الأنباط -
قال رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب المهندس عاطف
الطراونة في مستهل أعمال الاجتماع الطارىء للاتحاد البرلماني العربي في
عمان إن جبهة الرفض العربي، عليها أن تنهض من واقع الفرقة لفضاء الإجماع،
فنحن بأمس الحاجة لعنوان يحشد الصفوف، ولا أجد قضية توحدنا مثل فلسطين
القضية، والقدس رمزية، ورفع الظلم عن أهلنا بالدم والمال والهمة، مساراً
للأحرار ودرباً لكتابة التاريخ وصناعة المستقبل.
وأضاف قائلا: وفي
ذلك لن يكون هناك فرص لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، ولا حل قابل للحياة دون
إعلان قيام دولة فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران
وعاصمتها القدس، مع التمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة
والتعويض للاجئين، وتجميد مشاريع السرطان الاستيطاني، والتمسك بالمقدسات
الإسلامية والمسيحية مرجعية عربية، وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة
الزمان والموقف، والشاهدة على الحق.
وتاليا نص كلمة الطراونة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى سابقيه من الأنبياء والمرسلين.
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة رؤساء البرلمانات والمجالس العربية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد؛
يطيب
لي الترحيب بكم في بلدكم الثاني المملكة الأردنية الهاشمية، متمنيا لكم
حسن الإقامة، فأنتم الأهل الذين نستند إليهم عند الملمات والشدائد، وأنتم
ستظلون الدعم لكل نُصرة، وأنتم الفزعة عند كل كرب، وأنتم في مقدمة القضايا
ممثلين لشعبنا العربي الممتد عزا من التاريخ، ووصل مهابة مع الحاضر.
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛
نجتمع
اليوم وعلى طاولتنا قضية أصابت كرامة أمتنا، عبر أزيد من سبعة عقود،
وفلسطين قضية استعصت العدالة أن تطال إنصافها، فكانت فلسطين وجعا يمتد،
وكربا يشتد، فدخلت أزمة القضية في منعرجات خانقة، ليظل الشعب الفلسطيني
رهين المحابس بين اختلال موازين العدالة، وصراع موازين القوى، وتراجع تأثير
مؤسسات العمل الجماعي المشترك عربيا وأمميا.
وإذ نجتمع تحت عنوان
قمتنا الطارئة لمناقشة تداعيات خطة السلام الأمريكية المسماة بصفقة القرن،
فإننا نضع على طاولة الحوار تشخيصًا لواقعنا العربي اليوم بعد سنوات
الاضطراب والقلق في دول تعرفونها، فاتفق الجميع على التغيير لكنهم اختلفوا
على هويته وحدوده، في إسقاط لوعي الشعوب ومساس بجوهر الاستقرار ومفهوم
الأمن القومي.
وواقعنا اليوم أمام هذه الحالة يتطلب منا أن نعيد
ترسيم حدود الأولويات وننطلق مع شعوبنا نحو الانتقال الحقيقي في الفعل كي
نتمكن من صناعة مستقبل نورثه لأجيال، وليُكتب تاريخ محاولاتنا بإنصاف وعدل
ووعي.
ولعلنا في هذا المقام أيضًا علينا إدراك المخاطر التي تواجه
مجتمعاتنا، أمام تراجع التنمية كمفهوم شامل ومستدام، وتقدم أرقام الفقر
والبطالة كأزمة وتحديات، وانقسام مجتمعاتنا على الفكرة والمبدأ، بعد تحجيم
مفهوم التعددية وقبول الآخر أمام تعظيم سهولة الفوضى والتخريب عبر حروب
الوكلاء على أرضنا العربية.
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛
تمر
القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها، بعد أن استمرأ الباطل وطغى، وذهب
الاحتلال محتميا بالانحياز الأمريكي ليعلن تسوية ظالمة لقضية عادلة،
ويتطاول المحتل في مصادرة الأرض والتاريخ والكرامة، ما يتطلب منا أن نبحث
في اتخاذ مواقف أبعد من تلك التي تكتفي بالخطابات والشعارات.
