أزمة كورونا العالمية لم ترحم الفر وفات الاقتصادية والسياسية والبيئية والعلمية التي تتفوق فيها دول العالم المتقدم أو ما تسمى بدول العالم الأول على باقي دول العالم وبالأخص دول العالم الثالث والرابع والتي يصنف فيها وطننا الحبيب كأحد الدول المتواجدة ضمن ما يسمى بالعالم الثالث.

و على الرغم من تلك التصنيفات والفرو قات التي تصب وبلا شك في مصلحة دول العالم الأول إلا أن الأردن يعيش حالة من السيطرة على وباء كورونا العالمي نتيجة لقرارات حكومته العملية والتي تساهم في حماية مواطنيها من انتشار الفيروس بشكل كبير وبمساعدة وعي شعبه المدرك لخطر هذه الأزمة وأثارها .

في السياق ذاته قامت الحكومة الأردنية مشكورة باتخاذ قرار فاجئ الجميع والذي أوصفه بالقرار الحكيم بــ الحجر الصحي الإجباري على ألاف من أبناء الوطن القادمين من الخارج في فنادق البحر الميت للتأكد من خلوهم من الفيروس ولإكمال حياتهم مع عائلاتهم وأحبتهم دون أن يضروا بهم وبالمجتمع .

لكن ما أثار فضولي هو ردود الفعل السلبية من قبل بعض هؤلاء المواطنين والتي أشعلت منصات مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت الرأي العام حول القضية خصوصا بعض الفيديوهات التي قارن بها البعض بين الأردن الدولة ذات الموارد المحدودة ودول العالم المتقدمة.

و التي تعاني الأمرين من أزمة كورونا العالمية ولم تجد له الحل رغم تطورها العلمي ومواردها الاقتصادي وقوتها السياسية عكس الأردن الذي يسيطر إلى حد كبير على الأزمة رغم قلة موارده الاقتصادية والصحية مقارنة بالدول التي أشار إليها البعض خصوصا في أوروبا وأسيا .

وأتساءل هنا إلى متى ونحن لا نقدر ما يفعله هذا الوطن وما يقدمه من تضحيات و إجراءات لحمايتنا من هذا الوباء الذي استعصت عنه دول عظمى, ولم تستطع السيطرة عليه وأنا اجزم من منبري هذا لو أن تلك الدول التي كانوا مقيمين فيها البعض من مواطنينا أصدرت قرارات مشابهة لقرارات حكومتنا لرأينا كم هائل من المدح لتلك الدول فكفانا تجريحا بوطننا ولنطبق قرارات حكومتنا لنخرج من هذه الأزمة منتصرين ولنكن مثال يحتذي به في إرجاء المعمورة.