قهوتنا الصباحية مع دولة رئيس الوزراء


الأنباط_جواد الخضري

دولة الرئيس

أسعد الله أوقاتكم بكل الخير وحمى الله الوطن والقيادة الهاشمية المظفرة والشعب الأردني وكل من يقيم على ثرى الأردن الغالي.

أردت دولتكم أن أكون الناقد الأمين لما أستمع إليه وأشاهده كما هم جميع زملاء مهنة الصحافة لتوضع أمام دولتكم ليكون القرار الصادر يصب في صالح المصلحة الوطنية العامة مع أنني كنت اتمنى أن لا تبقى جائحة فيروس الكورونا هي القاسم المشترك لكافة مناحي الحياة ولكن الظروف كانت قوية على مستوى العالم في حين كان الأردن سبّاقًا لمكافحة الوباء ضمن الإستراتيجيات والسياسات الحكيمة التي اتُّخذت وتُتَّخذ لإدارة الأزمة تحديدًا حين تم العمل بفرض أمر الدفاع (قانون الطوارئ) والذي يُعتبر إنجاز يُسجّل لحكومتكم ولكافة القائمين على إدارة الأزمة.

دولة الرئيس قبل أن أدخل في موضوعي أردت أن أبدأ بما استمعت إليه بالأمس من دولتكم حول قانوني الطوارئ ٧، ٨ واللذان تمثلا بالتعليم وقد طمأنتم الطلبة وأهاليهم وأكّدتم أن الأردن كان لديه سياسة التعليم والتعلّم عن بعد بنسبة ٢٥٪ بينما نسبة الدول الكبرى المتقدمة في مجال التعليم والتعلّم نسبتهم ٨٠٪ كما ذكرتم دولتكم قبل جائحة الفيروس مما يؤكد على أن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح ليواكب الدول الكبرى في العديد من المجالات كما أن أمر الدفاع رقم ٨ والذي أكّدتم فيه على أن سيادة القانون قائمة ولا يُسمح بالتطاول بأي طريقةٍ كانت وحديث دولتكم حول جزئية صحة وسلامة المواطنين والتأكيد على ارتباطها بسيادة القانون لهي الأمر المهم والهام وهذا يحتاج اتخاذ أقصى العقوبة وصرامة الإجراءات ضد كل من يريد العبث بالصحة والسلامة العامة سواء من قِبل أفراد أو مسؤولين مهما كانت درجتهم وكذلك تأكيدكم على أن حرية التعبير والتي يكفلها القانون تختلف وتتباعد عن التحريض من قبل نفر ليس لديهم أية انتماءاتٍ وطنية بل هم أشخاص مرضى بذاتهم ولا يجدون سوى الإشاعة لبثها لأمورٍ تخدم أعداء الوطن أو لجهلٍ أسود يغشش بمخيلاتهم وهؤلاء يجي أن يُحاسبوا دون هوادة.

دولة الرئيس تطرقتم إلى نية الحكومة العمل على مساعدة القطاع الخاص وحماية العُمّال ضمن آلية عمل ترونها تخدم الجميع وتواجه وتكافح هذا الفيروس ولكن اسمحوا لي دولتكم لما ذكرتموه من التباين في أعداد الإصابات على مستوى العالم وربطه بالحالة التي يعيشها الأردن الذي أثبت أنه في مصاف دول العالم في مواجهة وإدارة الأزمات وهذا ما شهد له القاصي والداني وقراركم السليم في محاولة التخفيف من الأزمة على المواطنين خاصةً العاملين بأجورٍ يومية أو أصحاب المنشآت الصغيرة الذين هم أحق بأن توضع لهم آلية عمل ليستطيعوا الاستمرار بعملهم لكنكم ذكرتم دولتكم بأن أي خلل سيحصل قد يُعيدنا إلى المربع الأول وهذا ما لا نتمناه إنما نريد دولتكم أن تُوضع التعليمات وضمن إجراءات يسبقها الوعي الصحي والذي بدأ الجميع يشعر به ويتلمسه من قِبل السواد الأعظم من المواطنين الذين أدركوا ويدركون خطورة الوباء.

دولة الرئيس لقد استبشرنا خيرًا ونحن نتابع خلو محافظة إربد من الوباء لمدة عشرة أيام إلا أن تفاجأنا بشخص لا أقول بأقل من مستهتر بحث عن مصلحته الشخصية بعدم التزامه بالتعليمات والإجراءات لذا وجب أن يُطبق عليه وأمثاله أقصى العقوبة وعلى كلِّ من ساعده وتهاون معه.

دولة الرئيس محاربتكم للمستهترين ومطلقي الإشاعات والمحرضين أصبحت واجب إنساني قبل أن يكون واجب قانوني لحماية المواطنين لأن الصحة وكما يقولون تاجٌ على رؤوس الأصحاء وهي الأساس في العطاء والعمل.

دولة الرئيس يُقال من أَمِن العقوبة فقد أساء الأدب ومن يُسيء الأدب وجب عقابه.