الاردن يعرض خلال مؤتمر وزراء الثقافة العرب لتجربته في التكيف الثقافي

 قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي إن وباء كورونا المستجد كشف أهمية الدور الثقافي وحيويته في المشهد الإنساني القلق، وأن الثقافة تمثل خطدفاع متقدما ضد الوباء.
وأكد أن الوزارة خلال الأزمة نجحت في تطوير رؤية جديدة للخدمات الثقافية؛ استمراراً للنجاح الذي حققه الاردن في تقديم أنموذج متقدم في مواجهة الوباء، وبموازاة ذلك طورت رؤية توازن بين مفهومي التكيف الثقافي والحقوق الثقافية.
وأضاف الدكتور الطويسي في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب الذي عقدتهالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليسكو اليوم الاثنين عن بعد، أن المعركة الإنسانية ضد هذا الوباء الذي نسعى جاهدين لمواجهته بكل قوتنا وطاقاتنا لا تتجزأ.
وفي المؤتمر الذي ترأسته الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط والدكتور محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، بين الدكتور الطويسي ثلاثة دروس مستفادة على الصعيد العربي بينت أهمية الفعل الثقافي وضرورته.
وعرض الوزير الطويسي للدروس المستفادة من التجربة الأردنية في هذه الظروف الاستثنائية، وهي دروس تتصل بالقيم الثقافية التي تمثل الذراع الأقوى في معركة الوعي والوقاية، وأساسها قيم الالتزام الطوعي، وأن المناعة الثقافية لا تقل أهمية عن المناعة الصحية، وهو ما ينبغي ان نعمل عليه، وأن تنتقل بسرعة وبسلاسة من التركيز على النخب إلى الاشتغال على الثقافة المجتمعية، وأخيرا بأن الجائحة فتحت المجال واسعًا للاستثمار الرقمي الذي يفترض أن المجتمعات العربية الفتية، هي الأكثر قدرة على استثمار هذه الفرصة من غيرها.وأشار الوزير إلى الحزم التي نفذتها الوزارة خلال فترة الوباء ضمن برامج التكيف الثقافي، والتي شملت برامج التوعية والتثقيف، وبرامج الاستثمار الأمثل للوقت، والتخفيف من حدة تأثيرات التباعد الاجتماعي مستخدمة جميع الأدوات الممكنة لواقع ثقافي يرافق الحالة ويتعاطى معها ضمن شروطها الصحية.
وبين أن البرامج أوجدت مناخات إبداعية مهمة كشفت عن آلاف الموهوبين من جميع الفئات والأعمار، لأكثر من 100 ألف شخص انخرطوا في سلسلة من المسابقات الإبداعية التي حفزت الجميع على المشاركة.
ولفت إلى مشاركات عشرات الآلاف ممن تلقوا التدريب وبناء القدراتفي أكثر من 100 برنامج تدريبي في حقول الفنون والصناعات الثقافية من خلال المنصات الرقمية، علاوة على عشرات الملايين من المشاهدات للقنوات التي بثت جملة من العروض المسرحية، وصنوف الفنون وأشكال الإبداع.
وقال الدكتور الطويسي إن الوباء فرض تحديًا جديدًا لما بعد كورونا المستجد، ويتمثل بكيفية إعادة تأطير هذه الفئات الموهوبة وصهرها في المشهد الثقافي والإبداعي الوطني والقومي.
ودعا لبحث خطط جديدة واستراتيجيات لما بعد هذا الوباء ولا يكون بمعزل عن تخطيط أكثر اتساعًا وشمولًا، محليًا وعربيًا من أجل تعميم التجربة أولًا، والاستفادة من المشاريع والتجارب العربية التي خلصت إليها العديد من الحكومات العربية في ظل هذا الجائحة.
ودعا لإيلاء بعدي الحقوق الثقافية واستدامة قطاع الثقافة والعاملين فيه الرعاية المطلوبة بعد أن وصلت البرامج الثقافية والفنية إلى الفئات الخاصة التي تحتاج الاهتمام في هذه الظروف، مثل دور إيواء المسنين والسجون والفئات المجتمعية التي لا يمكن الوصول إليها من خلال الخدمات الرقمية.
وطالب بإعادة التفكير في استثمار الرأسمال الثقافي العربي في مواجهة الأزمات وحالات الطوارئ والكوارث، وأن يكون للثقافة المكانة الموضوعية في خطط الطوارئ وإدارة الأزمات.