أردنيون بحجم التحدي.. يدا واحدة خلف الوطن
الأنباط -
سجل الوطن في أزمة كورونا صفحة جديدة من صفحات الانجاز والفخر، بقدرته قيادة وحكومة وشعبا في التعامل مع هذه الآفة والوباء بحنكة ومؤسسية وجاهزية عالية رغم الصعوبات والتحديات الاقتصادية التي تعاني منها دولة كالأردن.
شفافية حكومية في تقديم المعلومة، ومتلق أردني يستوعب ما يطلب منه، ومعادلة ناجحة بامتياز يقودها الآن وطن بأكمله، وجيشنا المغوار يبث الراحة في صدور الأردنيين عندما نجده بيننا في الشوارع، يلبي النداء، وهو طالما كان عنوانا لحب المواطنين واخلاصا للوطن والمواطن.
المسألة لم تعد أرقاما تزيد يوما بعد يوم بخصوص أعداد المصابين، وإنما غدت تحدي على قدرتنا على تخفيضها باتجاه التخلص منها تدريجيا وذلك لن يكون دون تعاون من أبناء الوطن ممن أثبتوا في كل المعارك والأزمات أنهم على قدر كبير من الوعي، ويملكون ما يكفي من المسؤولية في الاستماع لتوجيهات الحكومة التي لا شك أنها تحقق منجزا تلو الآخر، ولا تألوا جهدا في بذلك كل ما بوسعها من أجل أردن خال من هذا الوباء، الذي أربك العالم واقتصاده واستقراره.
قرارات أمس كانت في وقتها، وفي غاية الأهمية، فانتظار انتشار كورونا بين الناس بصورة تصعب بعدها السيطرة عليه، خطر جدا، لذا فخير وسيلة للهجوم هي الدفاع، واتخاذ الاجراءات الاحترازية التي تؤدي إلى ضمان الاستقرار والهدوء وتحقق الأمن الصحي الذي نريده ونبحث عنه.
الدولة بكافة مكوناتها، من قيادة وشعب، قادرة على تجاوز الأزمة، إن لم يكن اليوم، فحتما سيكون ذلك غدا، والمطلوب منا هو أن نكون ايجابيين في تعاطينا مع القضية بعيدا عن السلبية والأنانية، والتسابق نحو بث الأخبار غير الموثقة والاشاعات التي من شأنها أن تهز وطن بأكمله خصوصا في ظروف قاسية كتلك التي نمر بها.
الانصياع لقرارات الحكومة واجب وطني، على الصغير والكبير أن ينفذه، من هو مقتنع أو غير مقتنع، من يريد أو لا يريد، فلا مكان للمزايدات والفزلكة والفلسفة، حتى لا مجال للنقاش، فلننفذ ثم نبحث بباقي الأمور.
التهافت على الأسواق لا يجدي نفعا، فحديت الحكومة واضح تماما، المخابز لن تغلق، المحال الصغير والمؤسسات الاستهلاكية العكسرية والمدنية مفتوحة أمام الجميع، ومخزون المملكة من المواد الغذائية والطبية يكفينا لأشهر وأشهر، والقلق والارتباك لن يفيد، بل يضر ويؤزم الموقف أكثر وأكثر، فالتجمعات هي المدخل الوحيد لهذا الوباء لكي يغزوا أجسادنا، وينشر الفايروس بيننا.
فلنهدأ قليلا، فلن نموت جوعا، ولن نمرض دون أن نجد علاجا، ولن نحبس في مازلنا لأشهر عديدة، فإذا ما استمعنا لما تقوله الدولة ربما لا نحتاج لأكثر من 20 يوما، نعيشها بهدوء وتروي.
كلنا خلف هذا الوطن، نغني له شعاراتنا، فلنمنحه هذا الحب عمليا وعلى أرض الواقع، ولنلف أكتافنا معا لنكون سدا منيعا ضد الوباء، ونكون مثالا يحتذى به في جميع أنحاء العالم. قادرون على ذلك بلك سهولة ويسر. فلنبدأ ولا نتأخر.