صراع البيت الأبيض والبنتاغون يتعمّق

الأنباط - تشهد العديد من المدن الأميركية تظاهرات حاشدة نصرة للمواطن الاميركي الاسود جورج فلويد الذي قتل على أيدي رجال شرطة بيض، واحتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة. وتأتي التظاهرات المتجددة في وقت يخيّم توتر خطير على علاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمؤسسة العسكرية، بعدما رفض وزير الدفاع مارك إسبر دعوة الرئيس إلى نشر الجيش للسيطرة على الاحتجاجات، بينما انتقدت شخصيات بارزة سابقة في البنتاغون طريقة استجابة الرئيس للتظاهرات

وزارة الدفاع أمرت بسحب قوات الجيش التي تم نشرها في محيط العاصمة واشنطن ، وأصدر الوزير مارك إسبر أوامر بإعادة القوات النظامية التي تم نقلها إلى العاصمة إلى قواعدها في «فورت براج» في ولاية كارولينا الشمالية و«فورت درام» في نيويورك فورا. وأوضح وزير الجيش رايان مكارثي أن قوات من الحرس الوطني غير مسلحة، ستبقى على أهبة الاستعداد من أجل تقديم المساعدة. مشيراً إلى مشاركة نحو 200 ألف شخص في مسيرة واشنطن أمس، كما أكد أن طاقم المروحية العسكرية التي كانت تحوم على علو منخفض فوق المحتجين في العاصمة الاثنين الماضي تم إيقافه عن العمل، بانتظار التحقيق

وأبلغت «البنتاغون» الحرس الوطني التابع لواشنطن والحرس القادمين من ولايات أخرى إلى العاصمة بعدم استخدام الأسلحة أو الذخيرة. وجاء الأمر من وزير الدفاع مارك إسبر، دون استشارة البيت الأبيض، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست»

وتبدو خطوة البنتاغون كمؤشر على خفض التصعيد في التجاوب الفيدرالي مع الاعتصامات بعد ان دفع ترامب نحو استعراض قوي للقوة العسكرية، واصفا نفسه برئيس «القانون والنظام»

وأمس رفض وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الإدلاء بشهادة الأسبوع المقبل أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب في ما يتعلق بدور الجيش في الرد على الاحتجاجات

مواجهة استثنائية

اعلان اسبر والبنتاغون، شكّل مواجهة استثنائية مع القائد الأعلى للقوات المسلحة في البلاد حول اللجوء إلى قانون الانتفاضة الذي سعى ترامب إلى تفعيله. كما ان هجوم وزير الدفاع السابق جيم ماتيس وقيادات سابقة أخرى في البنتاغون لها تأثير كبير على المؤسسة العسكرية كان مؤشراً خطيراً على تدهور العلاقة وعززت خطر حدوث شقاق في العلاقات المدنية والعسكرية. ودخل رئيسان سابقان لهيئة الأركان المشتركة (تشغل شخصيات عملت تحت إمرتهما أعلى المناصب في البنتاغون حاليا) على خط السجالات. وقال الجنرال المتقاعد مارتن ديمبسي الذي كان رئيسا للأركان بين عامي 2011 و2015، إن «أميركا ليست ساحة معركة.. مواطنونا ليسوا الأعداء»

بدوره، كتب سلفه الأميرال المتقاعد مايك مولن «أشعر بقلق عميق من أن يتم إعادة توظيف عناصر جيشنا بينما يطبّقون الأوامر الصادرة إليهم لأهداف سياسية»

وتهز هذه التطورات الصورة التي أصر ترامب عليها مرارا بشأن تحالفه مع عناصر الجيش، وهو أمر يروّج له في دعاياته السياسية كمؤشر على صلابته. وقال المتحدث السابق باسم البنتاغون ديفيد لابان إنه لم يشهد قط موقفا معارضا للرئيس على هذا القدر. وقال لابان إن «الرئيس سيّس الجيش بطرق غير مسبوقة». وأضاف أن إسبر وميلي «تأخّرا كثيرا وسمحا بتفاقم الوضع وخسرا بعض الثقة من القوات ومن الشعب الأميركي» معا. مشدداً على أن ماتيس وديمبسي ومولن لا يحاولون تغذية تمرّد ضمن الجيش، لكنهم ارتأوا أن سمعة المؤسسة العسكرية على المحك»

عمدة واشنطن

من جهة أخرى، وصف الرئيس دونالد ترامب في تغريدة عمدة واشنطن موريل باوزر بأنها غير كفؤة، وليست مؤهلة لإدارة مدينة مهمة مثل العاصمة. وقال إنه لولا تدخل الحرس الوطني لما كانت ستبدو أفضل من نظيرها عمدة مينيابوليس

وكانت باوزر قد أكدت أن المحتجين سلميون ولا مبرر لمظاهر الوجود العسكري في المدينة، وأن ملكية الشارع تعود لهم وحدهم. وفي أحد الشوارع قرب البيت الأبيض، كتب متظاهرون -بدهان أصفر وحروف عملاقة- عبارة «حياة السود مهمة». وقالت عمدة واشنطن إن الجزء الواقع أمام البيت الأبيض من شارع 16 أصبح اسمه رسميا «ساحة حياة السود مهمة»