"الجامعة العربية" ترفض "صفقة القرن"

عباس: رفضنا استلام الخطة ولن أسجل بتاريخي أنني بعت القدس

القاهرة- وكالات

اكد مجلس الجامعة العربية رفض الخطة الأمريكية للسلام المعروفة باسم "صفقة القرن"، لمخالفتها مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وجدد القرار، على مركزية قضيه فلسطين بالنسبة للامة العربية جمعاء وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين وعلى حق دولة فلسطين بالسيادة على كامل أرضها المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية ومجالها الجوى والبحرى ومياها الاقليمية ومواردها الطبيعية وحدودها مع دول الجوار

وحذر قرار مجلس الجامعة الطارئ، الذي عقد امس، على مستوى وزراء الخارجية "من قيام إسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية، ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي إجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع". وأضافت أن الخطة لن تؤدي إلى اتفاق سلام عادل، وبأنها لن تتعاون مع الولايات المتحدة في تنفيذ هذه الخطة، كما حذرت من قيام إسرائيل بتنفيذها بالقوة.

من جهته، شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنه "لم يحدث أي اتصال بين السلطة الفلسطينية وبين إدارة ترامب لأننا لم نعد نصدقهم، ورفضت استلام الخطة والتحدث معه وتسلم أيّ رسالة منه لأنه كان سيبني على ذلك للادعاء بأنه تشاور معنا".

وأكد، أن خطة الرئيس دونالد ترامب تمنح "إسرائيل" السيطرة الأمنية الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن، وتتضمن تقسيما زمانيا ومكانيا في المسجد الأقصى، مضيفًا يريدون "الصلاة يوم إلنا ويوم لهم، لو طلع يوم الجمعة لهم، فلن نصلي بالأقصى".

وأوضح أن "ما بقي لنا بالضفة الغربية وقطاع غزة 22% من فلسطين التاريخية، ورضينا بالبين والبين ما رضي فينا، لأننا نريد حلا ونخلص، والآن يريد أن يأخذ 30% من الضفة ليتبقى لنا 11%". وتابع: "في اعتقادي التام أن ترامب لا يعرف شيئا عن "صفقة القرن"، إنما من له علاقة وهم الثلاثي فريدمان والولد كوشنير وغرينبلات، وهم الذين كانوا ينقلون له أفكار نتنياهو".

واستطرد عباس "مجرد أن قالوا إن القدس تضم لإسرائيل لن أقبل بهذا الحل إطلاقا ولن أسجل على تاريخي ووطني أنني بعت القدس، فالقدس ليست لي وحدي إنما لنا جميعا وإسرائيل كل يوم يهدمون بيوتا فلسطينية، ويبنون مستوطنات ويخططون لإنهائنا خلال الـ4 سنوات". وقال "أبلغنا الإسرائيليين والأمريكان برسالتين؛ الأولى سلمت لنتنياهو والثانية لرئيس الـ"سي آي إيه"، نصها: لقد ألغت إسرائيل الاتفاقات الموقعة ونقضت الشرعية الدولية التي قامت عليها هذه الاتفاقات، والتي قامت عليها دولة إسرائيل، ويجري الآن نقض هذه الخطة، ولذلك نبلغكم بأنه لن يكون هناك أية علاقة معكم ومع الولايات المتحدة، بما في ذلك العلاقات الأمنية، في ضوء تنكركم للاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية، وعليكم ان تتحملوا المسؤولية كقوة احتلال".

واعتبر أن ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية منذ إعلان "صفقة القرن" تًبيض الوجه، واصفا الدولة الفلسطينية في "صفقة القرن" بـ"الجبنة السويسرية".

وتطرق إلى الموقف الأمريكي من وعد بلفور، مؤكدا انه لم يكن بريطانيا بحتا، إنما وعد بريطاني أمريكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مشيرا إلى أنه كان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا العظمى في ذلك الوقت، وبين الولايات المتحدة على كل كلمة وردت في هذا الوعد. ولفت إلى أن أمريكا أصرت أن يوضع وعد بلفور في ميثاق عصبة الأمم كما يوضع في صك الانتداب البريطاني في فلسطين، بمعنى أن يرسم دوليا وأن يكون مسيرا للانتداب لتحقيق الوعد بحذافيره، وهذا ما حصل. وأشار إلى أنه ورد في الوعد نقطتان هامتان، الأولى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والثانية هي أن يمنح هؤلاء السكان- لم تذكر اسمهم- الموجودين في هذه الأرض حقوقا مدنية ودينية، لافتا بذلك إلى ما ورد في خطة ترامب.

واعتبر عباس أن أمريكا لو كانت تعرف باتفاق أوسلو لخربته، قائلا "من حسن حظنا أننا أثناء المفاوضات مع الإسرائيليين لم يكن رابين يتكلم حينها مع أمريكا أو يتجاهلها رغم أنها حليفته".

وحول علاقة السلطة بالإدارة الأمريكية الحالية، قال: "التقيت الرئيس الأمريكي أربعة مرات، في المرة الأولى كان لقاء مباشرا، وبعد شهرين وبدون سابق إنذار أغلق ترامب مكتبنا في واشنطن وأعلن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأوقف المساعدات". وأضاف "قطعنا العلاقات مع إدارة ترامب وأبقينا الاتصال مع المخابرات الأمريكية، لأننا مرتبطون باتفاقيات دولية لمواجهة الإرهاب، كذلك أبقينا العلاقة مع الكونغرس".

وتابع أن ترامب يريدنا أن ننسى القدس ويقترح أن تكون أبو ديس عاصمة لنا، وأن ننسى حق اللاجئين في العودة". قال، إنه يرفض أي حل يقول بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن الفلسطينيين هم حماتهما والمسؤولون عنها.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن لديه 4 ملاحظات على خطة التسوية الأمريكية وقال في كلمته على أن "توقيت طرح خطة السلام الأمريكية يثير التساؤل"، مضيفا أن "هناك ما يشير إلى أن إسرائيل تفهم خطة واشنطن بمعنى الهبة ومنح الضوء الأخضر لها". كما لفت أبو الغيط إلى أن "البديل الآمن ما زال بأيدينا إن صحت النوايا".