ماذا يعني عدم تسجيل اصابات كورونا جديدة في الأردن الجمعة؟
الأنباط -استقبل الأردنيون اعلان وزير الصحة الدكتور سعد جابر الجمعة عدم تسجيل اصابات كورونا جديدة في المملكة خلال الـ 24 ساعة الاولى من حظر التجول الشامل، رغم اجراء أكثر من 1500 فحص كورونا، بتفاؤل كبير.
الوزير جابر خلال اعلانه عدم تسجيل اصابات جديدة وتسجيل 9حالات شفاء، أكد أن ذلك لا يعني انتهاء الوباء في الأردن، ولكنه يدل ان التزامنا جيد والزيادة في الالتزام تسرع من عودة الحياة الى طبيعتها، فماذا يعني عدم تسجيل اصابات جديدة الجمعة؟
الأنباط وجهت هذا السؤال الى عدد من الخبراء والمختصين، والذين اتفقوا على ضرورة الانتظار وعدم التعجل في الحكم.
الناطق باسم اللجنة الوطنية للاوبئة الدكتور نذير عبيدات قال إن عدم تسجيل اصابات جديدة ليوم واحد لا يختلف كثيرا عن تسجيل 10 اصابات (أكثر او اقل) يوميا.
وأكد عبيدات أن عدم تسجيل اصابات يكون له دلالات جيدة اذا استمر لعدة ايام متتالية، مشيرا الى أن ذلك لا يعني عدم تسجيل اصابات جديدة السبت.
وبين أن هناك اشخاص مخالطين لمصابين قد يكونوا حاملين للفيروس لكنهم يحتاجون الى عدة ايام حتى يثبت اصابتهم به او تظهر عليهم اعراض الاصابة، وهذا يتطلب اعادة الفحص مجددا.
عبيدات والذي حذر من الافراط بالتفاؤل، منح الأردنيين جرعة منه بقوله: "ظهور اصابات جديدة خلال الايام القادمة لا يعني ان وضعنا سيء، فتسجيل اصابات باعداد قليلة خلال الاسبوع الماضي وبشكل متتالي وصولا الى عدم تسجيل اصابات يعني أن السيناريو الأردني من السيناريوهات الجيدة عالميا".
المحاضر بكلية الطب في الجامعة الأردنية الاستاذ الدكتور ايمن مسمار، وضع تحليلين اثنين لعدم تسجيل اصابات كورونا جديدة في الأردن الجمعة.
التحليل الاول بحسب مسمار هو أن الاستقصاء الوبائي الذي اعتمده الأردن خلال الفترة الماضية كان قائما على دراسة الحالات القادمة من الخارج ومخالطيهم وهي الدرجة الأولى والثانية من الوباء، مشيرا الى أنه حتى هذه اللحظة سجل عدد قليل من الحالات غير معروفة المصدر وهي (درجة ثالثة).
وبين أن جميع الفحوصات الاخرى لغير المخالطين "العشوائية" على قلتها لم تظهر توطن المرض في المجتمع الأردني.
واشار الى أن ذلك يعني أنه خلال الأسابيع القادمة قد يظهر عدد محدود من الحالات العشوائية والتي يمكن متابعة تقصيها وعزلها، متمنيا أن يكون هذا تفسير عدم تسجيل اصابات الجمعة.
اما السيناريو الاخر وهو الاخطر، يقول مسمار إن جزء من الحالات قد يكون ما زال في مرحلة الحضانة والتي قد تمتد إلى ٣-٤ أسابيع، والجزء الآخر موجود لكنه بلا أعراض أو أعراض خفيفة، ولربما هي قادرة على نقل الفيروس لاسابيع بعد الإصابة الأولية، وبالنظر للمجتمع الأردني فإن معظم الناس لا يطلبون الاستطباب الا عندما يشتد المرض فهذه الفئة لربما تظهر خلال الاسبوعين القادمين وعلى شكل إصابات شديدة أو وفيات.
واشار البروفيسور مسمار الى وجود ما هو غريب في أن تكون اصابة واحدة في إربد تسببت بنقل الفيروس الى ما يزيد عن ٥٠ شخصا، فيما اصابات كثيرة مخالطوهم أصحاء.
اما وزير الصحة الاسبق والمحاضر بكلية الطب في الجامعة الأردنية الدكتور مجلي محيلان كان أكثر تفاؤلا، بقوله إن عدم تسجيل اصابات جديدة ليوم بعد تسجيل اصابات قليلة بشكل متتالي هو مؤشر جيد وجميل لكنه يحتاج الى الحذر.
واتفق محيلان مع عبيدات بتأكيده أن عدم تسجيل اصابات ليوم الجمعة لا يعني عدم تسجيل حالات جديدة السبت، متمنيا ان يستمر مؤشر الاصابات في الأردن بالانخفاض والاستقرار، موضحا أنه طالما بقيت الاصابات اليومية أقل من 15 فهذا يعني أن الوضع ممتاز.
واشار الوزير الاسبق الى أن عدم تسجيل اصابات الجمعة قد يكون ناتج عن الصدفة، ولذلك علينا الاستمرار في التباعد الفيزيائي بين الاشخاص والتركيز على الاجراءات الوقائية داخليا وعلى المستوى الدولي.
وبين أن لدى الأردنيين رصيد جيد من المناعة، وذلك بسبب المطاعيم الطبية وعلى رأسها مطعوم مرض السل.
وتوقع محيلان في رواية متفائلة أن يكون الأردن سيطر على الوباء داخليا في الفترة بين العيدين الفطر والاضحى، مشيرا الى أنه حتى ذلك الوقت سيكون قد استطاع الأردن التمكن من آليات التعامل مع القطاعات الصناعية وديمومة الانتاج في زمن الكورونا، اضافة الى آلية التعامل مع القادمين من الخارج.