"المواطن الصحفي" يثير رعبا اكبر من "الكورونا"

 

بعد الكشف عن تسجيل أول إصابة بالفيروس في المملكة

 الانباط – عمان - عمر الكعابنة

حالة من الهلع الشديد اصابت الكثير من المواطنين على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، على اثر المعلومات والاشاعات التي يتم تداولها حول خبر اشتباه اصابة احد المواطنين بـ فيروس الكورونا في مستشفى الامير حمزة امس.

الزوبعة الـ"فيسبوكية" امست اكبر تأثيرا من "الكورونا" على المواطنين، حيث حملت العديد من الادراجات الفيسبوكية التي تتضمن اسهابات بشكل كبير في الخبر الذي نشر على لسان الحكومة، ما اسفر عن حالة من الفوضى والهلع بدون مبرر على هذه المنصات.

خبراء اوضحوا لـ"الانباط" أن احد ابرز عوامل هذه الفوضى ما يعرف بمفهوم "المواطن الصحفي"، المفهوم الذي تم زجه في المنظومة الاعلامية دون حسيب او رقيب، وبدون اسس ومعايير مهنية وغير متخصصة في علم الصحافة والاعلام، الامر الذي من شأنه تشتيت واضعاف الرأي العام واحداث الفوضى فيه.

استاذ الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك علي نجادات اوضح لـ "الانباط" ان مفهوم المواطن الصحفي او صحافة المواطن باتت تلعب دورا كبيرا في نشر المعلومات غير المنضبطة، مشيرا الى ان المواطن اصبح صحفيا دون مراعاة القواعد والاسس والضوابط المهنية. وتطرق الى مسألة اغتيال الشخصية وما تحدثه على المستويين الرسمي والشعبي، معزيا ذلك الى ان المواطن الصحفي يقوم بممارسة "الداعية الرمادية" وهو لا يعلم أنها "سم في العسل" تم دسه.

وأضاف، الاخطر في صحافة المواطن قضية الاشاعات وسرعة انتشارها داخل الاردن وخارجها، حيث باتت تلعب دورا كبيرا في التأثير على استقرار المجتمع وأمنه، داعيا المواطنين التعبير عن رأيهم بـ طريقة موضوعية تتسم بالدقة والوضوح.

من جهته، قال نقيب الصحفيين السابق طارق المومني لـ"الانباط" أن مفهوم المواطن الصحفي تعبير خاطىء تم ادخالة على العلم الصحفي، موضحا ان الصحافة تحتاج الى احتراف وممارسة وتعلم اكاديمي وتدريب وتأهيل ودقة في المعلومات وصحتها. وأضاف، أن الصحفي الممارس لهذه المهنة ليس بالضرورة ان يكون مسجلا في نقابة الصحفيين، مؤكدا انه من الضروري أن يتأكد من المعلومات التي ينشرها في الاخبار التي يكتبها، موضحا أن هذا ما يعاب به المواطن الصحفي الذي ينشر المعلومات حسب مزاجه الشخصي، مشيرا الى ان هناك معلومات قد تكون صحيحة ينشرها مواطنون وهذا يتطلب من الصحفيين نشرها.

بدوره، أوضح الزميل الصحفي عدنان برية لـ"الانباط" أن الرديف الصحي لصحافة المواطن يطلق عليه الاعلام المجتمعي الذي لا يحتاج الى القدرات المهنية التي يستوجب وجودها في الصحفي، حيث مصادره محدودة وعامة عكس مصادر الصحفيين الغزيرة والمتخصصة.

وأضاف، ان الاعلام المجتمعي يعتبر اداة للرقابة على القطاع العام بنسبة كبيرة، مشيرا الى ان الحريات العامة المقيدة قانونيا تحتاج الى اعادة نظر.

وختم حديثه أن ما يعيب الاعلام المجتمعي نشر الشائعات بشكل يصعب السيطرة عليه، مشددا الى انه يجب مجابهته من خلال الصحفيين والمتحدثين الاعلاميين للمؤسسات الحكومية والمنظومة الاعلامية الحكومية ككل.