"همة وطن".. شركات تدير ظهرها للدولة واخرى تتبرع بالفتات

صندوق همة وطن : أرقام التبرعات لا تتناسب مع صافي أرباح شركات الكبرى.

 الرواشدة :حجم التبرعات لا يلبي الطموحات المرجوة.

 الدرعاوي : قيمة التبرعات لا تليق بالمأمول.


الأنباط -عمان-عمر الكعابنه


أكد المستشار الاقتصادي محمد الرواشدة لصحيفة الأنباط بأن حجم التبرعات غير كافي ولا يلبي الطموحات المرجوة من قبل البنوك والشركات الكبرى مشيرا إلى هذه بنوك والشركات جنت أرباح هائلة خلال العشر سنوات الأخيرة .

وأضاف أن من الحلول المقترحة لدعم الجهود الحكومية لمواجهة الأعباء الاقتصادية هو استيفاء نسبة 20% من صافي أرباح البنوك والشركات الكبرى للعام الماضي لدعم صندوق "همة وطن" مشيرا إلى هذه النسبة يمكن التوافق عليها بين الطرفين .

ودعا الحكومة لإعادة صياغة الموازنة العامة بحيث يتم تخفيض نفقات الرأس مالية بنسبة 30% وتخفيض النفقات التشغيلية بنسبة 20%, وتعجيل تحصيل 50 % من ضرائب الشركات والبنوك الكبيرة حتى تتمكن من خلق سيولة لها , وعمل خطة حوافز للقطاع الخاص بتخفيض الضرائب على جميع الشرائح .

وتمنى من وزارة التخطيط محاورة المؤسسات الدولية المانحة للقروض مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بإعادة جدولة الدين العام وتأجيل دفع فوائد هذه السنة وتأجيلها لسنوات قادمة حتى لا يكون العجز حجمه كبير .

وكان عبدالكريم الكباريتي قد صرح مؤخرا بأنه في المحن تظهر معادن الرجال وفي أزمة كورونا في الأردن ظهرت أصناف الرجال فمنها من وقف حائط إسناد ومنهم من اختبأ في جحوره بعدما شبع من خيرات , مشيرا إلى أن هناك عدد كبير من المقتدرين لم يساهموا بعد داعيا كل قادر إلى ضرورة الاستجابة وتلبية نداء الواجب.


في السياق ذاته صرح الخبير الاقتصادي سلامة الدرعاوي لصحيفة " الأنباط " أن قيمة التبرعات لا تليق بالمأمول بسبب عدم تبرع عدد من الشرائح مثل البنوك الأجنبية وغالبية شركات التأمين وشركات الطاقة وغيرها من الشركات والقطاعات منوها إلى أن هنالك عدد من أصحاب رؤوس الأموال لم يقوموا بالتبرع إلى الآن .

وأكد أن الحل المناسب لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الدولة يكمن في تخفيض أجور العاملين في القطاع العام كافة مثل القوات المسلحة والأجهزة الأمنيّة المختلفة والكوادر الطبيّة والصحيّة وغيرهم من الذي يعملون بشكل اعتيادي وأيضا تخفيض شامل للنفقات خلال الشهرين القادمين.

الأنباط قامت برصد ردود الفعل لمنصات مواقع "التواصل الاجتماعي" حول حجم التبرعات لصندوق "همة وطن" حيث عبر رواد منصات "التواصل الاجتماعي" عن امتعاضهم واستيائهم من حجم التبرعات الشحيح والذي لا يلبي للطموحات حسب تعبيرهم ,واصفين هذه التبرعات بـ "المؤسفة" مقابل ما قدمه الوطن لهم من تسهيلات ساهمت بشكل كبير لوصولهم لحد الثراء المشبع , مطالبين الحكومة الأردنية بالقيام بنشر أسماء المقتدرين الذين لم يساهموا في أزمة كورونا وإظهار الوجه الأخر لهذه الفئة من البشر, وخيرهم من جيب المواطن والبلد ويتوارون وقت الشدة.


يشار إلى أن حجم التبرعات في صندوق " همة وطن " الذي أنشأته الحكومة الأردنية مؤخرا لدعم جهود الدولة الأردنية لمكافحة وباء فيروس كورونا المستجد بلغ ما يقارب الـ 74 مليون دينار أردني حتى هذه اللحظة , موزعة على النحو التالي تبرعات البنوك والتي قدرت بحوالي 27 مليون دينار أردني , وتبرعات شركات المساهمة العامة الكبرى مثل البوتاس والفوسفات ومصفاة البترول وغيرها قدرت بـ 30 مليون دينار أردني وباقي التبرعات وزعت على شركات القطاع الخاص والنقابات العمالية وأصحاب رؤوس الأموال في الأردن , قيمة التبرعات للصندوق لا يتناسب مع قيمة الأرباح الصافية لشركات المساهمات العامة في العام "2019" والتي قدرت بـ مليار وربع المليون دينار بنسبة تبرعات وصلت إلى 3.5 بالمائة من قيمة صافي الأرباح لتلك الشركات والبنوك .