في الأردن .. ليس لدينا مرجعية بيئية ؟!

 

سامر نايف عبد الدايم

خلال افتتاح ورشة عمل بعنوان "دور القطاع الخاص في حماية البيئة ودعم خطط التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية وأثرها على البيئة” ؟! صرح وزير البيئة صالح الخرابشة "بعدم وجود مرجعية تعنى بالشأن البيئي في الاردن”!!

انا من المعجبين بنشاط وعمل وزير البيئة ، وقد ذكرت ذلك في العديد من المقالات السابقة، ولكن مع تصريح الخرابشة بعدم وجود مرجعية تعني بالشأن البيئي لدينا ؟؟

للأسف .. أصبح مكتوبا على وزارة البيئة في الأردن تحمل تبعات الملوثين بداية من رجال المال وأصحاب المصانع حتى أبسط مواطن.. لأنها ببساطة لا تستطيع فرض قوانين البيئة ولا معاقبة المخالفين في ظل تلك الوزارة الشكلية..

ولعجز وزارة البيئة لم تجد أي بديل عن العمل الجاد سوى التصريحات "الواهية" .. معاليكم اين هي نتائج الخطة الاستراتيجية لوزارة البيئة والتي كانت تحمل شعار (رؤية عام 2025 واستشراف المستقبل ) ؟ وهل ما زال العمل جاري على تنفيذها؟ واين وصلت ومتى تنتهي؟ ومن هي اللجان القائمة عليها؟ باعتبارها خطة استراتيجية وطنية .. فنحن كمواطنين المشاكل البيئية تمس حياتنا اليومية ..فعلينا معرفة اين وصلت الخطة في تحقيق أهدافها ورؤيتها ونحن الان في عام 2020م ؟! هل ما زلنا نبحث عن مرجعية بالشأن البيئي ؟؟

كما اتمنى مع معالي الخرابشة توضيح المقصود بأطلاق الوزارة "شبكة وطنية للمسؤولية المجتمعية في المجال البيئي" ؟!

نحن بحاجة إلى خطة وطنية يشارك بها الجميع وهو مطلب وطني وانساني هدفه الحفاظ على البيئة ولن يكون ذلك ولن يتم الا بالانتماء لبيئة اردننا الغالي وتحقيقاً لرسالة جلالة الملك المعظم عبد الله لثاني عندما قال: " تتعرض البيئة الإنسانية للجور والاعتداء ،وهي بحاجة إلى عناية خاصة تضمن تفعيل التشريعات وتطويرها ، وتوفير الكفاءات المتخصصة القادرة على العمل الميداني الجاد، وتفعيل مشاركة جميع المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية " .

واسمح لي معاليكم بالعودة الى الوراء.. اين هي نتائج زيارتكم ولقائكم مع الجمعيات البيئة في مختلف محافظات المملكة ؟؟ اين هي المشاريع البيئة التي وعدتم بها الجمعيات البيئية ؟؟ قضية انتشار فيروس كرونا حديث العالم ، وهناك ارتباط بالمحافظة على النظافة للوقاية من الاصابة او انتشار المرض .. كُنت أنتظر ان تخرج وزارة البيئة للحديث عن هذه القضية ، وتسليط الضوء على المشكلات البيئية القائمة، وطرق وأساليب حلها، والتوجه بخطاب إعلامي إلى المجتمع لحثهم على اتخاذ القرارات والإجراءات التي تكفل حماية البيئة والحد من الآثار الضارة الناتجة عن التدهور البيئي.

للأسف لازال "الإعلام البيئي" في وزارة البيئة يعاني من مشكلات عديدة أبرزها ضعف الخبرة والإمكانيات بالنسبة لتحكم في مختلف قنوات الإعلام و المواقع والمبادرات التي يقودها الأفراد والجمعيات الأهلية، إضافة إلى أن دور الإعلام البيئي في كثير من الأحيان قد لا يتعدى تسليط الضوء على المناسبات الخاصة بوزارة البيئة، أو عند حدوث أزمة أو كارثة بيئية، عدا عن أن موضوعات البيئة لا تحتل سلم أولويات الجمهور، حيث يعتبر الكثيرون ذلك (ترفاً فكرياً) في ظل مشكلات معيشية وظروف اقتصادية حرجة يعيشها المواطن.

mediacoverage2013@gmail.com