الباحث عليان يعاين مستقبل الدولة ومفهومها في عصر العولمة

الأنباط -عاين الباحث عليان عليان مستقبل الدولة ومفهومها في عصر العولمة، في محاضرة ألقاها مساء أمس الثلاثاء، بعنوان "مستقبل دول العالم الثالث في عصر العولمة" في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان.
وتطرق عليان، في مستهل المحاضرة، إلى مفهوم مصطلح العالم الثالث، مشيرا إلى أنه تم الأخذ به في ظروف الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي..مبينا أنه مصطلح سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ويقصد به الدلالة على الدول التي لا تنتمي إلى المعسكرين ولها خصائص محددة متصلة بالعوامل الديموغرافية والاقتصادية وغيرها.
وفي حديثه عن ماهية العولمة النيوليبرالية (الليبرالية الجديدة)، بين أن أيدولوجيتها جاءت على أنقاض النظرية الاقتصادية "الكينزية" للبريطاني جون مينارد كينز, موضحا أن الليبرالية الجديدة هي أيدولوجيا وتيار فكري اقتصادي سياسي لعب دورا أساسيا في ظهور وتطور الرأسمالية كنظام اقتصادي اجتماعي وسياسي، وهي في ذات الوقت امتداد جدلي لليبرالية الاقتصادية التي جاء بها آدم سميث وديفيد ريكاردو وغيرهما من منظري المدرسة الاقتصادية الكلاسيكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
ولفت إلى أن أبرز قوى العولمة النيوليبرالية هي الشركات المتعددة أو المتعدية الجنسيات أو العابرة للقوميات والمؤسسات الاقتصادية العالمية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن من أبرز أدواتها اتفاقية التبادل الحر والمناطق الحرة وبرامج إعادة الهيكلة.
وتحدث عليان عن الانقلاب على دور الدولة وقوتها في العالم الثالث، مشيرا إلى أنه بدأ في أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي مع تبلور التيار النيوليبرالي وبزوغ نجم الشركات المتعدية الجنسية؛ حيث بات على الدولة القوية في العالم الثالث أن تُرخي قبضتها بالتدريج عن الاقتصاد والمجتمع تحقيقا لمصالح هذه الشركات ونزولا عند اشتراطات ومبادئ صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية.
وحسب عليان، فإن انعكاسات العولمة على دول العالم الثالث تمثلت بعدد من التمظهرات أبرزها ارتفاع نسبة البطالة في العالم مع انخفاض عوائد العمل وازدياد معدلات الفقر والفوارق الطبقية وذوبان الطبقة الوسطى وتفاقم التبعية الغذائية وتفاقم ظروف البيئة تفاقما خطيرا على الصعيد العالمي وغيرها.
واعتبر أن العولمة تقوض وتضرب سيادة الدولة القومية، مستعرضا عددا من الأمثلة على ذلك.
وفي ختام المحاضرة التي حضرها عدد من المهتمين جرى نقاش مطول حول موضوع المحاضرة والراهن العربي وخطة السلام الأميركية للمنطقة.
--(بترا)