التغيير السلمي والتغيير العنفي !!!



التغيير محكوم بالعقل والفكر والعقلانية والتشاركية التوافقية السلمية ، وهناك تغيير محكوم بالعنف والصدام والاجبار والاكراه ، فقانون الطبيعة يقضي بانتصار الاقوى ليحكم .

والعنف لا يؤدي الا للعنف ودائرة العنف والقتل والدمار دائرة مغلقة لا تترك مجالاً لأي تغيير عقلاني وجوهري بل تبقى القاعدة التي تستند عليها من يملك القوة والقلب الأكثر قساوة هو من يملك السلطة .

وهذا هو الخلاف الدائر في العديد من الدول بين وجهتي النظر في حركات التغيير السياسي للحصول على السلطة ، حيث اصبح العنف ضرورة حتمية حتى لو استعان بقوى خارجية ليتمكن من الانتصار على خصمه .

وهناك من يريد ان يحقق مكاسب استراتيجية لم يعطي مجالاً لسياسة العمل اللاعنفي او المقاومة المدنية العقلانية التي تناشد الاحتكام الى طاولة المفاوضات من اجل وقف تدمير الوطن وقتل الابرياء .

فهل اصبح العنف ضرورياً خاصة اذا ادركنا ان هناك اشكال مختلفة للقوة التي يمتلكها كل طرف من الاطراف ، كذلك هناك قوة رفض التعاون والتوقف عن العمل وعدم استثمار مواردهم المالية واسلوب التحدي والعصيان المدني او اطاعة الاوامر ، مما يؤدي الى شلل اقتصادي في تلك الدول كما هو الحال في لبنان وليبيا والعراق .

واصبح الصراع ايضاً صراعاً مذهبياً وصراع افكار لتقود الى جماعات تنظيمة لها اهداف وغايات لتحقيق مصالحها، بينما هناك الحركات السلمية الفكرية العقلانية الساعية للتغيير والاصلاح والتي اثبتت عالمياً فاعليتها في احداث التغيير .

ولتحقيق الاهداف السياسية مقارنة بانتهاج الاساليب العنفية فلقد قامت حركة ( اتو بور ) الصربية المكونة من نشطاء شباب منالطلبة الجامعيين بالاطاحة بدكتاتور الصرب السفاح ( سلوبو دان ميلوسيفيتش ) ، معتمدة افكار المقاومة اللاعنفية والتي حظيت بدعم عالمي علني وسري .

ولقد بلغت عالمياً حركات اللاعنفية الراغبة للتغيير والاصلاح ضعف نسب نجاح الحركات التي اختارت العنف الكلي او الجزئي في تحقيق اهدافها .

والحركات اللاعنفية عندما تكون عقلانية وواقعية وصادقة فانها تستحوذ على اكبر عدد من الجماهير كما حدث في مصر ، حيث زعزعت ايضاً ثقة الناس باتباع السلطة ، والحراكات اللاعنفية السلمية اكثر مرونة وقدرة على التفاوض للتوصل الى حلول مرضية لكافة الاطراف .

اللهم اجعل وطننا آمناً مستقراً في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .

Nayelmajali11@hotmail.com