خبراء يدعون لتغيير النظرة للمرأة ووضع خطط للنهوض بواقعها

الأنباط – عمان – أيمن السواعير
أكد عدد من الخبراء، انه لا بُد من تغيير نظرة المُجتمع للمرأة الاردنية، مشددين على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات للنهوض بالواقع الاقتصادي والسياسي للمرأة.
واوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2020 المنعقد حالياً في دافوس ان الأردن احتل المرتبة 145 في المشاركة الاقتصادية والفرص للمرأة، مما يعني أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في الأردن خامس أقل نسبة عالمياً.
الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة حول العمالة والبطالة والمشاركة الاقتصادية، تشير بأن معدل البطالة للذكور خلال الربع الثالث من عام 2019 بلغ 1.17% مقابل 5.27% للإناث، حيث أظهرت النتائج في نفس الفترة تفاوتاً واضحاً في توزيع قوى العمل حسب المستوى التعليمي والجنسي وأن 58.6 %من مجموع قوة العمل الذكور كانت مستوياتهم التعليمية دون الثانوية مقابل 13.5 % للإناث.
وتشكل عدم المساواة الجندرية تحدياً اقتصادياً حرجاً على مستوى العالم علاوة على كونها قضية أخلاقية واجتماعية ملحة، ويعتبر تدني معدلات المشاركة الاقتصادية للمرأة مشكلة تعاني منها معظم دول العالم، إلا أنها تشكل خطورة أكبر في سوق العمل الأردني.
بدورها تواصلت "الأنباط" مع المنتدى الاستراتيجي الأردني، الذي بين أن النتائج نفسها لم تتغير رغم التوصيات التي اطلقها المنتدى في السنوات الأخيرة لتحسين وتسهيل بيئة العمل للأنثى، "وفي مجملها أن على مؤسسات القطاع الخاص الأردني تخصيص بعض التمويل لإجراء التدخلات اللازمة للتخفيف من النظرة السلبية تجاه العاملات في بعض المجالات، وأن تطرح نظاماً فعالاً يسمح للسيدات بالعمل من المنزل، وإعادة النظر في زيادة تقديم خدمات رعاية الأطفال والحضانات في المؤسسات الحكومية لتخفيف تكاليف رعاية الأطفال على الإناث العاملات وتشجيع غير العاملات على الانخراط في تسوق العمل .
وعلى المستوى الحكومي ونظراً للرغبة العالية بين الإناث الأردنيات في التعليم، أوصى المنتدى لـ الحكومة على أن تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المانحة ومراكز التدريب للخروج ببرامج لزيادة القدرات والتي تزيد من فرصة التوظيف للواتي يبحثن عن عمل بشكل جدي، وإعادة النظر في الحلول الممكنة لتحسين جودة النقل العام، حيث كانت عدم كفاءة وكفاية خدمات النقل العام في الأردن عائقا أساسياً أمام انخراط الأردنيات في سوق العمل إضافة لتقديم خدمات رعاية الأطفال والحضانات في المؤسسات الحكومية وتشجيع الإناث على الانخراط في سوق العمل.
بدورها، قالت المدربة الدولية وخبيرة الجندرهبة حدادين لـ"الأنباط"، علينا الوقوف لإيجاد الحلول للحد من هذا التراجع والمضي قدماً من أجل عجلة التنمية والتقدم والازدهار، ولا بُد من تغيير نظرة المُجتمع للمرأة ووضع خطط واستراتيجيات للنهوض بالواقع الاقتصادي والسياسي لها، والبدء فوراً بتغيير التشريعات والقوانين الغير منصفة للمرأة التي تُسهم في ضمان حقوقها للحصول على فرص متكافأة وتجعل الأردن في مُقدمة الدول التي تسد الفجوة الجندرية.
ويعد التقرير العالمي للفجوة الجندرية أداة هامة للنظر في المساواة بين الجنسين في البلدان المختلفة ويصدر بشكل سنوي عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ولا يسعى إلى تحديد الأولويات للبلدان، بل توفير مجموعة كاملة من البيانات وطريقة واضحة لتتبع الثغرات في المؤشرات الأساسية حتى يمكن البلدان من تحديد الأولويات في سياقاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية، ويأخذ أربعة محاور رئيسية في الحسبان، وهي : المشاركة الاقتصادية، والتحصيل التعليمي، والصحة والبقاء، والتمكين السياسي.
وفي الجانب المشرق، يتربع الأردن في المراتب الأولى في الالتحاق بالتعليم الابتدائي والثانوي والعالي، مما قد يوفر فرصة واعدة للأجيال القادمة من الإناث.