وطن لا نحميه لانستحق العيش فيه ي
الأنباط -
يتميز المجتمع الأردني بنسيجه الاجتماعي والذي يشكل لوحة فسيفسائية متناغمة، فالمجتمع الأردني متضامن متأخ ومتعاون يسود بين مواطنيه قيم الشهامة والنخوة والمروءة فهل سنسمح لانتشار فيروس كورونا أن يضر الوطن الذي وحد صفوفنا.
اعتزازنا كمواطنين أردنيين نفخر بانتمائنا لهذا الوطن الذي قدم للجميع ولم يبخل على أبنائه في يوم من الأيام، اليوم آن الأوان لرد الجميل لوطننا المعطاء، اليوم وطننا بأمس الحاجة إلى وقوف مواطنيه لدعمه ودعم اقتصاده، خاصة فيما نعانيه من تداعيات فيروس كورونا الذي جمد الحركة الاقتصادية بشكل كبير.
حينما كان الخيار بين الإنسان والاقتصاد اختارت الدولة الإنسان، وحين يصير الخير بين الخراب والوطن علينا أن نختار الوطن.
نكتب اليوم رسالة إلى أصحاب رؤوس الأموال والاستثمارات الذين يقع على عاتقهم حمل الوقوف لدعم الأردن، الوطن، الذي طالما وفر لهم البيئة الآمنة ليحصدوا نتاج استثمارتهم، ودعمهم طيلة تلك السنوات، الوطن اليوم يحتاج من يساعد بتخفيف الأثر على الاقتصاد والخروج من الأزمة بشكل سلس وبأقل الأضرار.
على أصحاب رؤوس الأموال التفكير بصورة معمقة، فهم بتبرعم لا ينقذوا حالة لا تهمهم، بل هم بتراعتهم يحمون استثماراتهم أيضًا من الانهيار، فالبطالة والفقر سيكونان أبرز ما يقد تخلفه أية أزمة اقتصادية وطنية كبيرة .
كل من هو قادر على التبرع عليه أن يتبرع، فهو ما نحتاجة الآن كي نحمي اقتصادنا ويبقى الأردن صامدا، فاليوم يجب أن تظهر قيم النخوة والشهامة والخوف على الأردن، وأن نقف جميعا ونتعاون في دعم جهود استجابة الحكومة لهذا الوباء.
توقفت الحياة في أزمة كورونا وتعطل المواطنون عن العمل للمكوث في البيت، كان ذلك من ضمن الإجراءات التي طبقتها الأردن خوفا من تفشي المرض بين المواطنين، ولأن المواطن أغلى ما نملك، يراهن الأردن دائما للحفاظ عليه.
ارتفع حجم الطلب على السلع التموينية وخدمات الاتصالات وخدمات الترفيه من خلال الإنترنت نتيجة بقاء المواطنين داخل منازلهم، وهذه من القطاعات التي من الواجب عليها أن تمد يد العون للحكومة والمؤسسات الاجتماعية عبر تقديم الدعم المالي، كي نحقق التوازن الاقتصادي الضروري لعدم الدخول بأزمة اقتصادية حادة.
فحماية النسيج الوطني الاجتماعي من الانيهار واجب علينا جمعيها، كي لا يتفشى الفقر والبطالة بين مجتمعنا المناضل، يجب أن تتكاتف الأيادي لتقديم يد العون بالتبرع لخزينة الدولة او صندوق "همة وطن" الذي أنشئ بموجب أمر الدفاع رقم (٤) لمكافحة فيروس كورونا المستجد ويستقبل التبرعات من داخل وخارج المملكة.
أعلنت مؤسسات من القطاع العام والخاص وقوفها مع الوطن بالأزمة وتبرعت لوزارة الصحة لمواجهه تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى إعلان عدة حملات ومبادرات عن تقديم الدعم المالي للوقوف إلى جانب الأردن، منها حملة (افزع للأردن)، من الجالية الأردنية بالكويت، فأينما كنا خارج الأردن أو داخله يجب أن ننهض بالوطن.
اليوم لا نملك إلا خيار الوقوف مع البلد الذي حمانا وشعرنا بحضنه الدافئ، لنحمي مجتمعنا ووطننا من الانهيار، والتصدي لهذا الوباء الذي بات يهدد العالم بأسره، فمثلما نخاف على بيتنا الصغير من الانهدام، لنحمي بيتنا الكبير ليبقى حصنا يحمينا ويحمي أبناءنا من بعدنا.