مسابقة متر وأبعد للفيلم القصير تكشف عن مواهب واعدة

الأنباط -كشفت مسابقة "متر وأبعد" للفيلم القصير وهي المسافة المطلوبة بين كل اثنين في زمن كورونا، والتي أطلقتها الهيئة الملكية الاردنية للأفلام نهاية الشهر الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن مواهب واعدة وطاقات إبداعية خلاقة في حقل صناعة الافلام القصيرة وتوظيف وسائط المرئي والمسموع في رواية القصص والتعبير عن الذات.
ومثلت هذه المسابقة في ظل الظروف الحالية بحسب فائزين وقائمين عليها في حديثهم لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، فرصة ثمينة لمشاطرة تجاربهم وخواطرهم وأفكارهم وسرد القصص بالصوت والصورة للتعبير عن العزل الإلزامي وتوابعه، كما حملت في مضامينها رسائل توعوية للتعامل مع هذه الظروف.
وأكدت الفائزة في الدورة الاولى من المسابقة طالبة السنة الثانية في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الاردنية رغد تميمي (20 عاما) لـ (بترا)، ان أزمة كورونا الحالية وتداعياتها محطة تاريخية تستوجب تأريخها وتناولها كلا بحسب طريقته، إضافة إلى انها تحرر المشاعر الذاتية لكل فرد تجاه الحجر الصحي بحيث تطلق العنان لكيفية التعبير عنه بطريقة إبداعية وتوعوية صحية في ذات الوقت.
وعن تجربتها مع فيلمها الفائز "زقوطة" قالت، عندما بدأت بالعمل على فكرة الفيلم سعيت "لأن تجسد كورونا بوصفها لاعبة تلعب معنا زقوطة"، مشيرة إلى انها اقترحت فكرة الفيلم ومشاركتها في المسابقة على والدتها التي شجعتها على ذلك.
والفيلم الذي جاء في إطار من الكوميديا بحسب تميمي، يوضح برسالة بسيطة "أن لا تدع فضولك وغرورك اثناء الحجر يجعلك تظن انك اذكى من الفيروس لأنه في النهاية سيلتقطك (يزقطك) إذا لم تكن حريصا"، لافتة إلى ان مشاركتها سابقا في الورشات التي كانت تنفذها الهيئة ساهمت بدور كبير في صقل مهاراتها بصناعة الفيلم القصير علاوة على دراستها تخصص "الوسائط المتعددة multi media"، وأن فوزها في الدورة الاولى من هذه المسابقة شجعها على الانخراط بشكل اكبر بصناعة الفيلم.
اما الفائز بالدورة الثانية من المسابقة عبيدة الصالح (23 عاما) من سكان إربد والذي يعمل في مجال المونتاج وصناعة الفيديو، قال شاركت بمسابقة "متر وأبعد" لدورتها الثانية والتي بدورها تبحث عن الإبداع في روح صنّاع الأفلام، وتبحث عن أفكارهم وخواطرهم خلال فترة حظر التجوال، وبدعم ومساندة وتشجيع الاهل الذين ساندوه في كل خطوة بتقديم الآراء وتوظيف عناصر وتقنيات مختلفة لإيصال الفكرة بشكل أوضح وأفضل.
وأكد أن المسابقة ساهمت بدور كبير بالتخفيف عن المشاركين فيها من التداعيات النفسية والاجتماعية لحظر التجول، كما عملت على تفعيل طاقات الشباب في مجال صناعة الأفلام.
ورأى أن البقاء في البيت ليس بالأمر السيئ كما قد يعتقد البعض، "بل هو مرحلة جديدة وتحمل معها فرصة جديدة، وكل ما عليك إيجاد الأسلوب المناسب لاغتنامها بالتوازن الصحيح بين وقتك وطاقاتك مهما كان مجالك ومهما كانت تطلعاتك، واذا لم تكن على دراية بما هي الأمور التي بإمكانك الإبداع فيها، فهذه الفترة هي فرصة لك لكي تجد شغفك".
وأشار إلى مشاركته عام 2016 بدورة صناعة أفلام في مركز الأميرة بسمة للتنمية البشرية بدير السعنة ضمن تدريبات جهد و "BMZ".
