مرافق الأمير الأول .. المقدم فلاح حماد العجارمة

رجال الأردن الأشاوس

الانباط – ايمن السواعير

مرافق الأمير عبدالله الأول المقدم المتقاعد فلاح حماد العجارمة من مواليد 1927 في بلدة ناعور، التحق بالجيش العربي سنة 1948م مع نهاية النكبة.

اختاره الأمير الأول في الأردن مرافقاً شخصياً له لذكاءه وحسن قيافته ولباقته وقوة شخصيته ونشاطه وبقي معه إلى يوم استشهاده على أبواب المسجد الأقصى المبارك حافظاً للعهد والأمانة.

الأمير عبدالله الأول برفقة الحرس الشخصي

فلاح حماد العجارمة

وهو ضابط في الجيش العربيوجنديمنجنود الوطن الذين شهدوا نهضة الأردنمنذ التأسيس وحتى يومنا هذا، التحق بالجيش العربي برتبة جندي وخلال خدمته كمرافق شخصي للأمير زاد إعجابه به وألحقه بإحدى دورات الضباط تخرج بعدها برتبة ملازم، وبعد استشهاد الأمير الأول انتقل العجارمة إلى صفوف القوات المسلحة وتدرج بالرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة مقدم قائد لإحدى كتائب القوات المسلحة.

أحاله كلوب باشا إلى التقاعد وهو برتبة ملازم أول لاعتراضه على سياسات كلوب التخريبية بخصوص مشروع البحر الميت للبوتاس الذي استلمه الجيش الأردني من الكيان الصهيوني وكان المشروع قيد العمل إلا أن كلوب تركه عرضه للنهب من قِبل المواطنين، حيث بقي بعدها قرابة الست أشهر معفى من الخدمة.

صورة للمقدم المتقاعد فلاح حماد العجارمة وهو في رتبة ملازم

نقل العجارمة للمغفور له الحسين بن طلال محضر الاجتماعات التي دارت بين القائد البريطاني وضباط الجيش العربي الذي كان هو أحدهم والذي حاول من خلالها كلوب إحباط عزيمة الضباط الأردنيين وإقناعهم أن هذا البلد فقير ولا يوجد فيه مصادر وسيبقى بحاجة للاستعمار البريطاني إلى الأبد، حيث كانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير، قام بعدها المغفور له الحسين بإعفاء قائدالجيش العربيوهو الضابط الإنجليزي "كلوب باشا" من منصبه إضافة إلى إعفاء كافة الضباط الإنجليز من مهامهم التي منحت لهم في اتفاقية عام1946م.

أعاده بعدها الملك الحسين طيب الله ثراه إلى صفوف القوات المسلحة برتبته التي كان عليها وشغل منصب قائد فصيل في منطقة القدس حيث تمكن هو وفصيله من الدخول إلى جبل المكبر في بداية حرب حزيران وكان النصر حليفهم وفي حينها أطلقت إذاعة القوات المسلحة الأهازيج فرحاً بالنصر ومنها "هلل كبر هلل كبر استعدنا جبل المكبر".

حرب الاستنزاف

شارك في حرب الاستنزاف وكان قائداً لكتيبة زيد بن حارثة في منطقة أم قيس وكان من الواجهة التي تدافع عنها الكتيبة تل الأربعين في منطقة الباقورة وبمشاركته شخصياً في إحدى الدوريات قام هو وزملائه بفك عدة ألغام زرعها العدو الغاشم لمنع الفلاحين من الدخول إلى مزارعهم حيث قام الفريق بفك خمسة وسبعون لغماً وعادوا بأحد الألغام ليتم دراسته لكون شكله غريب غير أن اللغم كان مزوداً بصاعق ثنائي مخفي يعمل على التوقيت بعد فك الصاعق الأول، وفي طريق عودتهم جلسوا في ضل شجر إحدى البيارات وكانت الكارثة انفجار اللغم حيث فقد الفريق أحد أفراده وهو مهندس الألغام وجرح عدد منهم وأُصيب العجارمة بجروح في جميع أنحاء جسمه وكان الجرح البالغ في ساقه، نُقل على أثره إلى المستشفى وقبل إنتهاء العلاج بدأت معركة الكرامة حيث أصر على الالتحاق بالمعركة وهو ما زال يعاني من آثار الجروح وتمكن حينها من المشاركة في المعركة التي سطر فيها نشامى الجيش العربي أروع البطولات والتضحيات دفاعاً عن ثرى الأردن الطهور.

استمر يعاني بعدها من الجروح حيث تم نقله كقائد إلى كتيبة حراسات الذخيرة في الخطوط الخلفية واحيل بعدها إلى التقاعد بتربة مقدم بعد خدمة مشرفة أثبتت أن للأردن رجاله الأشاوس الذين لا يهابون المنية ويعشقون الموت في سبيل الله والدفاع عن الوطن.