طوباس.. مقاومة وصمود بين قنابل الغاز والصوت

الانباط - وكالات

كانت الرياح نشطة وباردة ظهرا، عندما وصلت جموع المواطنين الفلسشطينيين إلى إحدى الأراضي الزراعية المستهدفة في سهل عاطوف، جنوب شرق طوباس لأداء صلاة الجمعة. وكلما مر الوقت، زاد عدد القادمين من مناطق مختلفة من المحافظة لأداء الصلاة.

في تلك اللحظات، شوهد رتل من آليات الاحتلال العسكرية، وهو يتقدم من الشرق باتجاه جموع المواطنين.

هذا السهل هو واحد من الامتدادات الجغرافية لسهل البقيعة الواسع، والمقدرة مساحته بـ98 ألف دونم، والذي أقيمت فيه عدة مستوطنات ومعسكرات.

وعندما وصل جنود الاحتلال المكان، هرعوا مسرعين للانتشار في المنطقة. وشوهدت أعلام دولة فلسطين مغروسة بين جموع المصلين، وجنود الاحتلال، وكأنها أشجار مزروعة في حقل.

المواطنون حضروا بالمئات من مدينة طوباس، وقراها، لأداء صلاة الجمعة، في واحدة من فعاليات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بالتعاون مع محافظة طوباس، وفصائل العمل الوطني في المحافظة ضمن حملة "حماية الأغوار".

قوات الاحتلال في تسجيل صوتي خاطبت الجموع "إلى الأهالي، يرجى التراجع إلى الخلف"، قبل أن يتدارك أحد الجنود الموقف ويوقف التسجيل، ويطالب باستخدام المكبر مطالبا سكان المنطقة بالتراجع، لأنهم تواجدوا في مناطق عسكرية مغلقة، حسب ادعائه.

وبعدما أنهى المواطنون صلاة الجمعة، بدأوا بالتوغل نحو أراضيهم الزراعية شرقا في مسيرة سلمية، يرفعون علم دولة فلسطين، وينشدون أناشيد لها.

أما جنود الاحتلال فاستهدفوا المتجمعين بوابل كثيف من قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، ليصبح فضاء المكان مغطى بدخان أبيض.

قال أحد الحاضرين: "لا نحمل سلاحا، هم يخافون من تواجدنا في أراضينا، والصلاة فيها".

وقبل يومين قمع الاحتلال أيضا واحدة من الفعاليات الكبرى في منطقة "أم القبا" بالأغوار الشمالية، والتي دعت لها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وفعاليات محافظة طوباس.

وخلال خطبة الجمعة، طارد جنود الاحتلال عددا من الشبان على سفح أحد الجبال القريبة. ورغم مطالبات الاحتلال الشبان بالتراجع من المكان، إلا أنهم لم يبرحوا المكان، قبل الإفراج عن مواطنين اعتقلهما الاحتلال، وهو ما تحقق لهم.