الفرحان يحفر شعر درويش على الخشب بمناسبة يوم المرأة العالمي

الأنباط - برعاية معالي الدكتورة خولة العرموطي
تجربة جديدة له يسعى الزميل الكاتب الصحافي والفنان التشكيلي محمد الفرحان الى تقديم بعض من مقتطفات الشاعر الكبير محمود درويش حفرا على الخشب ،تحت عنوان” مقتطفات من شعر درويش حول المرأة والحب والوطن” وذلك بمناسبة يوم المراة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار ، وذلك في كافيه زوربا ، في قاع المدينة وسط البلد، مقابل سينما بسمان الساعة الخامسة والنصف مساء الاحد.
ويأتي العرض تجسيدا لما تحتله المرأة عند محمود درويش من مساحة واسعة من خطابه الشعري؟
وتمثل بحكم ترددها في قصائده كما يرى الكثير من النقاد المحور الدلالي الثالث بعد محوري الأرض والنبات والشجر.
وهذا يعكس بشكل أو بآخر علاقة درويش بالمرأة سواء أكانت علاقة سلب أم إيجاب.
ويأتي هذا الاهتمام بالمرأة باعتبارها معادلا موضوعيا لأحاسيسه المتلهفة ووجدانه المتقدّة، ولحرمانه من كثير من متع الحياة وشعوره بثقل القيود الاجتماعية التي تحدّ من حريته وعلاقته بالمرأة بوجه خاص ، حيث يفرغ الشاعر احاسيسه المتدفقة في شعره. .
ومحمود درويش ليس بدعا من الشعراء بل هو واحد منهم رأى في المرأة ما رآه الآخرون معشوقة وأماً وأختاً ومعادلاً فنياً للأرض والوطن والإنسان.
ولكن من يتتبع معاني الحب والعشق عند درويش وعلاقته بالمرأة انطلاقا من شعره يجد أن الشاعر قد صبغ خطابه بلون خاص يميزه عن غيره من الشعراء في تعامله مع المرأة وفي التركيز عليها. ولكي نقترب أكثر من عالم درويش الشعري وخاصة موضوع المرأة فإننا نحدد علاقته بها في محاور أربعة هي:
* المرأة الأم
*- المرأة العاشقة
*-المرأة الأرض والوطن
*- المرأة الإنسان
– المرأة الأم:
اول ما يلفت النظر أن الشاعر عندما يتحدث عن المرأة الأم يكون أقرب إلى الواقع والحقيقة من الخيال الشعري فما يذكرها حتى يذكر المشاهد الحياتية التي ارتبطت بها والتصقت بذاكرته منذ نعومة أظفاره فيقول: أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي فالأم عند درويش تعني له الحب المفقود والملاذ الذي يلوذ إليه عند الشعور بالحرمان أو قسوة الحياة، فيرى في استحضار صورتها خلاصا من الشعور بالوحدة والضياع والغياب،
*- المرأة العاشقة: تمثل المرأة العاشقة/ المعشوقة عند الشاعر تجربة الحب الأولى التي استيقظ عليها في بواكير كتابته الشعرية، والمتتبع لعلاقته بالمرأة المعشوقة يرى أن العلاقة بينهما غير متكافئة، على الرغم من التعدد الظاهري لمفردات الأنثى في معجم المرأة مثل "دلال، فيروز، أمينة، سونا، ليلى، سوزان، ريتا، شولميت، شهرزاد، هاجر، جانا، مريا، فاطمة، خديجة، مريم، جيم… على الرغم من ذلك فإنه لا ينم عن تجارب عاطفية خالصة انخرطت فيها الأنا مع الآخر، وإنما في الواقع يشير إلى مواقف سياسية ووطنية وعاطفية.
*- المرأة / الوطن والأرض: في تجربة حب الوطن كثيرا ما يختلط الأمر على المتلقي أثناء تعامله مع التصوف بحيث لا يستطيع أن يُفرق بين المحبوبة والوطن، فالحديث ظاهريا يتجه نحو المرأة: حبيبتي تنهض من نومها، أحبك أو لا أحبك، تلك صورتها وهذا انتحار العاشق. ولكن ما إن تتعمق الدلالة جيدا وتصل بين مكونات الصياغة حتى ترسو على قاعدة صلبة هي حب الوطن، وتصبح المحبوبة في أغلب قصائده هي الوطن فلسطين، ففلسطين بالنسبة له هي أمه ومحبوبته وأخته ومعشوقته، هي كل شيء في حياته
*- المرأة الإنسان:
في علاقته بمحبوبته والتي استطاع الشاعر من خلالها أن يُعبر عن علاقة عاطفية حارة بينه وبينها على خلاف ما عهدناه في علاقته مع الفتيات العربيات.
فريتا فتاة يهودية أحبها الشاعر واتخذ من حبها رمزا للعلاقة الإنسانية المنشودة علاقة الحب والإخاء والمودة على هذه الأرض، بعيدا عن العصبية والعدائية والعرقية، وقد بالغ في علاقته بريتا وانشداده نحوها ليستغل ذلك في التعبير عن قسوة الاحتلال وظلمه، وأن الاحتلال هو رمز لتحطيم العلاقات الإنسانية الطيبة، واعتداء على الحرمات الخاصة والعامة، مما يجعل من صورته صورة منفرة مرفوضة عالميا.