ارتفاع وتيرة المواجهات والعمليات الفردية ينذر ب"انتفاضة جديدة" ضد الاحتلال رفضا لمخطط الضم

الانباط-وكالات

بما يشير إلى اتساع دائرة الغضب الشعبي التي تنذر بتفجر انتفاضة جديدة ضد الاحتلال، رفضا لمخططات الضم التي تنوي حكومة بنيامين نتنياهو تنفيذها بعد شهر، لتطال 30% من مساحة الضفة الغربية، تشهد الأوضاع الميدانية في كافة مناطق الضفة تصاعدا في المواجهات الشعبية، والعمليات الفدائية الفردية، التي أسفرت عن وقوع شهداء وجرحى

 

فلم تمض سوى ساعات على قيام جيش الاحتلال باستهداف الشاب فادي عدنان سمارة، قرب قرية النبي صالح، التابعة لمدينة رام الله، من خلال إطلاق وابل من الرصاص الحي صوبه خلال قيادته مركبته، حيث ترك ينزف حتى فارق الحياة، بعد زعم الاحتلال أنه كان ينوي تنفيذ عملية دهس للجنود، حتى قام جنود الاحتلال بإعدام الشاب إياد الحلاق، عند إحدى بوابات المسجد الأقصى، بزعم أيضا أنه كان يريد تنفيذ عملية طعن

 

ويقول شهود عيان إن تلك القوات أعدمت الشاب وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، قرب باب الأسباط في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، حيث ترك ينزف ومنع أي شخص من مساعدته وإسعافه، حتى فارق الحياة، وتخلل العملية قيام جنود الاحتلال بإغلاق الأبواب الرئيسية المؤدية إلى البلدة القديمة من القدس المحتلة، كما اقتحمت منزل الشهيد في حي وادي الجوز، بعد أن ادعت باشتباهها أن الشاب كان يحمل مسدسا، حيث تبين لها فيما بعد أنه لم يكن مسلحا، وقالت إنها فتحت تحقيقا

 

كما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، جميع مداخل محافظة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، بعد إعلانها أن أحد عناصرها أصيب جراء دهسه بواسطة دراجة نارية على حاجز الأنفاق غربي المدينة

 

وحملت المواجهات الشعبية التي زادت وتيرتها منذ نهاية الأسبوع الماضي، وظلت وتيرتها في تصاعد مع بداية الأسبوع الجاري، إشارات قوية على إمكانية وصول حالة الغضب الشعبي، المتوقع أن تزداد مع اقتراب تنفيذ مخطط ضم حكومة الاحتلال لمناطق واسعة من الضفة الغربية، إلى انتفاضة غاضبة

 

ويوما الخميس والجمعة الماضيان، اندلعت مواجهات شعبية في أكثر من نقطة تماس مع الاحتلال في الضفة الغربية، ونزل المواطنون في مسيرات غاضبة شمال ووسط الضفة، وآخرون حاولوا الدخول لباحات المسجد الأقصى، لأداء الصلاة، واشتبكوا مع قوات الاحتلال، التي ردت بعنف شديد، مستخدمة الرصاص الحي ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى

 

وقد جرى إحصاء 39 نقطة مواجهة خلال أيام الأسبوع الماضي، ورصد التقرير الخاص بالمواجهات، الصادر عن حركة حماس، في الضفة الغربية، اندلاع مواجهات في خمس نقاط تماس يوم الجمعة، وثلاث يوم الخميس الماضي، توزعت على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية، فيما اندلعت مواجهات في بلدة تقوع في جنوب بيت لحم، فيما أحصى يوم الأربعاء اندلاع المواجهات في سبع نقاط، تخللها إلقاء عبوات ناسفة على معسكر الاحتلال المقام على مسجد بلال في بيت لحم، فيما أطلق شبان زجاجات حارقة ومفرقعات نارية على جنود الاحتلال خلال مواجهات في بلدة دير استيا في سلفيت، واندلعت مواجهات أخرى في عدة مناطق من بينها مواجهات في القدس المحتلة

 

كما رصد يوم الثلاثاء اندلاع ست مواجهات شعبية، من بينها إلقاء زجاجات حارقة صوب إحدى المستوطنات القريبة من مدينة نابلس شمال الضفة، وإلقاء حجارة صوب جنود الاحتلال في مناطق شمال ووسط الضفة، فيما رصد اندلاع مواجهات مشابهة يوم الإثنين بمعدل ست مواجهات، والأحد خمس مواجهات، والسبت ست مواجهات، حيث اتسعت الدائرة لتصل مناطق تقع جنوب الضفة الغربية، وفي القدس المحتلة، وقال إن يوم الإثنين الماضي شهد تنفيذ عملية طعن قرب جبل المكبر في القدس المحتلة، وأصيب على إثرها مستوطن فيما اعتقل المنفذ وهو الشاب صبري بشير

