إدارة الأزمة..الأردن لدينا نموذج وتجربة..
الأنباط -إدارة الأزمة..الأردن
لدينا نموذج وتجربة..
يمر العالم بمجمله بأزمة عالمية غير مسبوقة منذ الحرب الكونية الثانية متمثلة بالوباء الكوني الغادر كورونا، كورونا اللامرئي دخل الكون من بواباتة الواسعة فعطل الحياة واوقف الاقتصاد وبدأ يغير كثيرا من أنماط الحياة، والعالم كله يواجة تحدي الحياة أمام هذا الوباء الخفي، وفي الحالة الوطنية الأردنية مررننا بأزمات بطريقة واخرى وتجاوزنا عثرات في الاقتصاد والسياسة والمجتمع عبر قرن من زمن التأسيس للدولة الأردنية الحديثة، وهذه المرة ها نحن ومع العالم اجمع نواجه تحدي وباء كورورنا الغادر، هذه المرة الحدث ليس حدثا محليا ولا إقليميا بل عالميا تجاوز الحدود والجغرافيا مجتاحا الدول غنيها وفقيرها متحضرها وناميها وحتى نائمها.
ولأن تاريخنا القريب جدا وعلى الاقل العقد الاخير قد واجه أزمات كتفاعلات الربيع العربي والازمة الاقتصادية وانسدادات في بعض محطات منظومة الإصلاح الشامل ،فإن القياس بالقياس على ما تواجه الدولة الأردنية من تحدي احتواء وباء كورونا وطريقة التعامل مع الأزمة يوحي بأننا وبصدق نتغير وتتصرف الدولة بطريقة مختلفة غير مسبوقة على الاقل في العقد الجاري، نعم غير مسبوقة من حيث إدارة المشهد وضبط الإيقاع وجسر الهوة بين الدولة والمجتمع،
يتذكر الاردنيون كيف كنا نواجه أزمات بسيطة بطرائق غير منهجية فتصبح بلا إرادة أزمات نوحل فيها مع كل خطوة وتصريح، فنتذكر حادثة غرق وادي ماعين.. البحر الميت وحوادث الفيضانات، وازمات الاضرابات إبان الضريبة والتعليم وغيرها، تتذكرها ونشاهد ما يحدث الأن في المركز الوطني لادارة الأزمات، ونستشعر الفرق في الأداء والخطاب والإدارة.
فهذا المركز المؤسس منذ عقد ويزيد بدا يؤتي أكله، لتصبح منصة المركز المزدانة بشعارة محج قلوب وعقول الأردنيين في تقاريرها ومواجزها، وعلى تلك المنصة يتداور أطراف إدارة الأزمة كل يدلي بتقريره وتوجيهه بصيغة تكاملية اندمج فيها الجهد الوطني بكل اذرعه العسكرية والمدنية والأمنية في انسجام لم نعتادة ولم يشهده اغلب الاردنيين سابقا، نعم مشهد يوحي بالثقة رغم ثقل المهمة، مشهد يوحي بتكامل المؤسسات رغم التحدي والمعطيات الصعبة ،مشهد يقرب المسافات ويجسر الهوة ويعيد الثقة في السلطة التنفيذية، تلك الثقة التي اضطربت وتصدعت طويلا، مشهد احبة الاردنيون رغم مأساة معطياته وآلام اخباره، لكنه مشهد التحدي ،تحدي الوطن مع القدر، في معركة لم يختارها احد ولم يتمناها احد،
نعم عقد من الزمن على انشاء المركز، زرعا وطنيا مؤسسيا ها نحن نقطف أولى ما ظهر من ثماره، بجنودة المعلومين والمجهولين ولا مجهول فيهم.
إنه النموذج الذي يريده الجميع والذي يثبت ان الدولة قادرة على الإدارة بمؤسسية ومنهجية علمية كل أزماتاتها لا أكثر الله منها، فمع اننا في خضم الأزمة وفي مديات تفاعلاتها وليس من الحكمة الذهاب بعيدا في التقيم الشامل، إلا أن البدايات تشير للنهايات والمكاتيب تقرأ من عناونينها، ولنا ان نفخر بهذا العنوان الصرح الشامخ ولنا ان نطمح وندعوا الله ان تتوج هذه الجهود باحتواء الأزمة وتداعياتها على الوطن الأردني بشرا وحجرا ومؤسسات، والطموح الاكبر ان تكون هذه التجربة المستمرة تأسيسا منهجيا لما بعدها في إدارة ما بعد الأزمة وأثارها، وان يتجاوز الوطن وأهله هذه الأزمة بأقل الخسائر والاثمان لتكون التجربة نموذجا يحتذي حذوه الأخرين ،نموذجا يعزز لدينا الثقة بأننا قادرون على تجاوز ازماتنا بالادارة الحصيفة والتكامل بين المؤسسات طبقا لمهامها وواجباتها.
في الختام وكما كان التوجيه الملكي السامي بأن كل فرد هو جندي وكل من موقعه وقدرته، فإن النجاح يتكامل ويتحقق بمقدار تعاون الجميع وتفاعلهم مع توجيهات وتعليمات إدارة الأزمة التي حازت ثقة الجميع، لإنجاز المهمة وليعود كل إلى موقعه وأداء دورة، وهذا يتأتى بتفاعل المواطن مع التعليمات والأوامر لانه هو هدفها ومفتاح نجاحها، نعم المواطن الفرد والعائلة هو أساس استكمال منظومة هذا الأداء المنهجي لمؤسسة الدولة بكل ادواتها وعير منصة إدارة الأزمات، ولنتذكر ونقدر دوما الآف من نشامى ونشميات هذا الوطن الذي يعملون بصمت خلف الكواليس في تسيير المؤسسات والنشاطات الحيوية وحفظ امنها وضمان ديمومتها،
لنا ان نعتز بما ننجز ولنا ان نطمح للمزيد وإن خالط الأمر هنة هنا أو تجاوز هناك بقصد او بغيره، فلنحمل بعضنا ولنتحمل بعضنا فمصيرنا مرتبط بنجاحنا جميعا، ولنؤجل شيئآ من طبائع الحياة وتنافسها وتدافعها إلى حين ،فما هو أمامنا اكبر والتحدي في مواجهة الوباء أعظم، وليسدد الله الخطى لثلة من الخيرين يقدمون للوطن، ويحفظ الوطن شعبا وقيادة هو نعم الوكيل.
ولله الأمر من قبل ومن.