"ديلفري" لعزائم رمضان في الكرك

الأنباط - لم تعد خدمة "الدليفري" وعدم تقديم خدمة الطعام مباشرة للزبائن كنمط بيع املته جائحة كورونا التي تؤثر على المملكة، حصرا على المطاعم، بل نمط اعتمدته الكثير من الاسر الكركية لتقديم وجبات الافطار لاقرب المقربين من الاسر والمحارم كعرف رمضاني معتاد هنا في محافظة الكرك وغيرها من مناطق المملكة حيث يتشارك الاردنيون ذات الاعراف والتقاليد.

وفي ضوء حظر التجول الذي يبدأ تنفيذه قبل موعد الافطار باكثر من ساعة، حيث يتعذر حضور المدعوين الى منازل "معازيبهم" ، فقد عمدت الاسر الكركية الى طهو الطعام وارساله قبل بدء حظر التجول لمساكن المدعوين، وبذلك فان هذه الاسر تلتزم بحظر التجول من جهة وتقوم بعرف رمضاني لايمكن تجاهله من جهة اخرى.

تقول ربة الاسرة ام سائد وربات اسر اخريات إن لقاء الاحبة والاقارب من الدرجة الاولى على مائدة واحدة هو الاساس في اقامة الموائد الرمضانية، فتقديم الطعام هنا ليس هدفا بحد ذاته تضيف ام سائد، بل المقصد الاسمى منه ما يعنيه ذلك من امتثال للقيم والاخلاق الرمضانية التي تعمق اواصر الالفة بين الاهل والاحبة في اجواء ايمانية تعمرها المحبة والتواد.

بيد ان الوباء اللعين ومافرضه من قيود على حركة الناس وتزاورهم في هذا الشهر الفضيل اضافت ام سائد قلب هذا العرف الرمضاني الذي وصفته بالاجمل راسا على عقب، ورغم ذلك قالت ام سائد فان جائحة كورونا وان عطلت العرف اياه الى حين فقد كسرت الاسر الكركية هذا التعطيل ولو جزئيا.

فان كان ليس بالامكان ان يلتقي الاحبة على مائدة رمضانية واحدة فان هذا لايلغي واجبا لايجوز تخطيه، مشيرة الى انها اولمت على مدى اليومين الاولين اللذين انقضيا من شهر الصوم الكريم لاهل زوجها ولاهلها، وتنوي كما قالت ان تولم في الايام الباقية من الشهر الفضيل لابنتيها وابنائها الثلاثة المتزوجين، وبذات الطريقة.

واوضحت ام سائد انها طهت ما تيسر من طعام واوصلت الوجبة مع توابعها من عصائر وفواكه ومحليات الى المدعوين في منازلهم بسيارة الاسرة الخاصة قبل موعد الافطار بوقت مناسب.

واذا كانت ام سائد قد اعتمدت خدمة "الديلفري" لمدعويها، فان اخريات لاتملك اسرهن سيارات خاصة طهون الطعام وحضر الى منازلهن من اخذ الطعام بسيارته الخاصة الى حيث يسكن المدعوون اي بطريقة عدم تقديم الوجبة مباشرة اذ حضر المعني بها شخصيا لاستلامها.