إن
جبهة الرفض العربي، عليها أن تنهض من واقع الفرقة لفضاء الإجماع، فنحن بأمس
الحاجة لعنوان يحشد الصفوف، ولا أجد قضية توحدنا مثل فلسطين القضية،
والقدس رمزية، ورفع الظلم عن أهلنا بالدم والمال والهمة، مساراً للأحرار
ودرباً لكتابة التاريخ وصناعة المستقبل.
وفي ذلك لن يكون هناك فرص
لأي حل لا يقبله الفلسطينيون، ولا حل قابل للحياة دون إعلان قيام دولة
فلسطين على ترابها الوطني على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، مع
التمسك بقرارات الشرعية الدولية الناصة على حق العودة والتعويض للاجئين،
وتجميد مشاريع السرطان الاستيطاني، والتمسك بالمقدسات الإسلامية والمسيحية
مرجعية عربية، وبوصاية هاشمية، لتظل فلسطين حاضنة الزمان والموقف، والشاهدة
على الحق.
وإذ نعتبر اجتماعنا هذا هو خطوة نحو تكامل الجهود
العربية في بناء موقف مشترك، نطالب باسم الشعوب التي نمثلها، بوقف مسرحية
السلام المزعوم والمدعوم من وسيط لم يعد نزيها، منحازاً في دعمه لإسرائيل
كدولة احتلال، فمنحه شرعية حرام؛ على أراضي الجولان المحتل، وها هو يعدها
بالسيادة على غور الأردن لاغياً حدا أصيلا من حدود دولة فلسطين التاريخية.
لقد
نسفت صفقة القرن الأسس التي استندت إليها قرارات الشرعة الدولية، وصادرت
حقوق الفلسطينيين، فلا عاصمة في القدس ولا عودة للاجئين، ولا أرض متصلة
الضمير والبناء، فهي صفقة خاسرة لمن كتبها وتبناها أو وجد فيها بعض الحق
وبعض الكرامة.
وهنا؛ لا يفوتنا أهمية تثبيت جهود السلطة الوطنية
الفلسطينية للتمسك برفضها المشرف، لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية على
الأرض، وتصديها للمشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يبحث عن فرص تصفية القضية
الفلسطينية بعد عبثهم بثوابتها الراسخة، رامين خلف ظهورهم تاريخ شعب مع
النضال والصبر والقيود، داعياً في هذا المقام، إلى توحيد الصف الفلسطيني
وإنهاء حالة الانقسام، فما تفرقهم إلا خدمة مجانية للمحتل.
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛
نذكر
بفخرٍ واعتزاز الجهد المخلص الصلب الثابت، والذي يجسده جلالة الملك عبد
الله الثاني بن الحسين، بلاءاته الثلاث التي مازال صداها يتردد في العالم،
رافضاً لمشاريع مصادرة القدس والتوطين والوطن البديل، الأمر الذي مهد لموقف
أردني استباقي يرفض صفقة القرن، خدمة لشعب فلسطين ودعماً لصمود أهلها.
إن
موقف جلالة الملك ثابتاً على جبهة دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس
ومقدساتها الإسلامية والمسيحية كوريث لرسالة تاريخية وشرعية، يبعث في
نفوسنا على الصمود ومواجهة كل التسويات الهادفة لمصادرة الحق الفلسطيني.
أصحاب الدولة والمعالي والسعادة؛
لابد
من تثبيت أركان القرار العربي، الصادر عن مؤسسات مرجعية في العمل المشترك
والأهداف المتضامنة، عبر قرارات القمم العربية، ومرجعيات اجتماعاتنا في
دوراتها السابقة، والانطلاق نحو البحث في التأثير على الدول والحكومات،
لنصرة الحق الفلسطيني، من خلال خطوات فاعلة نتفق عليها، ونشرع في تنفيذها
اليوم قبل أي وقت آخر.
وأخيراً لا أصادر الفكرة ولن احتكرها، تاركًا
لاجتماعنا أن نقف على بنود مشتركة تنظم عملنا للفترة المقبلة، وفق ما نرى
فيه جميعًا مصلحة فلسطين أرضًا وشعبًا ومقدسات. مجددًا الترحيب بكم متمنيًا
طيب الإقامة بين اهلكم في الأردن.