رسالة سلام وإزدهار إلى شبابنا الاردني في المملكة الاردنية الهاشمية وخارجها في ظل أزمة وباء كورونا COVID19
الأنباط - من منطلق المسؤولية الإجتماعية والوطنية وإيماناً منا بدور الشباب الأردني بصناعة مستقبله، حينما تتحول التحديات الى فرص لابد من استغلال تلك الفرص لتكون بداية جديدة ومستمرة، فأنتم طاقتنا الكبيرة والطموح والحماسة والسعي نحو المعرفة والتطلع الى المستقبل بكل ثقة وعزم.
يا شباب الأردن ثقتنا بكم كبيرة أنتم الفرسان الحاملون لرسالة الوطن والساعين لإزدهارها ومن خلالكم نأمل بحصد النجاحات والإستقرار والتميز بمساهمتنا جميعا بتجاوزنا هذه الأزمة والحث على الإلتزام بقرار حظر التجوال حفاظًا على سلامة أبناء شعبنا وأردننا الغالي الذي نعمل من أجله ونريد تجنيبه من خطر انتشار فيروس كورونا، ادعوكم للإنتصار على الذات، وأن تتحملوا بصبركم المعهود البقاء في منازلكم لمدة محدودة، سيكون لها بالغ الأثر في تجنيب بلادنا وأهلنا من خطر هذا الوباء، أنتم من له الدور الأساسي وانتم الفئة الأكثر إستعدادًا لتقبل الجديد والتعامل معه والتكيف بسهولة دون إرباك لأنكم الشريحة الأكبر في مجتمعنا وأنتم الأقدر اليوم في ظل هذه الأزمة والظروف الإستثنائية والجديدة على العالم أجمع.
أيها الشباب دولتنا الأردنية مهتمة بكم وبقضاياكم واهتمامها نابع من ايمانها العميق بأنكم على قدر عالٍ لحمل أمانة المستقبل بكفاءة، لذا يكمن دوركم اليوم لتعزيز روح المسؤولية المجتمعية ليتم القضاء على كل الظواهر السلبية في المجتمع وعلى رأسها الإشاعات. فالإشاعة ظاهرة خطيرة في المجتمعات حيث أنها أخطر الأسلحة المدمرة، فقد أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تسهيل وصول المعلومات والشائعات إلى الأشخاص في مختلف أرجاء العالم، مما يجعل الخطر الناجم عنها أكبر و خصوصاً في ظل هذه الظروف التي يمر به الوطن والعالم أجمع، فبدلاً من أن تكون وسائل التواصل الإجتماعي مصدراً لنشر الإشاعة والخوف والهلع بين الناس، يجب أن تستغلوها كشباب بطريقة تبعث في المجتمع روح التكاتف والتضامن وأن تجعلوها مصدر لبث الإيجابية والطمأنينة والتوعية والإرشاد، هذا هو دوركم اليوم لنبقَ أقرب لبعضنا البعض في ظل التباعد الإجتماعي بين أفراد المجتمع على أرض الواقع نتيجة سياسات العزل والحجر وحظر التجوال المفروض علينا رغماً عنا للحفاظ على أرواح المواطنين ومقدرات الوطن .
أيها الشباب اليوم ثقافات الشعوب تنعكس و تنكشف أثناء الأزمات، والأردن نموذجاً في التلاحم والتعاضد على قلب رجل واحد ويجب ان يتجلى الانتماء بصورة عالية جداً من خلال الإلتزام بقرارات الدولة الاردنية و مؤسساتها واتباع التعليمات الصادرة عنها بحس عالٍ من المسؤولية والوعي، لا شك بأن المملكة الاردنية الهاشمية أثبتت جدارتها بإحتواء الأزمة بوقت قياسي بتطبيق قانون الدفاع لمواجهة هذا الوباء ، في إطار ما اتخذته من إجراءات احترازية ووقائية للتصدي لفيروس الكورونا (Covid19)، وما تقوم به من إجراءات وخطط للتعامل مع المرحلة القادمة وهي المرحلة الأصعب، بما يسهم في مكافحة الفيروس والوقاية منه. جهود جبارة تسجل للدولة الاردنية على مستوى العالم أجمع وأثبتت أنها تعمل على قدر عالٍ من المسؤولية بالرغم من محدودية مواردها، وبالرغم من الأزمات التي تحيط بحدودها من كل جانب، مؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يزال من الممكن "السيطرة على هذا الوباء بالتصرف بمسؤولية ووعي الشباب.
أيها الشباب أنتم ثروتنا وأملنا في زمن الكورونا فاجعلوها فرصة لكم بالتقدم والتطلع الى الأمام، الوطن يتكأ عليكم في ظهور إبتكارات تكنولوجية وعلمية وعملية متطورة على قدر خطورة ما يمر به العالم من أزمات تختلف صورتها وكينونتها عما سبق. الأزمات كانت سببًا لبروز تقنيات وبرمجيات جديدة مبتكرة في العالم كطائرات المراقبة والروبوتات الآلية في المستشفيات وبرامج تحديد وتشخيص المصابين في الجوار. وبرامج أخرى تساعد الناس في الحجر الصحي، وتحل الكثير من المعضلات التي تواجه الدوله في السيطرة على الوباء بالرغم من الخسائر الكبيرة التي ستنتج عن انتشار هذا الوباء وتداعياته على الاقتصاد.
أنتم اليوم صمام الأمان الأول للدفاع عن هذا الوطن الغالي في مختلف الظروف والمواقف والتحديات .
فلنكسب على الأقل ثقتنا بأنفسنا ولنشعر بأننا بالفعل قادرون على مواجهة التحدي والخروج من هذه الازمة بمجهوداتنا الفردية، التي ليست سوى وعينا بحجم التحدي والعمل على تجاوزه بشكل حضاري وجماعي بعيدا عن الأنانية التي قد تلحق الضرر بنا جميعا، فمواجهة هذه الازمة لايقع على عاتق الدولة فقط بل الدور الأساسي والحمل الأكبر يقع على عاتقنا كشباب بالإلتزام بالتعليمات لاحتواء هذا الوباء.
كلنا فخر بكم، وبالجهود المبذولة في ثقافة التطوع، لخلق جيل قادر على العطاء متسلح بجميع القيم الحميدة التي تنمي شعور المواطنة الصالحة . وعمل مبادرات وطنية جماعية وفردية مع مؤسسات الدولة وضمن تعليماتها.
كلنا مسؤولون وإستشمارنا فيكم إيجابيا في العلم والمعرفة وخدمة الوطن بسعيكم الى تحقيق الأفضل، حب الوطن يجمعنا ومستقبل الأجيال أملنا وستبقى قناديلنا مسرجة في ظلمة الليالي ولن نقل فليكن ما يكن بل سنقول فليكن ما يجب ان يكون.
سيتذكر التاريخ يوما ما أن دولة صغيرة على خارطة العالم ، كبيرة في عطائها تدير أزمتها بوعي شبابها وثقتهم بقيادتهم الهاشمية وجيشهم العربي المصطفوي، وبكل فخر تمتلأ النفس بالعزة والشموخ.
مستبشرين خيراً فيكم بالتعامل مع الأزمات بوعي ومسؤولية وإقتدار.
حماكم الله وحمى وطننا الغالي من كل شر وسوء.