بالمختصر

لم ألتقِ بك منذ مدة، كيف أحوالك؟

(كنت أعتقد أنني المُكتئبة الأكثر تفاؤلاً بين المكتئبين، ثم أدركت أنني المُتفائلة الأكثر كآبة بين المتفائلين)

وكيف ذلك؟

(كنت في صراع مع نفسي)

ماذا تعنين؟

(تمَكن مني الخوف، وهجرني النوم، وانتابتني حالات من الهلع)

لا أصدق، هل يعقل لفتاة تسكنها الإيجابية أن تستسلم للخوف؟

(نعم استسلمت، وشعرت بتسارعٍ في نبضات قلبي، واختناقٍ في صدري، وارتجاف في جسدي، وشعرت بأنني أفارق الحياة)

ما الذي أدى بك إلى كل ذلك؟

(كثرة المعرفة)

وكيف ذلك؟

(قرأت العديد من المقالات الخاصة بفايروس كورونا، وتابعت عن كثب تزايد أعداد المصابين في الأخبار المحلية والعالمية، وقرأت العديد من المنشورات المتعلقة بخطورة هذا الفيروس على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى متابعة الأخبار الخاصة بتدهور الأوضاع الإقتصادية، وازدياد الجرائم وغير ذلك…)

ثم ماذا؟

(شعرت بالإكتئاب والخوف الشديد من كل شيء)

وماذا فعلت لتهزمي هذه الحالة؟

(تناولت بضعة أقراص من الدواء للسيطرة على الاكتئاب)

هل ما زلت تتناولينها؟

(لا، توقفت عن تناولها بعد أسبوع)

وكيف تمكنت؟

(فكرت ملياً بكلام الطبيب الذي كتب لي الوصفة، قال لي "خوفك نابع من كثرة التفكير السلبي، حاولي السيطرة على تفكيرك من جديد، وتوقفي عن متابعة كل ما هو سلبي، بالمختصر؛ إما ستتمكنين من السيطرة على الخوف، وإما سيتمكن منك الخوف ويُنهي ما تبقى منك إلى الأبد")

وكيف تمكنتِ من السيطرة على الخوف؟

(عملت بمبدأ اعتزل ما يؤذيك، فابتعدت عن الأخبار، والأشخاص السلبين، وحاولت استغلال وقتي قدر المستطاع، ولن أنسى بالطبع دعم أهلي وأصدقائي المقربين جداً)

و تجاوزت كل ذلك؟

(ما زلت أحاول، الأمر ليس سهلاً، لكن وكلت أمري لله واستودعته نفسي)

وكيف تشعرين الآن؟

(أشعر بالقلق أحياناً لكن شعور الرضى أصبح المُسيطر)

هل تعتقدين بأن هناك من شعر بنفس أحاسيسك السابقة وخوفك الشديد؟

(بالتأكيد، أخبرني الطبيب بذلك، وسمعت عن حالات مشابه من العديد من الأشخاص)

وكيف تحاولين التغلب على الخوف؟

(بالإرادة والإيمان بالله)

هل تعتقدين أن هذا الوضع اللامستقر سيطول ؟

(الله وحده أعلم، لا يتوجب علينا الآن سوى الصبر والإكثار من الدعاء. فالقدرة في السيطرة على أفكارنا في هذه المرحلة أصبحت كالفرض. فإما أن نثق بالله ونتفائل وإما أن نثق بالله ونتفائل. ومجرد التفكير بغير ذلك قد يؤدي بنا إلى الهاوية…)