محللون: الاحتلال يحاول إبقاء جبهة غزة ساخنة من خلال التصعيد المتكرر

الانباط - وكالات

أكد محللون فلسطينيون، على أن التصعيد الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة، إنما يأتي في إطار محاولات الاحتلال إبقاء "جبهة غزة ساخنة" على الدوام، وإبقائها تحت حالة العدوان المتكرر وبطرق وأساليب مختلفة.

وأجمعوا على أن القطاع يتعرض لحصار وعدوان ممنهج، وأن الاحتلال يتذرع باستمرار بحجج أمنية واهية لتبرير عدوانه وتصعيده المتواصل، ويحاول حرمان سكانه من أبسط حقوقهم، مشيرين أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب في اتفاق تهدئة ثابت ودائم مع حركة حماس والفصائل الأخرى، بقدر ما أنها تريد إبقاء هذه الجبهة مشتعلة في محاولة لاستنزاف قدرات المقاومة.

ويقول طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، إن التصعيد الإسرائيلي من حين إلى آخر هو شكل من أشكال إبقاء جبهة غزة ساخنة قليلًا. مشيرًا أن الاحتلال يرغب بأن لا تبقى غزة هادئة تمامًا، وأن لا يكون هناك تصعيد واسع ليس من صالحه حاليًا. وأوضح أن الاحتلال كثيرًا ما يتهرب من التفاهمات الأخيرة رغم التزام الفلسطينيين بها من هدوء ووقف للمسيرات وغيره. مشيرًا أن هذا التهرب ليس جديدًا، وإنما ضمن سياسة متبعة من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ سنوات طويلة. لافتًا إلى أن الفصائل هي الأخرى ليست بوارد منح إسرائيل أي ذريعة لشن عدوان واسع على القطاع، رغم إطلاق بعض الصواريخ المتفرقة والذي يأتي ضمن ردها على العدوان المتكرر.

ولفت أن الفصائل تتفهم بأن "صفقة القرن" فيها ما يدعو ويمنح إسرائيل القيام بعدوان واسع، ولذلك هي لا تستعجل البدء بأي تصعيد، وتتوقع عدوانًا واسعًا سيبدأ به الاحتلال مع بدء تنفيذ بنود الصفقة التي تشترط نزع سلاح المقاومة في غزة. وأشار إلى أن إسرائيل "سعيدة" ببند نزع سلاح المقاومة، وتعتبره بأنه يأتي في إطار غطاء دولي وقوي من الولايات المتحدة ودول أخرى تدعم مثل هذا الخيار، مشيرًا إلى أن ذلك سيشجعها على شن عدوان واسع ضد غزة مع بدء تنفيذ بنود الصفقة.

وقال عوكل إن القاهرة تتدخل في كل وقت، لكن الأمور أصعب بكثير مما هي عليه الآن، ومما تتوقف عندها رغبة مصر. مشيرًا إلى أن الصفقة حين تم إعدادها لم تراعي مصالح مصر أو غيرها، وإنما هي جاءت فقط لتحقيق الاستراتيجيات الإسرائيلية ومصالحها في المنطقة.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن التصعيد على القطاع ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال "يحاول التحرش بغزة، لأنه يعد العدة لاجتياحها أو شن حرب وعدوان واسع". وبين أن الاحتلال يريد أن يختار الوضع والوقت المناسب، ويعرض خطته لميزان الربح والخسارة قبل أن يبدأ بأي عدوان. ولفت أن الفصائل الفلسطينية أكثر حكمة من الاحتلال رغم إطلاق بعض الصواريخ المتفرقة،مشيرًا أنها في حالة استعداد للتصدي لأي عدوان جديد، وعلى استعداد للدفاع عن شعبها والرد على استمرار الانتهاكات من قبل الاحتلال. وبين أن ما يجري في الأيام الأخيرة من تصعيد إسرائيلي، بأنه لا ينفصل عما يجري سياسيًا وخاصةً فيما يتعلق بـ"صفقة القرن". مشيرًا أن ما يجري بغزة هو جزء مما يجري في كافة الأراضي الفلسطينية. وأضاف "الاحتلال يريد تحييد غزة عن باقي المناطق الفلسطينية، ولكن هو لا يدرك أن هناك ترابط بين الفلسطينيين كافة، مشيرًا أن المقاومة تراكم من قدراتها باستمرار للتصدي لمثل هذه المحاولات والعمل على إفشالها.

ويرى المحلل السياسي مازن صافي، أن التصعيد بالأساس مرتبط بتحسين الظروف السياسية الداخلية لقادة الاحتلال تمهيدًا لدخولهم في عملية انتخابية ثالثة. مشيرًا أن ذلك يعكس مدى الأزمة الموجودة داخل إسرائيل ومحاولات ترحيل الملفات الساخنة فيها إلى القطاع من بوابة التصعيد العسكري. ولفت أن هناك محاولة لخلط الأوراق وإيجاد بيئة غير سليمة أمام ما قام به الوسطاء خلال الفترات الأخيرة لمحاولة جلب التهدئة والدفع بإقامة مشاريع للتخفيف عن غزة.