تربويون يطالبون بإستثناء التعلم عن بعد من جدول التوجيهي

الوزارة ماطلت في إصدار قراراتها حول "التوجيهي"
الأنباط-فرح شلباية
أجمع تربويون،وأولياء أمور،وطلاب، أن جدول الامتحان العام لطلبة التوجيهي النظاميين والذي أصدرته وزارة التربية والتعليم ، الاثنين، على أنه غير منطقي، ومرهق جدا، سيما أن الطلبة سيتقدمون للامتحان في مادتين مختلفتين في اليوم نفسه،مع فوارق زمنية وصلت لـ5 أيام.
وفي التفاصيل،فمن المقرر أن تبدأ اختبارات التوجيهي في الأول من شهر تموز المقبل،وتنتهي في ال21 من ذات الشهر،بحسب وزارة التربية والتعليم،فيما اعتبرت الوزارة أن الوحدة الأخيرة من كل مبحث للطلبة النظاميين أو ما يكافئها من الدروس للمطالعة الذاتية،وهذا ما أثار حفيظة الطلبة حول مماطلة الوزارة في اعلان قراراتها بما يتعلق بالتوجيهي.
وحول أوزان المواد، خصصت وزارة التربية والتعليم ما نسبته 65% من العلامة الاجمالية للمبحث لمادة الفصل الدراسي الاول، و20% للمادة من بداية الفصل الدراسي الثاني وحتى تعليق دوام المدارس، و15% من العلامة للمادة الدراسية خلال عملية التعليم عن بعد، وهذا ما دفع الطلاب والعديد من الأساتذة بمطالبة وزارة التربية والتعليم بحذف وزن مادة التعلم عن بعد،سيما أن عددا من الطلبة لم يستفد منها على حد قولهم.
سمية المعايطة، معلمة "توجيهي" وولية أمر ،أكدت في حديث خاص مع "الأنباط" أن ما نشرته الوزارة بما يتعلق في جدول التوجيهي وموضوع الأوزان غير صحيح ولا منطقي، قائلة:"انا كمعلمة أشير إلى أن غياب التفاعل بين الطالب والمعلم لا يمكنه أن يحقق تعليما أو تعلما فعليا ،فالموضوع صعب على الطالب جدا، تحديدا ان عنصر التفاعل في العملية التعلمية يعد عنصرا أساسيا لضمان وصول المعلومة.
مضيفة أنه من غير المقبول تخصيص وزن من العلامة لمادة من المحتمل جدا أنها لم تصل للطالب،في حين أن العشرات من الطلبة لم يستفيدوا من عملية التعلم عن بعد لأسباب طرحت بالاعلام وبوسائل مختلفة سابقا،منها ضعف الانترنت،وزخم المواد التعليمية المنشورة،تعدد الأخوة المستخدمين لوسائل التعلم عن بعد في ذات المنزل.
وبينت أن البعض يرى أن مانسبته 15% والتي حددتها الوزارة لمادة التعلم عن بعد،نسبة بسيطة،إلا انه وبحسب المعايطة فان العلامة الواحدة لها تأثيرها على الكثير من الطلبة وبالتالي لها تأثيرها وقت التنافس على المقعد الجامعي.
واختتمت حديثتها بأن البرنامج مرفوض قلبا وقالبا ،مشيرة إلى انها تلقت ردود فعل سلبية من طالباتها حول الجدول،مؤكدة أيضا أن آراء الطلبة على صفحة الوزارة الرسمية أكبر دليل لرفض الطلبة للبرنامج، متسائلة :"كيف تضع الوزارة امتحان من كتاب كامل وتقوم بذات الوقت بعقد اختبارين لمادتين مختلفتين في اليوم نفسه،فيما تضع الوزارة 5 أيام فواصل زمنية،قائلة:"لماذا لم تضع الفواصل الزمنية كالمعتاد يومين ،وبالتالي يتقدم الطالب لمبحث واحد كل يومين،ففكرة مادتين في يوم واحد تربك الطلبة وتشتتهم.
منسق الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر الدعاس، أكد على ان الحملة في بداية أزمة كورونا طالبت الوزارة بوضع أوزان جديدة مغايرة للاوزان المحددة سابقا تضع بعين الاعتبار الظروف الراهنة.
