غموض يعصف بالبطولات الأوروبية

الأنباط -غموض يعصف بالبطولات الأوروبية
عواصم
صرير أسنان في إيطاليا، ترقّب في إسبانيا، تخوّف في إنكلترا وإرادة في ألمانيا: يخشى الجيران الأوروبيون من تأثير كرة الثلج بعد تجميد النشاط الرياضي في فرنسا نتيجة قرار حكومي. وفيما أُلغي الدوري الهولندي رسميا ويتوقع أن يلغي البلجيكي ما تبقى من موسمه، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عدم استئناف المباريات قبل أيلول/سبتمبر. في روما، بقي وزير الرياضة فينتشنزو سبادافورا متحفظاً حول استئناف "سيري أ". علق سريعاً في حديث تلفزيوني مع قناة "7" على ما حدث في فرنسا "القرارات المتخذة في دول أخرى، قد تدفع إيطاليا إلى سلوك هذا النهج أيضاً ليصبح بعد ذلك نهجاً أوروبيا". أضاف سبادافورا "أرى مساراً يضيق أكثر فأكثر بشأن استئناف الدوري. لو كنت مكان رؤساء الأندية سأفكر تحديداً بتنظيم الأمور لعودة آمنة الموسم المقبل الذي من المقرر أن يبدأ في نهاية آب/أغسطس...الاجتماع المقبل لرابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالية قد يسفر عن مفاجأة، فأغلبية الأندية قد تطلب بإيقاف الموسم الحالي والاستعداد بشكل أفضل للموسم الجديد". وتوقف الدوري الإيطالي في التاسع من آذار/مارس، فيما قررت الحكومة الأحد السماح لرياضيي النخبة معاودة التمارين، للرياضات الفردية في الرابع من أيار/مايو، وللرياضات الجماعية في 18 منه كما أعلن رئيس الوزراء.
وكان كلاوديو لوتيتو رئيس لاتسيو الذي ينافس يوفنتوس بقوة على لقب الدوري قد صرح "إذا لم نستأنف، فإننا نواجه أضراراً لا يمكن اصلاحها".
في إسبانيا، أعلن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بعد ساعات من خطاب نظيره الفرنسي أن حكومته ستسمح للرياضيين المحترفين، استئناف التمارين الفردية بدءا من الاثنين 4 أيار/مايو. واعتبر سانشيز أن هذا القرار هو الخطوة الأولى ضمن إطار تخفيف إجراءات الاغلاق التام المفروض في البلاد، والتي ستحدث على أربع مراحل على امتداد شهرين. بدوره، قال خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري المعلق منذ 12 أذار/مارس "لا أفهم خطر خوض مباريات كرة القدم دون جماهير ومع كل الاحتياطات، مقارنة مع العمل على خط تجميع أو قارب صيد في البحر". في إنكلترا، تبدو الحكومة حذرة لكن متعاطفة مع "مشروع الاستئناف" الذي تروّج له رابطة الدوري، مع رغبة بالعودة إلى التمارين في 18 أيار/مايو وعودة المباريات في 8 حزيران/يونيو دون جماهير وفي ملاعب محدودة لتفادي التنقلات. فتحت غالبية الأندية مقرات تدريباتها، واشارت تقارير إلى أنه سيتم إجراء 26 ألف اختبار للاعبين والموظفين. لكن المدافع الدولي السابق غاري نيفيل أعرب عن قلقه إزاء صحة اللاعبين، مشيراً إلى أن نقاش العودة "هو اقتصادي بحت".
في المقابل، أعلن وزراء الرياضة في الولايات الألمانية الـ16 أن دوري "بوندسليغا" قد يعاود نشاطه في الفترة من "منتصف ايار/مايو الى نهايته"، مع موافقة من وزارة العمل، فيما تنتظر رابطة الدوري الضوء الاخضر من المستشارة انغيلا ميركل لاستئناف المباريات. وحذر الرئيس التنفيذي لنادي بوروسيا دورتموند هانز يواكيم فاتسكه أنه في حال عدم اكمال الموسم الحالي فإن أندية عدة ستعلن افلاسها "يتعلق الأمر بإنقاذ كرة القدم. يجب أن نلعب في أسرع وقت ممكن. كل أسبوع من التأخير يجعل الأمر أكثر خطورة".
وكانت الرابطة اعلنت الأسبوع الماضي بأنها مستعدة لمعاودة المباريات لكن من دون جمهور في التاسع من أيار/مايو مع اخضاع اللاعبين لإجراءات صحية صارمة ولفحوصات دورية. وعاودت الأندية الـ18 في دوري الدرجة الأولى تدريباتها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لكن بمجموعات صغيرة مع اعتماد التباعد الاجتماعي حتى على أرضية الملعب. وتبدو الرابطة مصممة على إنهاء الدوري في 30 حزيران/يونيو لضمان حصول الأندية على إيرادات من حقوق النقل التلفزيوني تقدر بـ300 مليون يورو، في ظل تقارير تشير إلى أن 13 نادياً من أصل 36 في الدرجتين الأولى والثانية هي على شفير الإفلاس. رأى ويلي سانيول الظهير الفرنسي السابق في نادي بايرن ميونيخ "يختلف الوضع الصحي من بلد لآخر، لذا فان القرارات في فرنسا وهولندا مختلفة عن ألمانيا حيث يدار الوضع بشكل أفضل". لكنه تساءل "ماذا سيحدث إذا أصيب لاعب أو مدرب بالفيروس؟".
أما الاتحاد القاري (ويفا) الراغب بإنقاذ مسابقاته وخصوصاً دوري أبطال أوروبا، فأعاد التأكيد الأربعاء أن انهاء موسم 2019-2020 "ممكن بالتأكيد" من الناحية الصحية "كل الراغبين بإنهاء مسابقاتهم سيقدمون بروتوكولات شاملة (...) لضمان صحة المشاركين" بحسب رئيس لجنة الطبية تيم ماير.  لكن تصريح ماير يأتي بعد يوم عبّر فيه البروفسور ميشال دهوغ رئيس اللجنة الصحية في الاتحاد الدولي (فيفا) عن "تشاؤمه الكبير" بإمكانية معاودة الدوريات الأوروبية "ثمة خطر وهذا الخطر تداعياته ليست صغيرة. إنها مسألة حياة أو موت. بصفتي كطبيب لست مخولاً التحدث نيابة عن منظمي المباريات، لكن في الوقت الحالي ومن الناحية الطبية، فأنا متشائم جداً ".