الرياضي في بلدي ..مسكين !!


ورحل كامل منيب مثل غيره من نجوم الرياضة في بلدي بصمت دون اي ضجيج ..رحل كما رحل قبله ثلة ممن اثروا الرياضة بنجوميتهم وادائهم وعلمهم وخبراتهم ..من لاعبين ومدربين ممن هتفت باسمائهم الجماهير ..وكانوا بمثابة الخبر الجميل في صفحات الرياضة ووسائل الاعلام المختلفة ..تصدروا المشهد الرياضي في زمانهم وكانوا يشكلون ما يشبه الالهام لعشاقهم من محبين وجماهير الذين لم يكونوا يكتفون بمتابعتهم خلال المنافسات الرسمية من فوق المدرجات فحسب ..ولكنهم انتقلوا اليهم الى حيث ملاعب التدريب ليكونوا بالقرب منهم ..وليحظوا ولو بدقيقة من المحادثة يسترقونها اعجابا وتقديرا لهؤلاء النجوم الكبار من اصحاب الحظوة والدلال الذين تنتهي مسيرتهم بانتهاء مشوارهم في الملاعب ...!!
للاسف تلك هي حال النجوم في بلدي ..ونحن الذين شهدنا على معاناة العديد منهم ممن تقطعت بهم السبل بعد انتهاء مشوارهم الرياضي في الملاعب ..واخرهم المرحوم الكابتن كامل منيب الذي مات قهرا ..كما قال لي احد اقرب الناس اليه من نجوم الكرة في الزمن الجميل بعد ان اشتد عليه المرض .. نعم مات قهرا وهو الذي تكالبت عليه الحياة في الفترة الاخيرة حيث لا عمل ولا معيل ..ولا حتى رصيد من الرياضة يكفيه لسد حاجته وحاجة عائلته ..بعد ان سدت كل الطرق في وجهه رغم كثرة المناشدات وعلى أعلى المستويات ..لكن لا حياة لمن تنادي يا رياضي ..نعم رحل كامل منيب نجم الجزيرة ايام العز واحد نجوم منتخبنا الوطني مثل غيره من النجوم الذين سبقوه الى دار الحق دون ان يحظوا برصيد سعيد في هذا الحياة يخلد عطائهم ومسيرة كفاحهم في ميادين الرياضة ..!!
وان كنت اتحدث عن مثال واحد جسدته حادثة وفاة المرحوم كامل الذي شاءت ارادة الله ان يرحل عن الدنيا في ايام رمضان المبارك تاركا الحسرة في نفوس اهله ومحبيه ..لكنه ترك لنا الفرصة لنتحدث عن حال الرياضيين في بلدي الذين لا تقل معاناة العديد منهم عن معاناة كامل ..لا بل ان هناك ممن سمعنا بانهم باتوا يستجدون وهناك من شوهد وهو يتلقط الطعام وحديد الخردة من بطون الحاويات ..وغيرهم لا يتمكنوا من دفع اجور منازلهم او شراء حاجيات اطفالهم..بعد ان انتهت مسيرتهم الرياضية ولم يجدوا بعد الاعتزال سوى الاعمال البسيطة التي لا تجلب الدخل المناسب ولا حتى قضاء الحاجيات الضرورية فحسب ..!!
لكن السؤال ما هو دور المؤسسات الرياضية والهيئات التي يتعلق نشاطها بنجوم الزمن الجميل او القديم ..ما هو دور رابطة اللاعبين الدوليين الذي نفهم تماما انه مؤثر في جوانب عديدة تتعلق باللاعبين القدامي .. من تأمين صحي ودعم دراسي جامعي .. لكنه يحتاج ايضا الى الجانب الانساني المتعلق بتقديم الدعم المادي للمتعثرين ونحن الذين نملك اسماء من اللاعبين القدامي يفترشون الارض بجانب حاويات القمامة ..فلو ان الرابطة اقتطعت مع رسوم الاشتراك مبلغ بسيط من الاف اللاعبين الذين ينتسبون اليها ..لربما استطاعت سد حاجة المحتاجين من هؤلاء ..حتى لا تتكرر ماسي النجوم وحتى لا يموت الرياضي في بلدي قهرا ..كحال كامل منيب ...!!