مضيفا أن الاوزان التي وضعتها الوزارة معقولة إلى حد كبير بالنسبة إلى الطالب لكنها صدرت متأخرة، وحول حذف الوحدة الاخيرة من كل مبحث أشار الدعاس إلى ان الحملة طالبت أيضا بحذف جزء من المادة ولكن بوجود لجنة من الاخصائيين بما لا يضر مصلحة الطالب،حيث يتمكن الطالب من الالتحاق بالمرحلة الجامعية وهو مستعد لها.
وانتقد الدعاس في حديثه قيام الوزارة باتخاذ قرار جعل الوحدة الأخيرة للمطالعة الذاتية بشكل عام دون تشكيل لجان لذلك، قائلا ان الوزارة استثنت الوحدة الاخيرة من المنهاج بغض النظر عن مدى اهميتها،بينما اصدرت الوزارة القرار متأخرا ،مبينا أن الغالبية العظمى من الطلاب انهوا دراسة المباحث بشكل كامل ،ووصف الدعاس قرار الوزارة بتقديم الطالب لمادتين في نفس اليوم بالقرار الكارثي بحق الطللبة،مما يشكل ضغط كبير عليهم.

مدير موقع الاوائل الأستاذ حسام عواد، قال أن البرنامج العام لطلبة التوجيهي متعب للطالب،فالطالب في الاعوام السابقة كان يتقدم لمادتين بينهما ما يقارب ال6 ايام ،والآن الوزارة تطلب منه تقديم المادتين نفسهما في اليوم ذاته،وهذا مرهق جدا.
واعتبر عواد موضوع الاوزان النسبية مؤشرا يساعد الطالب على التركيز بشكل أكبر لضمان النجاح ،ويرى أن التخفيف على الطالب يكون بحذف المواد وليس تحديد أوزان،مبينا أن كورونا ليست مبرر بحصر امتحانات التوجيهي في ايام معينة سيما ان الحياة في الأردن بدأت تعود تدريجيا لطبيعتها.
الأستاذ سائد دهيمش،يرى أن الوزارة ما زالت تتخبط في قراراتها،قائلا على ما يبدو أن القرارات تغيرت فجأة، فما كان يتحدث عنه الوزير طوال ازمة كورونا تغير وحسم في قرارين لا علاقة لهما في مصلحة طلاب التوجيهي.
استاذ الفيزياء يزن قاموق يرى أن توزيع المواد على الجدول العام راعى ظروف الطالب ووضعه من حيث الأيام التي تحتاجها كل مادة ومن حيث الترتيب،قائلا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك فمن الصعب الوصول إلى قرارات ترضي الجميع.
وحول الاوزان يعتقد قاموق أن النسبة مقبولة ،حيث تم منح 65% لمادة شرحت بشكل كامل ووافي،فيما خصص 15% لمادة التعلم عن بعد .
من جهته ،قال وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي ان هذه القرارات جاءت في ظل التوجيهات الملكية للتخفيف عن الطلبة في ظل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، وتوجه الوزارة نحو عملية التعليم عن بعد.
وأكد النعليمي ان الوزارة حرصت في ظل هذه الجائحة على استدامة العملية التعليمية وضمان حق الطلبة في التعليم عبر التوجه نحو التعليم عن بعد، مؤكدا ان الوزارة وظفت كل الإمكانيات المتوفرة في عملية التعليم عن بعد، رغم بعض التحديات سواء التقنية والفنية والبشرية التي واجهها الاردن في هذا المجال، كغيره من دول العالم وحتى الدول المتقدمة.
وقال ان موضوع التعليم عن بعد، يعد نمطا وشكلا جديدا للتعليم ومسؤولية جديدة في عملية التعليم، التي انتقلت الى المتعلم الذي أصبح مسؤولا عن تعلمه، الى جانب الدور الكبير لأولياء الامور في هذه المرحلة.
واوضح الدكتور ان النعيمي، ان 178242 طالب وطالبة سجلوا للامتحان، منهم 105 الاف طالب وطالبة نظاميين، و57 ألف لغايات غير مستكملين لمتطلبات النجاح، و16 ألف طالب وطالبة لغايات رفع المعدل.
واكد الدكتور النعيمي، حرص الوزارة على تسليم ارقام الجلوس للطلبة قبل موعد الامتحان بفترة مناسبة وضمان وصولها لهم في جميع أنحاء المملكة.