وحول فيلمه "عاقبة2020" الفائزة بجائزة الدورة الثانية من المسابقة، بين الصالح أنه بادر بتنفيذه قبيل الاعلان عن المسابقة لأنه كان يهدف الى تطويع هوايته في صناعة الافلام ليعبر عن نقطة مهمة غفل عنها البعض وتتعلق بالظروف الاستثنائية التي يمر بها الاردن حاليا، بهدف إيصال رسالة انه "حتى لو اتخذت إجراءات احترازية، كلما زاد خروجك من منزلك، زادت معه احتمالية إصابتك بالفيروس"، علاوة على التذكير بأن "البقاء في المنزل، هو إجراء احترازي بالأساس".
وأكد أن فوز فيلمه عزز من رغبته بالاستمرار والتطور في مجال صناعة الأفلام، والاشتراك في ورشات وتدريبات ومسابقات في هذا المجال.
من جهتها قالت عضو لجنة اختيار افلام المسابقة في دورتها الثانية ديمة عازر إن لجنة الاختيار المكونة من 3 اشخاص راجعت 14 عملا مستوفيا لشروط المسابقة التي تم الاعلان عنها مسبقا لمشاركين من مختلف مناطق المملكة وتم اختيار 3 افلام تم تصويرها من خلال تقنية "الموبايل" بناء على معايير معينة لعرضها على وسائل التواصل الاجتماعي وخضوعها لترشيحات الجمهور لاختيار الفيلم الفائز من بينها.
واشارت عازر الى ان اللجنة توخت في اختيارها لأفضل 3 افلام والتي تنوعت في الاسلوب والتقنيات، توفر عناصر الاصالة والابداع وايصال الفكرة على ان تكون مبتكرة وجديدة وسهلة التنفيذ وبأقل وقت ممكن، كما اهتمت اللجنة في المحتوى العام للعمل والذي اعتمد عليه المشارك للوصول الى الفكرة والمضمون والرسالة في ظل ظروف الحظر والالتزام في البيت .
وبينت ان العمل الفائز "عاقبة2020" تميز بتقنيات فنية ومؤثرات بصرية علاوة على توفر عنصري الابداع والخلق وما تضمنه من رسالة توعوية في ظل ظروف محددة.
فيما أشار مدير عام الهيئة مهند البكري إلى أن الدورة الاولى من المسابقة استقبلت مشاركة 47 فيلما قصيرا، منها 36 مستوفيا للشروط، واختارت لجنة تحكيم أفضل ثلاثة أفلام قصيرة منها ليتم نشرها على صفحة فيسبوك ما أتاح للجمهور فرصة التصويت لفيلمه المفضل، وكانت تلك الافلام فيلم "خليك بالبيت" من اخراج مصطفى رشيد؛ وفيلم "زقوطة" من اخراج رغد تميمي؛ وفيلم "لوحة بعدد محدود من الأصوات" من اخراج نورا حبجوقة.
وحول الدورة الثانية من المسابقة بين البكري انها استقبلت 18 مشاركة مستوفية للشروط، مشيرا إلى ان اللجنة اختارت 3 افلام لتصويت الجمهور وهي الأفلام؛ الفائز "عاقبة 2020" من اخراج عبيدة الصالح و"فوبيا كورونا" من اخراج يزن مقداد و"الكتب وجها لوجه مع كورونا" من اخراج عثمان مشاورة.
وأشار إلى ان جوائز دورات المسابقة ترصد لمؤسسة مجتمعية باسم الفائز لتكون مبادرة للتكافل الاجتماعي.
وبين أن هذه المسابقة كشفت عن العديد من المواهب المغمورة والقدرات والتي تأمل الهيئة أن تعمل على دعمها في المستقبل القريب من خلال برامج بناء القدرات، داعيا أصحاب هذه المواهب من المشاركين بأن يتقدموا لورش العمل والبرامج التدريبة التي تقدمها الهيئة سواء في مقرها الرئيس أو في نوادي الأفلام بالمحافظات لصقل مهاراتهم ‏وتطوير مشاريعهم.
وأكد أن نجاح هذه المسابقة شجع الهيئة على العمل لتقديم مسابقات مماثلة سواء من خلال البرامج القائمة او عبر شبكة الانترنت لإتاحة الفرصة لكبر عدد من المشاركين.