"الحظر و الحالة النفسية في زمن الكورونا"

الأنباط -


ظروف سائدة حكمتنا بها حرب بيولوجية " حمقاء" بين القوى الكبرى ، فاستغلت هذه الحرب سياسيا في تغيير خرائط بعض الأقاليم و الدول و السيطرة و الإستبداد هنا و التخفيف و التراخي هناك لحين تكوين عالم جديد بنهج سياسي مختلف و هذا ما سنلمسه مستقبلا، و أيضا استغلت هذه الحرب اقتصاديا و نجح في ذلك دول بشكل واضح و لم ينجح" ظاهريا" و إعلاميا في دول أخرى.
كل هذا بسبب فيروس يعرف عنا كل شيء ويضحك ساخرا و خصوصا أنه يعلم أن القلائل من  يعرفون عنه ، ليقف العالم أمامه تقديرا و تبجيلا خوفا منه ، فبسببه ارتأت بعض دول العالم أن تغلق على نفسها داخليا و تمنع الدخول و الخروج إليها ، و منها من حظر التجول و اوقفت الحياة أياما و شهورا ، بالرغم من أن هذا الفيروس ليس خطيرا بالحد الذي هوله الإعلام السياسي و ليس أخطر من التبعات الصحية والنفسية المترتبة على الحظر المتبع في كثير من الدول ..
الحظر الشامل أو الجزئي المتبع في بعض البلاد أدى إلى كثير من المشاكل النفسية التي لم يتحملها الكثير ، منهم من أصيب باكتئاب نفسي ، و أعداد كبيرة عالميا انتحرت و سجلت حالات انتحار من القطاع الطبي ايضا ، و منهم من ساءت حالتهم المرضية بسبب الحالة النفسية السيئة التي تنعكس على الحالة المرضية و درجة شفاءها  ، و كثيرون أصيبوا بصدمات نفسية و مرض الإنفصام ، و منهم من أدمن على وسائل التواصل الإجتماعي و هذا خطير للغاية ، و كثيرون أدمنوا الكحول و المخدرات و المهدئات حول العالم ، و كثيرون من المرضى النفسيين ساءت حالتهم كثيرا بسبب الضغوطات النفسية  .
فكل هؤلاء أليسوا ضحايا السياسات العالمية المتبعة؟ أليسوا موتى وهم على قيد الحياة و منهم من قتلوا أنفسهم؟
لذلك على كل شخص متزن أن يراجع طبيبا نفسيا أو مرشدا نفسيا يعالجه من تبعات الحظر و أعراضه، لأنه  سيجد نفسه بعد انتهاءه إنسانا آخر دون أن يشعر و ستتغير لديه مفاهيم و سلوكيات إيجابية إلى سلبية نتيجة الإجهاد النفسي الذي سببه الحظر، فأتمنى أن ننتزع مفهوم العيب و الخجل من زيارة الطبيب النفسي و نلتفت للتغيير القادم على نفسياتنا و إنسانيتنا و طبيعتنا.

د. حنين عبيدات.