هرطقات معتزل في كهف مهجور,,,



بداية اقول انه لا يوجد في الاردن أي نظام أو حزب معارض، ولم ارى لغاية اللحظة منذ تأسيس الدولة ما يطلق عيه اسم المعارضة، فـ كل ما ترونه عبارة عن صعلكه سياسية مدفوعة الأجر لخدمة لوبيات داخلية وخارجية، حيث ان المعارضة نظام قائم بحد ذاته منظم وله أسس ومعايير وأنظمة وقوانين وبرامج وورشات عمل وندوات ومحاضرات وكفاءات علمية وسياسية واقتصادية واجتماعية وعقائدية.
وباللغة الركيكة أقول "ان كنتم رجالا وتعتبرون انفسكم اصلاحيون وسياسيون لا يشق لكم غبار، انزلوا الميدان انتم ومن معكم ومن يسيركم، وقوموا بإنشاء حزب معارضة ودعونا نرى ما هي البرامج السياسية والاقتصادية والاصلاحية لديكم، ولكن وبكل اسف انتم مجرد كائنات تنعق عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال البث المباشر بـ محتوى مستهلك مفرغ من اي فكر اصلاحي وهدفكم الرئيس التشويش والتلويث لأفكار البرولتاريين والكادحين وهذا هو مفهوم الصعلكة السياسية".
انا لست خائفا على النظام السياسي لدينا منكم، فالنظام لدية ادوات تحمية وتمكنه في كل زمان ومكان من تجاوز اي صعوبات، ولكن اخشى واخاف على ابناء شعبي وثقافتهم التي لا تنفكون العبث فيها واستغلالها، فهذه الثقافة لا يوجد اي شيء يحميها من سمومكم التي تبثونها، حتى باتت الفوضى الفكرية والتعويم السيريالي سيد المشهد في عقول معظمهم.
وفي المقابل يغزوني سؤال عن السبب الذي يقف خلف عدم شهرة كبار الصحفيين في الاردن على مواقع التواصل الاجتماعي ممن ساهموا في كشف العديد العديد من ملفات الفساد والتجاوزات المالية والادارية للحكومات عبر التاريخ,,.؟ يا ترى لماذا لا يملكون متابعون كثر هذا اذا علمنا ان مجرد ذكر اسمائهم امام المسؤولين يحدث زلازل وبراكين..؟.
بينما نرى شخصيات هلامية لا فكر ولا تاريخ نضالي او سياسي او تعليمي حتى، بعضهم ملتصق بـ مهنة "الصحافة" خاصة ذلك الأمعة الذي ينعق كل خميس والذي ما زالت ساعته المهنية متوقفه عند محطات لم يعد يسكنها سوى الاشباح, وبعضهم الاخر لا نعلم من اي برشوت سقط او خرج على منصات التواصل الاجتماعي، واصبح لدية متابعين بالاف وهو لا يجيد الحديث لمدة خمس دقائق عن موضوع واحد يتسلقط هنا وهناك على هفوات يرسمها بأوهامة الافلاطونية، ينتهجون سياسة اعادة احياء الاموات, يحصدون بين ليلة وضحاها مئات الالاف من المتابعين والمعجبين والمتفاعلين معهم, علما أننا لا نجد في تاريخ حياتهم اي انجازات حقيقية في العمل الصحفي كمهنة صحفية, وجل ما نراه في تاريخهم مجموعة من الصور مع شخصيات اصبحت عظامها مكاحل تحت التراب ولا ندري ايامها اكانت هذه الصور مجرد صور ام مشاركات بفساد حاصل.
ومن المفاصل التي يجب ان يعلمها القريب والبعيد ان النسيج الاجتماعي والمكون للدولة الاردنية اجده من اشرس واكثر الانسجة الاجتماعية في العالم تعقيدا, وهذا مدلولة انه يصعب على اي قوى ما لم تكن قوى عسكرية او قوى يرغبها النسيج ذاته السيطرة عليه او تسيسيه وتوجيهه.
