توقعات بارتفاع أسعار الذهب خلال عام 2020

 في عام 2019 كانت أسواق السلع تعاني من مجموعة من الشكوك والمخاطر، بما في ذلك النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتخفيف السياسة النقدية التنافسية من قبل مختلف محافظي البنوك المركزية العالمية، إضافة إلى أداء الدولار الأمريكي المرن إلى حد ما وسوق النفط الخام المقيد، الأمر الذي أدي إلى ظهور مخاوف بشأن النمو العالمي.

ولكن بفضل الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإمدادات أفضل، من المتوقع أن تتحسن ظروف السوق بشكل عام.

وبالرغم من التوترات التي شهدتها الأسواق المالية والخلافات الجيوسياسية العالمية، إلا أن بعض السلع الأساسية مثل النفط الخام والذهب أنهت عام 2019 بشكل ايجابي، وذلك يعكس أن المعادن الصناعية لها مصير مختلف.

الذهب ينهي عام 2019 بشكل ايجابي

شهد الذهب أداء ممتاز في عام 2019حيث ارتفع من أدنى مستوى له عند 1270دولار للأونصة إلى أعلى مستوى عند 1550دولار للأونصة خلال عام 2019، لينتهي العام عند حوالي 1512دولار للأونصة في أعقاب بعض التطورات الجيوسياسية،يرجع هذا الأداء المتميز إلى خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة أربع مرات متتالية، بالإضافة إلى الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصينالتي أدت إلى زيادة المخاوف حيال النمو العالمي الذي جعل المستثمرين يلجؤون إلى الاستثمار في الذهب من خلال الشراء المباشر أو استخدام احدى تطبيقات تداول الذهب وذلك كملاذ استثماري آمن، وفي الوقت نفسه، توج الطلب المادي القوي في اثنين من أكبر الأسواق المستهلكة في العالم"الصين والهند" أسعار الذهبللارتفاع.

خلال عام 2020 من المرجح أن يستفيد الذهب من عدد كبير من العوامل الداعمة والأحداث الموجودة على الأجندة الاقتصادية بما في ذلك المخاطر الجيوسياسية والسياسة النقدية التيسيرية وضعف الدولار قليلاً، لكن من المرجح أن تستمر ظروف الطلب الضعيفة حتى عام 2020خاصة وأنه لا يوجد ما يشير إلى أي زيادة ملحوظة في الطلب لأن الأسعار المرتفعة تؤدي إلى ضغط الطلب.

تعاني كل من الصين والهند من تباطؤ اقتصادي حاد، مما تُضعف العملات المحلية من ارتفاع الأسعار المحلية، سيتعين على الذهب مواجهة هذه التحديات، على الأرجح قد يبقى سوق الذهب متقلبًا، ومن المتوقع أن يتداول المعدن النفيس بين مستوى 1450و 1550دولار للأونصة في عام 2020.

وعلى العموم، يبدو أن أسواق الذهب مهيأة لتحول صعودي مستمر في عام 2020، حيث ستلعب دورها كملاذ آمن أكثر فأكثر، خاصة وأنه على مدار العشر سنوات الماضية منذ الأزمة الاقتصادية العالمية كان الذهب في سوق تصاعدية، وحاليًا تعتبر أسعار الفائدة السلبية ومستويات الديون المرتفعة والتوترات التجارية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي بيئة خصبة لجعل الذهب ملاذ آمن أكثر جاذبية.

إن المكاسب التي حققتهاأسعار الذهب في عام 2019 أكثر من 15%، على الرغم من انخفاض التضخم والنمو الاقتصادي بنحو 2٪ في الولايات المتحدة،يُنظر الكثير من المستثمرين على تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدة وسط تزايد التوترات التجارية العالمية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب بالإضافة إلى وصول محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين إلى أكثر من مجرد وقف لإطلاق النار، على أنها علامات تعزز الذهب.

هناك شعور متزايد من قبل العديد من دول العالم، بما في ذلك في بعض دول الشرق الأوسط، بأنه يمكن استخدام الذهب كبديل للدولار بالنسبة للتسويات التجارية الدولية، وينعكس ذلك في عملياتالتوحيد ونشاط الاندماج والاستحواذ الذي شوهد هذا العام في الذهب الذي يدل أيضا على الاستعداد للاستثمار في مشاريع الذهب الجديدة.

يوجد عاملًا آخر يدعم الذهب وهو أن البنوك المركزية استأنفت شراء الذهب بطريقة كبيرة قبل عامين، في الوقت نفسه الذي يقوم فيه معظمهم بتخفيض أسعار الفائدة.