسباب تراجع قوة فيروس كورونا

تظهر الدراسة أن Covid-19 قد انقسم إلى سلالتين مختلفتين: نوع L ونوع S. النوع L بشكل بسيط هو تطور جديد من النوع S القديم، كما أنه أكثر فتكا لأنه ينتقل بشكل أسرع بين البشر ويتكاثر بشكل أسرع داخل الجسم. ولاحظ الباحثون أن L قد يكون أكثر عدوانية من النوع S بسبب ارتفاع معدل نقل العدوى وإعادة التقاط الفيروس مرة ثانية.

بالإضافة إلى ذلك، كان النوع L يصيب المزيد من الناس في المراحل الأولى من تفشي المرض في الصين. في يناير 2020، كانت السلالة الأكثر عدوانية من الفيروس أكثر تواترا (70 ٪) من السلالة الخفيفة من الفيروس (30 ٪). وهذا يفسر سبب وقوع ما يقرب من 92٪ من الوفيات في الصين.

 

منذ شهر يناير، انخفض تردد النوع L، وظهر الانتشار المتزايد لنوع S بشكل منطقي. فالأشخاص الذين يمكنهم السفر أو الاختلاط بالآخرين هم الذين يمكن أن يصيبوا الآخرين بسهولة. علاوة على ذلك، يبدو أن التدخل البشري والعزل المنزلي الاجباري يقوم بكبح انتشار السلالة الأكثر عدوانية من الفيروس.

فلقد ساعدت تدابير الحجر الصحي العدوانية في احتواء السلالة الفتاكة لفيروس كورونا. وفي حين أن الكثير من الناس يلومون الصين على انتشار الفيروس، لكن الحقيقة هي أن الدولة الآسيوية اتبعت نهجا جريئا لاحتواء المرض. بحيث ذكر تقرير من بعثة نظمتها منظمة الصحة العالمية والحكومة الصينية أن جهود الحجر الصحي في الصين كانت فعالة. فيما دعمت دراسة جديدة الادعاءات الواردة في تقرير منظمة الصحة العالمية، حيث أكد الباحثون على أن "تدابير الوقاية والسيطرة السريعة والشاملة" للحكومة الصينية ربما جعلت من الصعب للغاية انتشار السلالة المميتة.

في الوقت نفسه، فإن السلالة الخفيفة أو النوع S لديها مساحة أكبر لإصابة الآخرين. وعلى الرغم من أن هذا يبدو سيئا، يوضح عدد من الأطباء أن هذه الأخبار قد تكون جيدة بالفعل بحيث سيكون لدى الأشخاص الذين يصابون بالفيروس ويتعافون منه مناعة ضد Covid-19.