اضطراب القلق المفرط مرض ساهم الانترنت في انتشاره

أعراض التوهم المرضي غير محددة حسب خبراء نفسيين
السلوك المعرفي يساهم في العلاج أكثر من زيارة الطبيب
الأنباط-عمان-عمرالكعابنة

ساعدت الشبكة العنكبوتية البشر حول العالم في التطور والازدهار من خلال سهولة البحث عن المعلومات والتقارير المختلفة التي تهم كل فئة معينة منهم , لكنها بذات الوقت كانت نقمة على البعض ممن يعانوا من اضطرابات مرضية حيث يبدؤون البحث على أعراض مرضية أصابتهم أو متوهمين بأنها قد |أصابتهم , وبعد البحث يتبين لهم أنهم قد أصيبوا بأمراض مستعصية حسب أوهامهم المرضية مما يؤدي إلى انهيارهم نفسيا وجسديا , بعد ذلك يقومون بزيارة طبيب مختص حول المرض الذي أصابهم فيتبين بعد الفحوصات اللازمة بأنهم غير مصابين بأي مرض , لكن أوهامهم دفعتهم للتصديق بأنهم مرضى حتى أن البعض منهم قد لا يصدق ما يقوله الطبيب المختص بسبب توغل الوهم المرضي إلى أقصى حد .


اضطراب القلق المفرط أو ما يسمى ب " القلق المرضي " أو " المَراقَّان" هو قلق زائد يصيب الإنسان ويوهمه بأنه أحاسيس الجسم الطبيعية التي تصيبه أو الأعراض الطفيفة هي علامات لمرض خطير , على الرغم من نفي الفحص الطبي لوجود أي حالات مرضية خطيرة , وقد تصل حالة القلق الشديد إلى التعب الجسدي المرهق والإرهاق النفسي المميت في بعض الحالات , اضطراب القلق المرضي هو حالة طويلة الأجل والتي يمكن أن تتبدل في شدَّتها. وقد تزيد مع التقدم في السن أو في أوقات الإجهاد.

في دليل التشخيصي وإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، أن المراقان_ كتشخيص الأشخاص الذين شُخِّصوا سابقًا بالمُراقِّ ربما شُخِّصوا بالإصابةِ باضطراب القلق المرضي، والذي يكون التركيز فيه من الخوف والقلق على أحاسيس جسدية غير مُريحة أو غير عادية هو دلالة على وجود حالة طبية خطيرة ,ومن ناحية أخرى، اضطراب الأعراض الجَسَديَّة - وهو اضطراب ذا علاقة - يشملُ التركيز على طبيعة تعطيل الأعراض الجسدية مثل الألم أو الدوخة، دون القلق من كون هذه الأعراض تُمثِّل مرض معين.

في تقارير طبية متعددة حول المرض أوضحت بأن أعراضه غير محددة حيث يوضح اختصاصي الطب النفسي الجسدي الألماني "سيفين شتيفس هوليندر" إن "الكثير من هذه الأمراض تبدأ بأعراض غير محددة، و التي قد تظهر أيضا بسبب ‫الضغط والتوتر العصبي”.وتشمل هذه الأعراض اضطرابات الرؤية والدوار و آلام الصدر و البطن ‫و الغثيان،وبدلا من إرجاع هذه الأعراض إلى الإجهاد و التوتر و غيرهما من ‫الأسباب العابرة و غير الخطيرة يقوم المصاب بتفسيرها على أنها أعراض مميتة، و تابع ‫الطبيب الألماني قائلا "يدور التفكير باستمرار حول سلامة الجسم و صحته”.

‫وأكدت رئيسة الجمعية الألمانية للطب ‫النفسي والعلاج النفسي" كريستا روت زاكنهايم" أن المريض يحرص على زيارة الطبيب بصورة متكررة من أجل ‫السيطرة على حالته، غير أن هذه الزيارات لا تطمئن المريض، فيبحث عن ‫أطباء آخرين، و قد يلجأ بعض المرضى إلى إجراء فحوصات غير مريحة أو مؤلمة ‫دون الحاجة إليها.

وأضافت "يوليا شارنهورست" -من الرابطة الألمانية للأطباء النفسيين- أن شبكة الإنترنت تعتبر لعنة أكثر من كونها نعمة مع هذه ‫الحالات، حيث يتعرف المرء على الأعراض و الأمراض النادرة بواسطة ‫نقرات عدة على الفأرة، ودائما ما يحاول المرضى البحث عن نماذج توضيحية ‫لأعراضهم المرضية، و يرغبون دائما في إثبات شدة الأعراض المرضية.
حول كيفية العلاج من الاضطراب أكدت تقارير طبية بأن العلاجات السلوكية المعرفية تعد من بين العلاجات الأكثر فعالية التي يمكن أن تساعد الشخص على التخلص من الأوهام حول حالته الصحية. وبطبيعة الحال، ينبغي أن يشرف على هذه العلاجات محترفون ومدربون من ذوي الخبرة في هذا المجال.

ويهدف العلاج إلى أن يصبح الشخص قادرا على تحرير نفسه من الكرب الناجم عن الهوس بالمرض وأن يتوقف عن تصديقه تماما. لذلك، من الضروري أن يغير الشخص المصاب بالوهم المرضي روتينه اليومي الذي كان يتمحور أساسا حول إمكانية الإصابة بالمرض.

وأوضحت التقارير أن العلاجات السلوكية الإدراكية تحاول أن تجعل المريض يحد من القيام بالاستشارات الطبية وألا يتكلم طوال الوقت عن المرض. ويمكن أن يحقق هذا العلاج نتائج إيجابية في حال تكاتف كل الجهود لتخليص الشخص من هذه الأوهام وخاصة محيطه المقرب منه، ولعل التقرب أكثر من الأشخاص القريبين من محيطنا يعد أفضل طرق العلاج.