فالجميع يعلم ان هناك العديد من الدول العربية والغربية اضافة الى بعض الاحهزة الاستخباراتية وسفارات دول يعرفها الجميع قد دفعت ملايين لا بل مليارات لمحاولة العبث بالنسيج الاجتماعي الاردني والسيطرة عليه وتوجيهه بحسب مطامعهم وهذا طبعا يدخل في دائرة العولمة كما تعرفون, ولكن النتيجة كانت صادمة بالنسبة لهم ولطموحاتهم حيث واجهوا صعوبة بالغة ونسيج اجتماعي غريب جدا لا يمكن السيطرة عليه, حتى ان غالبيتهم اصبح الان يلعب على اوتار قديمة ومستهلكه.
وعودة على الثله التي تسيس وتوجه من قبل قوى داخلية وخارجية فإنها تعتقد ان باستطاعتها السيطرة على النسيج الاجتماعي بمجرد خاصية بث مباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي, خاصة بوجود "حراك شعبي" ضد الاجراءات الحكومية والتي قامت تلك الثلة بتبني هذه الحراكات والانخراط بسهولة تامة مع قاداتها من خلال خاصية قذرة فعلوها تكمن في رفع السقوف وجعل المناصب السيادية في الدولة مناصب هلامية يسهل التشكيك بها والحديث عنها بصورة سيئة دون اسناد موثق لتكن مفتاح سحري يسيطرون به على هذه الحراكات وفشلوا بذلك لصعوبة تعقيد النسيج المكون منه هذه الحراكات.
أيضا تتضح التغذية بشكل رهيب في حياتهم البسيطة وفي معتقداتهم وطريقة تسلسل الافكار التي تبنوا الحديث فيها, فلوا ركزتم على مخرجاتهم منذ القدم وقارنتم ذلك بالتغييرات التي تحصل على مخرجاتهم في كل فتره ستتضح امامكم طريقة التغذية من تلك القوى الخفية التي نقلتهم هذه النقله.
ايضا من جانب اخر وجدت ان سيناريو صناعة غالبية الاشخاص في الخارج - المتصدرين الساحة - مشابهة تماما لمن تمت صناعتهم في الداخل ابان احداث الربيع العربي الفاشل في الاردن.
والدليل على ذلك انه عندما بحثت في التسلسل التاريخي لحياة كل منهم سواء شخوص اليسار او شخوص في اليمين لم اجد مراحل لمحطات عصامية نجحوا فيها بمجهودهم ومثابرتهم, ويتضح تماما ان هناك قوى خفية نقلتهم نقلة نوعية سواء على الصعيد المادي او المكانة الاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلية استنتج ان هناك عراب واحد لصناعة هذه الكاريكتارات بحسب التوجيه مرة لليمين ومرة لليسار وقلة قليلة لافتعال الازمات, ويبدو ان هذا العراب يختار الشخصيات بعناية فائقة لكل طرف يطلب منه ذلك.
المضحك في الامر أن تدني مستوى التنمية الفكرية السياسية لدى الغالبية العظمى على مواقع التواصل الاجتماعي قادهم الى اطلاق وصف "المعارضة" على من يبثون من الخارج, وهذا دليل مادي ان غالبية متابعينهم مجرد برولتاريا رثه وليس ممن يحملون الفكر السياسي الاصلاحي.
ومن البديهي جدا وما هو معروف في العرف الثوري للثورات التي سبق ان قادها رجال عبر التاريخ ان البرولتاريا الرثة هي وقود يستخدمه الثوريين في حالات الضعف لانها تتميز بمخرج الفوضى سواء الواقعية ام تلك الفكرية, والهدف من هذه الفوضى اخراجهم من زوايا الضعف التي يزجون فيها احيانا.
فلو أن السواد الاعظم من هذه البرولتاريا ثقف نفسه بمفاهيم النظم السياسية ومن ضمنها المعارضة لما احدث مثل هؤلاء المفرغين من الفكر السياسي الاصلاحي هذه الفتنه الحاصلة والتي كانت نتائجها واضحة تماما للجميع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين مد وجزر, وهنا تكمن نقطة ضعف وفشل منظومة التنمية السياسية للحكومة وآلية تطبيقها للخروج بشعب واعي وناضج سياسيا يستطيع التفريق بين مفهوم المعارضة الاصلاحية وبين ما اسمية "الصعلكة السياسية".