ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش وعيد الجلوس الملكي

الأنباط -يحتفل أبناء الوطن في كل عام بذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش، وعيد جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، وهي المناسبات الأبهى والأغلى، ويأتي الاحتفال بهذه المناسبات الوطنية تأكيداً على تعزيز المنجزات ومواصلة بناء الدولة، حيث يستذكر الأردنيون وأحرار الأمة البطولات والتضحيات الجسام التي قدَّمها الجيش العربي المصطفوي، عندما قاد الهاشميون أبناء الأمة في أعظم ثورة شهدها العصر الحديث، فكانت الثورة الخطوة الأولى على طريق تحرر الأمة ونمائها ونهضتها.
إن الاحتفال بذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش يحمل دلالات كثيرة مهمة، فهي حالة تجديد للوقوف مع شرعية النظام ببعدها القومي، واعتراف من المواطن الأردني بامتلاك القيادة السياسية لهذه الشرعية، كما أنها التأكيد على التزام الدولة الأردنية قيادة وحكومة وشعباً بما تفرضه هذه الشرعية من أدوار والتزامات تحكم بمجملها حركة النظام السياسي الأردني، وعلاقاته بالفاعلين السياسيين على الصعيدين الداخلي والخارجي على حد سواء.
ولعل حرص جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني على رعاية هاتين المناسبتين، هو تأكيد ملكي على ثوابت السياسة الأردنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية العادلة، كما أنها رسالة ملكية واضحة لدول العالم بشكل عام، ودول الإقليم بشكل خاص. إن تزامن الاحتفال بهاتين المناسبتين يشير إلى حالة خاصة من الترابط المنبثق من واقع أن الجيش هو المؤسسة الأولى، التي تشكل ركناً أساسياً من أركان الدولة الأردنية منذ نشأتها، والتي أعلنت تمسكها بحمل رسالة الثورة العربية الساعية إلى تحقيق رفعة المواطن العربي أينما كان، وإعادة الاعتبار إلى الثقافة العربية الإسلامية، بكل ما يحمله ذلك من سعي حثيث لتحقيق أفضل حياة ممكنة، وسبل الدفاع عنها وحمايتها، وهو أمر يبين بشكل أو بآخر ما يحمله الاحتفال بيوم الجيش من دلالات أكدها منتسبو هذا الجيش على الدوام بأنه اليد الطولى والقادرة على تنفيذ ما آمنت به، وهو ما صدقه ويصدقه، تاريخ هذا الجيش في كل المحن والظروف التي مرَّ ويمرُّ بها هذا الحمى العربي الهاشمي.
فكان للجيش العربي مساهمات كبيرة في تطور الدولة وتحديثها على كافة المستويات المدنية والعسكرية، إلى أن وصلت إلى أعلى المستويات العسكرية إقليمياً وعالمياً؛ بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين، وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، الذي أكمل المسيرة ووصل بالأردن وجيشه المغوار إلى مراتب التميز وهو يكمل مسيرة خير مباركة مكللَّةً بالعطاء والإنجاز والصبر والتحدي، وكان الإنسان الأردني محورها والعمود الفقري لكيان هذا الوطن العزيز بأهله وقيادته ومؤسساته.
وكان للجيش العربي مشاركاته المشرفة في الحروب العربية الإسرائيلية، والتي سطَّر فيها صفحات البطولة، وقدَّم قوافل الشهداء التي لا زالت أرض فلسطين تنعم بنجيعها على بوابات القدس واللطرون وباب الواد وجنين وغيرها.