صحف غربية تتحدث عن تغيرات استراتيجية ممكنة على الساحة الفلسطينية ودور حماس القادم

الأنباط -رغم التعاطي السياسي الدولي والانشغال بالبحث في تداعيات جائحة كورونا، وتأثيرها دوليا، تتابع الكثير من الصحف الغربية والدوائر البحثية في الولايات المتحدة والغرب بصورة عامة، التطورات الاستراتيجية والسياسية الحاصلة على الساحة السياسية الفلسطينية.

وتشير عدد من الصحف والدوريات الغربية المحكمة، إلى أن هذه التطورات باتت ظاهرة بل ومن المتوقع حصولها، خاصة مع بروز عدد من التطورات السياسية، وعدم رضا بعض من الأطراف العربية تحديدا عن أداء السلطة الفلسطينية وتعاطيها مع أكثر من قضية سياسية.

وتقول مجلة "التايمز" البريطانية في تقرير لها، إلى أن الهجوم المستمر أو المتواصل لبعض جهات بالسلطة الفلسطينية بسبب علاقات هذه الجهات أو الدول العربية بإسرائيل، انعكس سلبا على السلطة في النهاية، خاصة مع الهجوم الذي شنته مصادر في السلطة الفلسطينية ضد بعض من الأطراف العربية بسبب سياساتها الخارجية أو التقارب مع إسرائيل، وهو الهجوم الذي لم يلق بدوره الاستحسان أو الرضا من هذه الدول، التي تتصرف وتنتهج سياسات تتوافق مع حاجاتها السياسية الداخلية أو الخارجية.

وأشار مصدر فلسطيني وصفته بالمجلة بالمعارض، إلى أن السلطة تهاجم الكثير من الدول العربية التي تتعاون مع إسرائيل، رغم أن العلاقات بين أي دولة وإسرائيل هي الان علاقة مصالح، ومن الممكن أن تستفيد منها السلطة الفلسطينية ذاتها.

وأضاف هذا المصدر، بحسب الصحيفة، إلى أن هجوم السلطة على أي طرف في المنطقة سينعكس سلبا على الوضع الاستراتيجي للسلطة وايضا الشعب الفلسطيني، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار ارتباط الكثير من الدول العربية بعلاقات وثيقة وطبية مع أبناء الشعب الفلسطيني، بدون اي تفرقة بينهم، وبالتالي فإن انتقاد السلطة ضد أي طرف سينعكس في النهاية سلبا على الشعب. 

اللافت أن المجلة نقلت حديث مصدر فلسطيني آخر، والذي أشار إلى أن هناك توجسا استراتيجيا في حركة فتح بالتحديد من جراء هذه التطورات، وهو الخوف الذي يزداد مع إمكانية استغلال حركة حماس لهذه التطورات الحاصلة الان بمسيرة التسوية والغياب السياسي للقيادات الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من حدة هذا الغموض ومن ثم القلق.

المثير للانتباه في ذات الوقت إن صحيفة واشنطن بوست التقطت هذه النقطة، زاعمة أن حماس تحديدا تحاول استغلال ما يجري من أجل تحقيق اي مكاسب سواء على الصعيد السياسي أو الأمني على حد سواء في الضفة الغربية أي في معقل السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يزيد من دقة هذا الأمر.

ولم يفت الصحيفة الإشارة إلى إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو الإعلان الذي يعكس أجواء من التوتر باتت واضحة الان مع التصعيد الحاصل بمسيرة التسوية، الأمر الذي يزيد من تداعيات هذه القضية وخطورة تأثيرها على الوضع السياسي الفلسطيني برمته.

عموما فإن الفترة المقبلة يمكن أن تكون حبلى بالمفاجآت، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من دقة المشهد السياسي مع الصعود المتوقع لحماس به.