 

وتعيد هذه العمليات الفردية واتساع دائرة المواجهات الشعبية للذاكرة، تلك الأحداث التي تفجرت في أكتوبر من العام 2015، حين انفجرت انتفاضة القدس ، والتي اشتهرت بتنفيذ العمليات الفردية، والمواجهات الشعبية العارمة، رفضا لمخططات الاحتلال الاستيطانية ضد المدينة المحتلة

 

وبالعادة يلجأ الفلسطينيون إلى تصعيد حالة الغضب الشعبي وكذلك العمليات الفردية، ومن ضمنها المسلحة، كرد على إجراءات الاحتلال الاستيطانية، حيث هناك توقعات قوية بانفجار الأوضاع الميدانية بشكل أكبر مع اقتراب تنفيذ مخطط الضم

 

وكانت حركة فتح أعلنت أنها ستصعد المقاومة الشعبية الشاملة، للرد على ضم أي جزء من الضفة الغربية، معلنة أنها لن تقبل بمخطط الضم ولا بـ صفقة القرن

 

كما دعت فصائل فلسطينية عدة، من أبرزها حركة حماس، إلى تصعيد المقاومة بكل أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة لصد مخطط الضم الإسرائيلي

 

وفي هذا السياق، أكد حازم قاسم المتحدث باسم حركة حماس أن إعدام جيش الاحتلال للفلسطينيين يدلل على إجرام وسادية قادة الاحتلال ، وقال: هذه الجرائم ستكون دائما وقودا لثورة شعبنا المقاتل التي لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل أرضنا الفلسطينية، ورد شعبنا عليها سيكون في كل مرة فعلا مقاوما جديدا وانتفاضة متواصلة

 

وأشار إلى أن السلوك الإرهابي لقادة الاحتلال وتعطشهم للدم الفلسطيني يؤكد حجم الجريمة التي ترتكبها بعض الأطراف التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال ، مشيرا إلى أن استمرار مساعي هذه الأطراف سيحولها إلى شريكة مع المحتل في إراقة الدم الفلسطيني

 

وفي هذا السياق، دعت فصائل فلسطينية إلى إشعال الأرض تحت أقدام الاحتلال وتصعيد المقاومة وتفعيل الردود العقابية ، وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الجرائم الإسرائيلية ستبقى وصمة عار تلطخ وجوه المتخاذلين والمتآمرين والمطبعين، ولعنةً تطارد الاحتلال وتلاحقه في كل مكان ، وأضافت منذرة: فشعبنا ومقاومتنا لن تدع هذه الدماء تذهب هدرا

 

وقد حملت حركة فتح الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو شخصياً المسؤولية كاملة، عن جريمة إعدام المواطن المقدسي من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقالت إن ما قام به الاحتلال يمثل جريمة حرب من الطراز الأول ، وإن من ارتكبها يجب أن يقدم للعدالة في محكمة الجنايات الدولية، مشيرة إلى أن الحملة الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس، تعتبر تمهيداً لجريمة الضم ، مؤكدة أن كل ممارسات الاحتلال وجرائمه لن تنال من إرادة الشعب الفلسطيني الصلبة ولا من إصراره في نيل حريته واستقلاله، وحقه في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة

 

سبق وأن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يستعد لخوض مواجهة مع الفلسطينيين، حال الشروع في تنفيذ مخطط الضم، ونقل عن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي قوله في خطاب أمام ضباط كبار: نستعد لإمكانية تصعيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، إذا ما تم تطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية في شهر يوليو المقبل ، وأضاف كوخافي مخاطبا الضباط: كونوا مستعدين، فالتصعيد واقعي جدا

 

وجاء ذلك بعد أن أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن حكومته ستشرع بعملية ضم المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة في الأول من يوليو المقبل

 

ويلتهم المخطط الإسرائيلي المدعوم أمريكيا 30% من أراضي الضفة الغربية، وهي الأراضي التي تقام عليها المستوطنات ومنطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وتعمل الخطة على تقطيع أواصر المناطق الفلسطينية، وتحولها إلى كنتونات