شاءَ من شاءْ … كيف لنا أن نبدأ ؟

 
إبدأ بنفسك ودع عدوى التغيير تَنتشر ،
كلنا نترقب يوميا لحظة بلحظة ليطل علينا وزير الصحة ويطمئننا بأن عدوى فيروس كورونا تم السيطرة عليها وندعو الله دائما أن لا تكون هناك أية إصابات جديدة وأن العدوى تنحصر ولا تنتشر، تنشف وتموت …
ما نشهده اليوم يحمل الكثير من العِبر والكثير من القراءات ، اذاً آن الاوان للتغيير فمصطلع إبدأ بنفسك هو تحدي مكوناته الرغبة والمعرفة والاستمرارية وبهذا يتحتم علينا أن نبدأ بالتغيير فلدينا الرغبة بأن نصبح أفضل ولا تنقصنا المعرفة لما هو في مصلحتنا وجميعنا نسعى للبناء والاستمراية لنصل الى المِنعة .خضنا ونخوض إدارة أزمة يمر بها العالم أجمع وأعددنا العدة لنكون مثالا لإدارة الازمة فها هو وطني الاردن بقيادته الحكيمة يتصدر العالم في إدارته للأزمة من النواحي الصحية والأمنية والتنظيمة ، فبذلك هي رغبتنا الاكيدة بأن نكون الافضل ومعرفتنا وجهت الدفة وها نحن مستمرين وأصبح يتوجب علينا الانتقال من إدارة الازمة الى إدارة التغيير فماذا يعني ذلك ؟
إدارة الازمة هي نتاج حدث الازمة وهي علاج لمرض ولكن إدارة التغيير هي التخطيط للوقاية من مرض وتنظيم يحمل صفة الاستمراية . العوامل المسببة للتغير متعددة وأهمها عوامل ( خارجية ، سياسية ، اقتصادية ، تكنولوجية ، اجتماعية ، قانونية ، ثقافية وأيضا نفسية ) وبنظرة سريعة لهذه العوامل نكتشف بأنها متحققة … إذا ماذا ننتظر! .
نستطيع القول بأن التغيير إما أن يكون طارىْ أو يكون مخطط ، وحتى لا يداهمنا الوقت ونحن نخطط فلعله من الافضل أن نتجه الى التغيير الطارىْ والذي ينتج عادة عن حالات التسارع لمواكبة المتغيرات وهذا لن يكون إلا إذا تبناها قادة يحملون شِعار إدارة التغيير وتتوفر لديهم القناعة والحزم لانه في كل خطوة سيخطوها يجب أن يُحدِث تغييرا في العوامل المسببة .
تحدث الكثير عن طرق تعافي الاقتصاد والنماذج الثلاث لذلك ( V ، U ، L ) ، وطموحنا ان نكون ضمن النموذج (V) أي يكون هناك إنخفاض سريع ويعود للتعافي بنفس التسارع ، وهذا لن يحدث اذا لم نُحدث التغيير ومن يعتقد بأن الظروف التي أخذتنا بالانحدار ستعيدنا الى النهوض دون تغيير فهو حالم . لن تسعفنا إدارة الفزعة بذلك ولن يستطيع القائميين على إدارة الموقف بالصعود بدون فكر قيادي فالفرق بين القائد والمسؤول معروف ونحن نريد قيادات تخطط وتوجه للتنفبذ دون تردد فنحن لا نملك ترف الوقت ولن يُسعفنا التردد .

إبدأ بنفسك أقولها لكل من له مساهمة في قطاع إقتصادي وأحدِث التغيير وخطِط للأستمرارية وإبتعد عن الفزعة فلا يغرك الظرف ولا تعتقد بأن العالم لا بفكر مثلك وأكثر وبذلك ستدخل بالمزاحمة وسيكون البقاء لمن إمتلك الرؤيا . فاذا كنت قطاعا إنتاجي فأي خطوة تخطوها يجب أن تكون متوسطة الى طويلة الاجل بمرسومها ، واذا كنت قطاعا خدميا فأعلم بأن ثورة التكنولوجيا أفضل شريك وأكبر عدو ، مفاهيم المال تغيرت وعوامل المِنعة تشعبت ومُترسخات الدورة المالية في صراع وقوة أخذ القرار الداعم في تردد فلك أن تخطط ضمن هذه المنظومة وتتسلح بالنظرة الثاقبة ، خذ المشورة فالمعلومة موجودة ولكن أطلبها ممن يمتلكها بقواعد الخبرة ، إبحث ولكن لا تطيل .
إبدأ بنفسك وأنشر عدوى التغيير ولننتقل من ترقب إنتشار عدوى الفيروس الى مُتعة إنتشار عدوى التغيير ليكون النمو رِسالتنا والمِنعة هدفنا والقِيادة سلاحنا والمُستقبل المشرق طموحنا.
حمى الله الوطن وقائده وشعبه وأدام الله علينا نعمه .m@alqaryouti.com