النفط الأميركي تسليم مايو.. «ببلاش»!

الأنباط -
تسارعت خسائر العقود الآجلة للنفط الأميركي لتهوي الى مستوى «صفري» تاريخي ، في حين يتصاعد بناء المخزونات النفطية في العالم، بما في ذلك المركز الرئيسي للتخزين بالولايات المتحدة في أوكلاهوما. وفي تداولات سابقة، واصلت العقود الآجلة للنفط خسائرها الحادة، وهوى الخام الأميركي %45 إلى 10.06 دولارات للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أبريل 1986 بسبب انخفاض الطلب وسط جائحة «كورونا»، في وقت تباين أداء الأسهم بورصات آسيا ومنطقة المحيط الهادئ. أكد مايكل لينش رئيس «استراتيجيك إنرجي آند إيكونومك ريسرش» أن ظاهرة الكونتانغو التاريخية هي انعكاس لبراميل من النفط لا تجد مشترين بسهولة، وتباع بأسعار منخفضة، مشيرًا إلى أن ذلك يعني امتلاء المخزونات، أو أن المشترين يتوقعون امتلاءها قريبًا جدًا. وأشارت منظمة «أوبك» في تقريرها الشهري الصادر الأسبوع الماضي، إلى أن سوق النفط شهد حالة «كونتانغو» كبيرة خلال مارس، إذ كان من المتوقع أن يؤدي التراجع الهائل للطلب على النفط، والتخفيضات الكبرى في المصافي وارتفاع المعروض العالمي من النفط إلى فائض كبير في السوق. وأوضحت «أوبك» أن فائض سوق النفط متوقع أن يصل إلى نحو 15 مليون برميل يوميًا هذا العام، مما يدفع الأسعار إلى الانخفاض أقل بكثير مقارنة بالعقود طويلة الأجل. وصرح ديفيد وينانز المسؤول لدى «بي جي آي إم فيكسد إينكم» أن حالة الـ«كونتانغو» تحدث لأن الاختلالات بين العرض والطلب على المدى القريب، قد تستنفذ قدرات تخزين النفط الأميركي، مما يسبب تراجع الأسعار في الأجل القريب. وأشار مارشال ستيفيز محلل أسواق الطاقة لدى «آي إتش إس ماركيت» إلى أن عقود خام نايمكس تسليم مايو تتداول دون 20 دولارًا ولكن صلاحيتها على وشك الانتهاء، وتتداول عقود يونيو عند منتصف العشرينات، ولكن سيرتد منحنى السعر بعد ذلك إلى منتصف الثلاثينات بحلول الخريف. كما أوضح ستيفز أن التخفيضات الحادة في إنتاج النفط التي توصلت إليها «أوبك» وحلفاؤها ستنفذ في مايو ويونيو، في حين من المتوقع أيضًا أن تستمر حالات الإغلاق المتبعة للحد من فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة ودول أخرى وبعد ذلك سترفع تدريجيًا. وأوضح ستيفز أنه قبل تلك التخفيضات «أوبك +» في الإنتاج، تراجعت عقود الخام الأميركي التي ستسلم قريبًا على خلفية تمديد توجيهات استمرار بقاء الأفراد في منازلهم للحد من انتشار فيروس «كورونا»، مما يشير إلى انخفاض إضافي في الطلب على النفط. وضع المخزونات وفقًا لما ذكره استراتيجي السلع لدى «رابوبنك» ريان فيتزموريس في مذكرة، فإن مخزونات الخام في مركز تسليم خام نايمكس في كوشينج بولاية أوكلاهوما تبلغ 55 مليون برميل يوميًا، في حين يصل أعلى مستوى على الإطلاق إلى 69 مليون برميل يوميًا والمسجل في أبريل 2017. وهو ما يعني أنه يتبقى 14 مليون برميل لتسجل المخزونات في كوشينج مستوى قياسيًا جديدًا، و37 مليون برميل قبل أن تصل إلى سعتها القصوى. وأضاف فيتزموريس أنه بالوتيرة الحالية البالغة تقريبًا 5 ملايين برميل أسبوعيًا، فإن مخزونات الخام في كوشينج ستفيض في غضون أقل من شهرين. Volume 0% إلى جانب أن إمدادات الخام الأميركية ارتفعت على مدار 12 أسبوعًا متتاليًا، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أنها ارتفعت 19.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من أبريل، في أكبر زيادة أسبوعية على الإطلاق. ويأتي ذلك الارتفاع في المعروض في الوقت الذي من المتوقع أن يشهد فيه الطلب تراجعًا قياسيًا هذا العام، في ظل الجهود المبذولة لمواجهة فيروس «كوفيد -19»، إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب بنحو 9.3 ملايين برميل يوميًا هذا العام. (العربية، ماركت ووتش، أرقام)