الأمة الأفغانية واحتفالها بالانتصار



بينما اعلامنا مشغول بتداعيات انتشار وباء الكورونا احتفلت الأمة الأفغانية للمرة الثالثة في تاريخها الحديث بتحقيق الانتصار على أعتى آلة عسكرية في العالم، وهزيمة الامبراطورية الامريكية بعد مقاومة شرسة استمرت 19 عاماً، كما احتفل اجدادهم من قبل بهزيمة الامبراطوريتين البريطانية والروسية وإنسحابهم المذل من افغانستان، وها هي حركة طالبان التي كانت الإدارة الامريكية ترفض التفاوض معها باعتبارها حركة إرهابية، تفرض نفسها وتستعد لإعادة بناء إمارتها الإسلامية في كابول للمرة الثانية، وتلقي بالعملاء كرزاي واشرف غني وحكوماتهم الكرتونية الى مزبلة التاريخ ...

تنسحب امريكا بعد عقدين من بدء العدوان على أفغانستان بطريقه مخجلة كما انسحبت من فيتنام ولبنان والصومال، بإتفاق سلام كان بمثابة ورقة توت قدمتها لها امارة قطر لتغطي بها عورة الهزيمة والخنوع لشروط الطرف المنتصر، ويعترف الرئيس المتعجرف ترامب بالهزيمة بإعلانه انسحاب قواته تدريجيا، وإنهاء أطول حرب خارجية في تاريخ الولايات المتحدة، بعد إنفاق أموال طائلة، ومقتل مئات الجنود في هذه الحرب الخاسرة، هل سيتعظ العرب من التجربة الافغانية في هزيمة امريكا وربيبتها اسرائيل وتحرير اوطانهم ؟ ليس الامر بالصعب، فأمريكا واسرائيل ليستا محصنتين اذا ما توفرت ارادة القتال والتحدي وهمة الرجال الرجال.